سبع عجاف من العدوان والحصار

ماجد جدبان

 

مرت سبع سنوات عجاف تحمل أيامها وشهورها وساعاتها الحصار الاقتصادي الخانق والعدوان العسكري المُستمرّ للشعب اليمني ككل في كُـلّ مقومات حياته وبناه التحتية ومنشآته ومرافقه ومؤسّساته من دول الجوار التي طالما تغنت بالحرية والدين والهُـوِيَّة إلَّا أنها لم تترك جيرانها من شعوب أحراراً لكي يطعموا الحرية والاستقلال ومن تحت القصف والحصار وفقدت هذه الدول هُـوِيَّتها التي دعا إليها الإسلام لنصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلم والعدوان وجعلت هذه الدول المعتدية من الدين هزلاً وعباد الله خولاً.

 

نعم سبع سنوات عجاف مرّ بها الشعب بصمود وثبات وبسالة وإقدام ليقولوا للدول المعتدية والعالم إنهم سيخرجون منها بنصر وعزة رافعين رؤوسهم نحو الاستقلال والحرية وإن السنوات التي مضت حبلى بالمفاجآت والنصر والخير والعزة والتمكين إن كانت نوايا المعتدين جادة للسلم وانهاء العدوان والحصار ومليئة كذلك بالمفاجآت العسكرية والحربية والتصنيع والمراحل التي لم يروها ولم تخطر لهم على بال إن استمروا في الخروقات والمماطلة.

 

نعم اليمن المعتدى عليه اليوم ليس كما قبل ولن يكون فقد تجاوز مرحلة التصدي إلى الهجوم والمسارات المحلية والإقليمية تحولت إلى دولية وعالمية والهجمات توسعت مساراتها إلى بحرية وبرية وما هو أبعد بكثير إلا أنها لم تتخذ مسار الضغط الدولي من المضيق إلى الموانئ إلى ما هو أشد حصاراً وأكثر تنكيلاً؛ لأَنَّ خيارتها إنسانية قبل ما تكون عسكرية وحربية.

 

فالسبع السنوات التي تكبد فيها اليمن أرضاً وإنساناً مليارات الخسائر الاقتصادية من خلال تدمير كُـلّ مؤسّساتها وبنيتها ومطاراتها وإغلاق منافذها يخرج منتصراً ومصنعاً ومهدّداً بأن كُـلّ هذا وذاك الدمار والخسائر لديه القدرة في مضاعفته بدول العدوان ومنشآته ومطاراته في أَيَّـام وليال وقد رأت دول العدوان البداية من إعصار اليمن الأولى والثانية والثالثة.

 

فاليمنيون يدخلون العام الثامن من الصمود والثبات كبداية انفراجة كبيرة ومنطقية سريانها لمدة شهرين ليتفاجأ اليمنيين بأن هذه الدول المعتدية هي التي تخنقه اقتصاديًّا في نفطه وغازه وثرواته وبعد أن تبين لهم القصف والدمار والعدوان على رؤوسهم طيلة السبع سنوات لكي يخنعوا ويستسلموا ويسلموا البلد ليتفاجأ العدوّ بصمود الشعب الأُسطوري في ظل الازمات والحصار ليسلم للأمر الواقع بعد ضغوطات دولية وعسكرية يمنية.

 

يستقبلون العام الثامن ليبدأوا سبع سنوات سمان خالية من العدوان والحصار ليبنوا بأنفسهم ما دمّـره العدوان، ويتنفسوا النصر والعزة والشموخ ويحكموا أنفسهم بأنفسهم في ظل قيادة أبت الاستسلام والخنوع لشعبها لتصل إلى صدارة التاريخ في الحرب والسلم والعناء والصمود والحصار والثبات لتبعث رسالة للعدوان ومن يديرهم أننا شعب خلقنا أحراراً وسنظل أحراراً ولن نستسلم لحصاركم وعدوانكم، وجرائمكم الوحشية بمثابة زوال ملككم وبصماتكم العدوانية بمثابة نهاية غطرستكم وجبروتكم وستغرقون بها في بركم وبحركم ويبقى اليمن رافعاً رايته وبريق انتصاره متمسكاً بمبادئه وقيمه وأخلاقه ولا عزاء لمن خان الوطن وأجرم واعتدى.

مقالات ذات صلة