خيارُ التصدي للعدوان لن نندمَ عليه أبداً

لو قرّر الناس في هذا البلد، لو قرر الأحرار والشرفاء في هذا البلد الاستسلام لكان قراراً خاطئاً بكل ما تعنيه الكلمة، ولكان قراراً مُخزياً، ومهيناً ولكانت وصمة عار ستبقى إلى الأبد، إلى قيام الساعة، ولكانت كُلّ الأجيال اللاحقة التي كانت ستلحق بها تبعات فضيحة ورهيبة جِدًّا وتكبل بأغلال لا تستطيع الفِكَاك منها إلا بعد جهد جهيد ومخاض عسير، لكانت هي ستلعن ذلك الجيل الذي قرر أن يستسلم، لمن؟ لطواغيت وشذاذ الآفاق، للمستكبرين المجرمين الذين لا يمتلكون ذرة من الإنْسَانية ولا الأَخْلَاق ولا القيم، لكن هذا القرار المسؤول الواعي المبدئي الصحيح السليم الحكيم، الذي انطلق من خلال إرث كبير لهذا الشعب منذ مبعث رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وإلى اليوم،

 

وهذا الإرث تتوارثه أجيالنا من جيل إلى جيل حتى وصل إلى هذا الجيل، إرث من المبادئ والأَخْلَاق، إرث جعلنا نقرّر على الدوام أن نرفُضَ كُلّ أشكال العبودية والقهر والإذلال أمام كُلّ طواغيت العالم، هذا الإرث الأَخْلَاقي والمبدئي والإنْسَاني جعلنا دائما نتخذ خياراتنا وقراراتنا انطلاقا من مسؤوليتنا من مبادئنا من قيمنا، أن كون أحراراً وأن لا نقبلَ إلا أن كون أحراراً، وأن لا يتمكن أحد أي كان ومهما امتلك ومهما فعل ومهما كان حجم معاناتنا ومهما كان مستوى تضحياتنا،

 

أن لا يتمكن من استعبادنا أبداً أبدا أبداً، فهذا القرار في التصدي لهذا العدوان بكل ثبات بالاستعانة بالله، بالتوكل على الله، بالالتجاء إلى الله، بالاستناد إلى معونته إلى قوته، إلى نصره، إلى مساندته، وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا، نعم المولى ونعم النصير، قراراً لن نندمَ عليه أبداً ولا ندمنا عليه في يوم من الأيام، ولا زادتنا ممارسات المعتدين الإجرامية والوحشية ولا زادتنا تجليات وانكشاف مؤامراتهم ومكائدهم إلا إيْمَاناً بهذا الخيار وبهذا القرار واطمئناناً إلى هذا الموقف، وثباتاً راسخاً ضمن هذا التوجه،

 

وبالتالي لم نزدد خلال كُلّ هذه الفترة مهما كان هناك من تضحيات ومعاناة إلا عزماً وإلا تصميماً وإلا إصراراً وإلا اطمئناناً إلى صحة هذا الخيار، وإلا فما الذي نفعل؟ نستسلم لأولئك القتلة، قتلة الأطفال والنساء، لأولئك الذين أفسدوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل، لأولئك الذين استباحوا حرمتنا الإسْلَامية، لم يحترمونا كمسلمين، لأنه عصمة هذا الإسْلَام، حرمة دمنا وحرمة مالنا،

 

وحُرمة أعراضنا، وحرمة ممتلكاتنا، لم يحترموا أي شيء، انتهكوا كُلّ الحرمات، فعلوا كُلّ شيء، وارتكبوا أبشع الجرائم، نقبل باحتلال بلدنا، نقبل باستعبادنا واستعباد شعبنا، نقبل بأن يتحول اليمن إلى مكب للنفايات الإجرامية والإرهابية، وإلى بلد لا نحظى فيه وهو بلدنا بأي حرية ولا كرامة ولا استقلال، وتصادر حريتنا وإرادتنا، يفرض علينا الآخرون ما يشاؤون، وما أسوأ ما يشاؤون وما أفظع ما يريدون، ونقبل بإذلالهم لنا وقهرهم لنا، وإهانتهم واستعبادهم لنا، |لا|، لا يمكن أبداً، خيارنا خيار رئيسي واستراتيجي ومبدئي وصحيح بكل الاعتبارات والحيثيات المسؤولة والإنْسَانية والأَخْلَاقية والشرعية.

 

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

 

 

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

مقالات ذات صلة