أنت واليمن!

د أشرف الكبسي

 

لا يمكنك أن تحب ما لا تعرف.. فهل حقاً تعرف وطنك، خارج أسوار أناك ويوميات اعتيادك!؟

 

كم هي المساحة التي شغلتها وتشغلها، ذهاباً وإياباً، زيارة وسكناً وعملاً، دراية وشغفاً وانفعالاً، من مجموع خارطة وطن!؟

 

هل عشت بنفسك تنوع تضاريسها، وتذوقت تباين مناخها، وتعدد لهجاتها وأزيائها ورقصاتها وأهازيجها، عراقة تاريخها وحقيقة حاضر إنسانها وفنها وعمرانها، تناقضاتها وتبايناتها، ثراءً وفقراً، رخاءً وبؤساً، سياسةً وديناً واجتماعاً، على امتداد سهولها وهضابها وجبالها وصحرائها ووديانها وكل الذي بها ولها!؟

 

هويتك الوطنية ليست أنت وعصبيتك لك ولأسرتك وحيك وقريتك، بل مجموع اليمن تأثراً وتأثيراً بك وفيك.. فماذا وكيف تعرف هذا المجموع!؟

 

هل تذكر برنامج “صور من بلادي” للمرحوم محسن الجبري، و”فرسان الميدان” للراحل يحي علاو!؟

 

كم صورة منها عرفت بنفسك، وكم ميداناً زرت بجسدك وروحك!؟

 

ليست مشكلتك وحدك.. فلطالما خلطنا بين الحاكم والوطن، وحلت صورة الحاكم محل مجموع صور المحكوم “الوطن” كما غابت وتغيب سياسات وأنشطة تعزيز السياحة المعرفية “الاندماجية” الداخلية، كرافعة هوية لا ترفيه، في المدارس والجامعات والمؤسسات، وها نحن نكاد نسمع لأول مرة عن مسميات مناطق بلادنا “كالجوبة، الضحي، مجز… إلخ” من نشرات الحرب لا أكثر!

مقالات ذات صلة