قائدُ المسيرة القرآنية (1)

يحيى المحطوري

 

أمامَ كثيرٍ من التساؤلات عن شخصية الشهيد القائد حسين الحوثي، رضوانُ الله عليه، وهل كان قائدًا عسكريًّا أم رجلًا سياسيًّا أم مرشدًا دينيًّا؟

 

وللإجَابَةِ على كثيرٍ من الاستفهامات نود الإشارةَ إلى أن السيد حسين كان رجلًا استثنائيًّا وقائدًا ومرشدًا قرآنيًّا، رجلَ دين وسياسة، يحملُ في شخصيته مواصفاتِ المسلم الحقيقي وصفات المتَّقي التي تحدث عنها القرآنُ الكريم في أرقى المستويات التي يمكنُ أن يصلَ إليها الإنسان.

 

كان قائدًا عظيمًا يحملُ وعيًا كاملًا بخطورة المرحلة وما يجب عملُه في مواجهة هذه الخطورة، برؤيةٍ شاملةٍ لا ينفصلُ فيها التحَرُّك الديني عن الموقف السياسي الناتج عن ذلك التحَرّك أَو الذي يمثل انعكاسًا له.

 

كان قائدًا يحمِلُ إدراكًا كاملًا لكل أسباب الانتصار ولكل عوامل الهزيمة من منظور قرآني يعكسُ التجارِبَ التي عرضها اللهُ في كتابه الكريم، لذلك فهو يملِكُ رؤيةً عسكريةً عميقة، ويعرفُ أهميتَها وانعكاساتِها على الواقع السياسي وقدرة كُـلّ جانب في التأثير على الجوانب الأُخرى.

 

فالسيد حسين كان قائدًا عظيمًا يحملُ كُـلّ مواصفات القيادة الحكيمة.

 

والمتأمِّلُ لمشروعه الفكري والثقافي الذي أسَّس فيه لبناء أُمَّـة قرآنية تكونُ شاهدًا على عظمة دين الله وعلى حكمة القرآن ومواقف القرآن، يجدُ كيف كان طرحُه شاملًا وتشخيصه دقيقًا لكل الأسباب التي أَدَّت إلى انحطاط الأُمَّــة.

 

وكيف قدّم الحلولَ القرآنية لاستنقاذ الأُمَّــة من هذا الانحطاط على كُـلّ المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والدينية.

 

في تحَرُّكٍ جهادي شامل يعزّز بعضُه حضورَ البعض الآخر، ويشكِّلُ كُـلُّ جانب حلًّا عمليًّا للجانب الآخر في كُـلّ المعوقات أَو الصعوبات التي من المحتمل أن تواجِهَ هذا المشروع.

 

إن انطلاقةَ المشروع القرآني لم تكن مُجَـرّد صدفة أَو فكرة طارئة أَو آنية جاءت وليدة يومها.

 

فقد كان للشهيد حضورُهُ السياسي والاجتماعي اللافِتُ والبارزُ خلال كُـلّ المراحل التي سبقت انطلاقَ مشروع المسيرة القرآنية.

 

كان له حضورُه الاجتماعي والعلمي البارز من خلال أسرته التي لا تحتاجُ إلى تعريف، ووالده الذي يتربع مكانةً عَلِيَّةً في قلوب جميع أبناء صعدة خُصُوصاً وأبناء المذهب الزيدي في عموم اليمن.

مقالات ذات صلة