من “وعي” كلمة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1443هـ .. 

عبدالفتاح حيدرة

أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في المستكبرين ان انطلاق شعار الصرخة كان في مرحلة حرجة جدا وخطيرة جدا تواجهة الأمة العربية والاسلامية ، كان فيها تحرك عدائي شامل من أمريكا وحلفائها لاحتلال عدد من البلدان الإسلامية والعربية والسيطرة على مقدرات الأمة و بتوجه عدائي على الإسلام والمسلمين، هذا الاستهداف كان يصاحبة حالة من الاذعان و الاستسلام ، فجاء شعار الصرخة الذي اطلقة السيد حسين – رضوان الله عليه – في عام 2002م ومن موقف المسئولية أمام الله لمواجهة خطر التحرك و الاستهداف العدائي الامريكي وحلفائها، لهذا تحرك السيد حسين بمشروعة القرآني معبرا عن هذا التوجه بشعار الصرخة، والشعار يمثل صوتا للأمة مقابل ما يفعله اعدائها وعدم سكوت الأمة تجاه ما يفعله الأعداء، وان يكون هذا الصوت قويا وواضحا، ويهدف إلى تحصين ساحة الامة الاسلامية من مؤامرات الأعداء، وتعبئة عدائية حتى لا توالي اعدائها، والشعار يكسر حالة الصمت والسكوت الذي أراد الآخرون ان يفرضوه على الأمة وحتى لا يكون هناك أي تحرك يعيق المؤامرات الامريكية والإسرائيلية او يتصدى لهم، والشعار برأة من أعداء الله والإنسانية وما يرتكبوه من جرائم وان يكون هناك مباينه لهم، والشعار له أهميته في التصدي لمفاهيم خاطئة ويرسخ مواقف الحق، والشعار يرتقي إلى مواقف التصدي للأعداء ..

 

إن أسلوب الشعار منطلق من منهجية القرآن الكريم، لأن القرآن هو من حدد لنا أعداء الأمة، والقرآن هو من شخص اليهود انهم العدو الأول للمسلمين ثم يخليهم من يكون معهم من اتباعهم من النصارى ومن والاهم من المسلمين، هؤلاء هم من يمثلون منبع الشر والمؤامرات ضد الاسلام والمسلمين، والقرآن خاطب المسلمين بالتحذير من الموالاة لليهود والاتباع لهم وتنفيذ مؤامراتهم وتوجهاتهم ، لهذا كان التحصين القرآني يوجه بالتعامل مع اليهود ومن معهم كاعداء ، وهذا يحتاج إلى تعبئة واسعه، وموقف نشط بتذكير الناس بمنهجية القرآن، ورفع مستوى وعي الناس حول محاولات استقطاب الأعداء للعمالة لهم من أبناء الأمة ، ومواجهة حملات التضليل بكل أنواعه، وحتى تكون الأمة في حالة تعبئة و استنفار واستعداد وبتوجه عملي وتحرك واسع في كل المجالات يواجة كل تلك الأخطار التي يتحرك بها العدو، والدور المطلوب للشعوب اليوم هو التحرك الجماهيري بشكل واسع يزعج الأعداء، وهذا التحرك الحكيم بشعار الصرخة يكشف زيف الأعداء والمخادعين والمنافقين..

 

إن ردات الفعل التي رأت السكوت و الاستسلام للتحرك العدائي الامريكي والصهيوني هو رأي سخيف، ففيه انعدام ثقه بالله ويأس واحباط، وردة فعل البعض كانت بان اتجه إلى صف الإعداء وتحركوا مع العدو، وفي الحالة اليمنية انزعج السفير الامريكي من شعار الصرخة، في الوقت التي كانت تتبجح امريكا في اليمن بأنها راعية التوجه الديمقراطيي وحرية الرأي والتعبير، وقامت السفارة الامريكية بدفع السلطة إلى منع ووقف الشعار، وتحركت السلطة حينها لاعتقال من يهتف بهذا الشعار مع ممارسة الضرب و التعذيب والاضطهاد ، والسفارة الامريكية تتابع ذلك، حتى امتلئت سجون الأمن السياسي بالمعتقلين ، بعدها اتجهت السلطة للحرب العسكرية بقيادة امريكا بكل بطش وجبروت، و بدون حق ولا قانون ولا دستور، فقط كان توجه السلطة لاسترضاء الأمريكيين ستة حروب متواصله ، كان فيها التنكيل بمن يتبنى هذا الموقف ويرفع صوته بالصرخه لمنع التوجه ضد اي استهداف أمريكي لامتنا، وحينها قدمت امريكا الغطاء السياسي لجرائم السلطة في كل مراحل الحروب الست ، وكانت السلطة تقوم بالتودد لإسرائيل، وكل تلك الحروب كانت تهدف إلى إخلاء الساحة من اي مواجهة ضد العداء الامريكي والإسرائيلي لشعبنا ولامتنا..

 

منذ بداية الأحداث للمسيرة القرآنيه وحتى اليوم كان مصير الأعداء ومن والاهم هو الفشل، وبعد كل تلك المراحل وإلى اليوم هناك دروس وعبر، اولها ان من اختار الولاء والتبعية للامريكي والإسرائيلي فشل في إسقاط هذا الصوت، ولم يحصل على شئ من سياسة الاسترضاء لليهود والنصارى، لأن العاقبة في القرآن لمن يتبع الولاء لليهود والنصارى هي حتمية الفشل والخسران والندم ، من الدروس هو تجلى الأثر الايجابي في من حمل الشعار و الصرخه والمشروع القرآني با لاعتماد على الله لمواجهة الأعداء ، بينما يتجلى الأثر السلبي في كل من سعى من دول المحيط الإقليمي بتوجه منحرف للولاء والشراكة والتعاون مع العدو الإسرائيلي و اللوبي الصهيوني، متناسيين ان العدو الصهيوني يتحرك بشكل عدائي واضح ضد الاسلام والرسول ، ومتجاهلين تهديد اليهود للمسجد الأقصى، ومتبنيين كل المصطلحات الصهيونية ضد من يقف ضد أعداء الأمة، و مشتركين مع العدو الإسرائيلي في الكثير من المؤامرات الظاهرة في العلن والتي ستظهر لاحقا..

 

من أهم دروس ذكرى إنطلاق الصرخة في وجهة المستكبرين ان كل ما ذكر اعلاه يبين لنا مدى اهمية ان يكون هناك عمل ضد العدو الصهيوني والامريكي ، وان اي شراكة مع العدو الإسرائيلي اليوم هو استهداف مباشر للشعب الفلسطيني والأمة بشكل عام، والمعلوم اليوم في الساحة الإسلامية هو ضرورة ان يكون لنا موقف حق وصادق ضد العدو الامريكي والإسرائيلي، موقف يتوافق مع توجة القرآن الكريم الذي هو توجه صحيح، هو توجه الانتصار لعباد الله المستضعفين الثابتين مع الحق، التوجه الصحيح والواضح الذي تضمنه كتاب الله، ولهذا بقيت الصرخة لليوم ثابته بنجاح ومنتصرة بإذن الله، بينما كل الجهود التي يبذلها الاعداء لاسكات الصرخه فشلت وانهزمت ، حتى أصبحت الصرخه يسمعها كل العالم..

مقالات ذات صلة