شهدائنا كانوا شهود صدق مع الله، في انقيادهم لله، لم يبخلوا بشيء في سبيل الله سبحانه وتعالى.

أيها الإخوة الأعزاء في ذكرى الشهيد هذه المناسبة الغالية المقدسة نستذكر فيها كل الشهداء عبر التاريخ، ومن مختلف الأزمنة والمناطق والبلدان وإلى يومنا هذا.

 

 

 

الشهداء وفي مقدمتهم الشهداء من الأنبياء، والشهداء من الصديقين، والشهداء من كافة المؤمنين المجاهدين في كل العصور والأزمنة والمناطق والبلدان، وفي صدر الإسلام الأول، في يوم بدر، وفي يوم أحد، وفي مقامات الإسلام وأيامه الخالدة وأيامه المجيدة، وإلى شهداء عصرنا في فلسطين الجرح النازف لأمتنا الإسلامية، إلى العراق، إلى لبنان، في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي سقط فيها شهيد، بذل نفسه لله، ونصرة للمستضعفين من عباد الله، وصولاً إلى شهداء مسيرتنا المباركة والمظفرة.

 

 

 

هؤلاء الشهداء الأبرار العظماء الذين نفتخر بهم، هم فخر لنا وفخر لأمتنا، الشهداء الذين كانوا شهود صدق مع الله، في انقيادهم لله سبحانه وتعالى، في بذلهم، في صبرهم، في صمودهم، في ثباتهم، في عظيم تضحيتهم، لم يبخلوا بشيء في سبيل الله سبحانه وتعالى، فالجهد والتعب والبذل والعطاء بكل شيء يمتلكونه ويمكن أن يقدموه.

 

 

 

ما نقوله عن الشهداء وكل ما يمكن أن يُقال وكل ما قد قيل لا يصل ولا يرتقي إلى مستوى ما حكاه الله الملك العظيم، ما حكاه عن الشهداء، ما أثنى به عليهم، ما أكرمهم به، ما حكاه عن مقامهم وعن كرامتهم، وعما أعده لهم.

 

 

 

الله سبحانه وتعالى قال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ} (الأحزاب: الآية 23). من المؤمنين, الساحة الأساسية والمنطلق الأساسي الذي ينطلق منه الشهيد، الشهيد الذي استضافه الله إلى جواره، والشهيد الحي، الحاضر في كل وقت وحين لبذل نفسه في سبيل الله، من أرضية الإيمان، من منبع الإيمان، من قواعد الإيمان، من أساس الإيمان يتحرك الجميع؛ استجابة لله وشوقاً إلى الله وشوقاً إلى ما عند الله، ورضاً لما عند الله وما يريده الله، وإيثاراً للحياة الأخرى على الحياة الأولى، وتضحية وبذلاً وعطاءً, يتحرك الجميع بإيمانهم, خلف موقفهم إيمانهم، الدافع لهم إيمانهم، تحركهم من إيمان وبإيمان، ويحملون الإيمان في قلوبهم، ويعملون بالإيمان في سلوكهم وموقفهم.

 

 

 

والعنوان الآخر الصدق {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الصدق مع الله سبحانه وتعالى, قرنوا القول بالفعل، أثبتوا مصداقيتهم مع الله أنهم له جنود مخلصون، جنود صابرون، وما قبل الشهادة مرحلة طويلة، مرحلة من الكفاح، من القتال، من المرابطة، من الصبر، من التحمل، لكل البيئة القتالية بكل ما فيها، من حرارة شمس، أو شدة برد، أو وعثاء المناخ ما يكون من تراب وغبار، ثم الضراء والبأساء، والبأس المواجهة لكل المتاعب في ميدان القتال وبروحية عالية، روحية ملؤها الإيمان، روحية إيمانية تجعلهم يتحركون بكل ثبات، بكل همة، بكل رغبة، وهم مشتاقون إلى الله ومتطلعون دائماً إلى ما عند الله سبحانه وتعالى.

 

 

 

وعندما نتحدث عن شهدائنا الأبرار – أيها الإخوة الأعزاء – نتحدث عن أساس موقفهم، فما يمتازون به هو: عدالة القضية ومشروعية الموقف، وقداسة النية والمقصد، وقداسة الهدف، وعظمة القيم والأخلاق، وسلامة واستقامة الممارسة والسلوك.

 

 

 

 

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

 

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

 

 

 

 

من كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

 

 

 

بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للشهيد

 

 

 

1433هـ.

مقالات ذات صلة