الكمال المطلق لا يمكن أن يكون إلا لله

الله سبحانه وتعالى لا يشبه شيئًا، ولا يجوز أن يشبه شيئًا؛ لأن كل الأشياء غيره سبحانه وتعالى فيها دلائل الحدوث، فلو كان مشبهًا لأي شيء من مخلوقاته لكان قد أصبح ناقصًا محتاجًا كمثلها، ولكان هو في نفسه دليلًا على أن هناك طرفًا آخر هو أكمل منه، وهذا نسف للألوهية من أساسها، نسف لاستحقاقه الألوهية والربوبية من أساسها؛ لأننا سنقول فيما بعد: إذًا ذلك الذي منحك هذا الذي أنت عليه هو أجدر بالعبادة، هو أكمل منك، وتلاحظون أن مبدأ الكمال – أيضًا – هو مما رسخه الله سبحانه وتعالى في نفوسنا، فطرة فطر الناس عليها.

 

أنت في كل أعمالك تبحث عن الأكمل. أليس كذلك؟ أنت تريد أن تبني فيقال لك: فلان وفلان، وفلان، وفلان، فلان هو تعلم عند فلان. ستقول والله سأشوف فلان الذي علمه هو أبصر منه.. أليس كذلك. حتى وأنت تبحث عن زوجة تريد أن تبحث عن الزوجة الأكمل، عندما نقول نحن: أريد أن تكون طبيعتها جيدة، شكلها مقبول، ومن أسرة جيِّدة.. ألست هنا تبحث عن كمال؟ هكذا وأنت تريد أن تغرس شجرة قات ألست ستبحث عن الشجرة الجيدة؟ تقول ما نشتي نغرس حمار أو سواد نشتي نغرس قات زراق هو أحسن، وبيتحمل قطف، هو كذا، وكذا.. وأنت تريد أن تشتري ثور، أنت تبحث في السوق تبحث عن الثور الذي تجد فيه مميزات كمال بالنسبة له، وأنت تريد أن تبحث عن خياط كذلك تريد تبحث عن خياط يجيد الخياطة أي فيه صفات كمال أكمل من الآخر، دكاكين الخياطة واحد اثنين ثلاثة أربعة أنت تبحث عمن؟ عن خياط جيّد وهكذا مبدأ الكمال، والبحث عن الأكمل هو من الفطر التي فطر الله الناس عليها، وهو ُسلَّم ينتهي بالله سبحانه وتعالى الكامل الكمال المطلق.

 

حتى عندما نصف شخصًا نقول: عالم كريم فاضل.. ما أنت تصفه بنوع من هذه الصفات التي تسمع الله سبحانه وتعالى يصف نفسه بها؟ لكن وفوق كل ذي علم عليم، إلى أن تنتهي إلى عند العالم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، عند من قال عن نفسه بأنه لا تسقط ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا يعلمه، وهو في كتاب مبين، في علمه الذي لا يعزب عنه شيء.

 

والكمال المطلق لا يمكن أن يكون إلا لواحد، لا يمكن أن تفترض أن هناك اثنين كاملين، كل واحد منهما سيظهر ناقصًا بالنسبة للآخر، الكمال المطلق لا يمكن أن يكون إلا لواحد، وهو الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا كل ما يستلزم منه أن يكون الله مشابهًا لخلقه بما يعني هذا: أنه أصبح فيه دلائل أنه محدث ومحتاج إلى طرف آخر فهو من أكبر الكبائر عندما تعتقده بالنسبة لله سبحانه وتعالى؛ لأنه ماذا يعني؟ بأنك حكمت بنسف استحقاقه للألوهية من أساسها؛ ولهذا نحن نقول في عقائدنا: لا يجوز أن نقول: أن لله وجهًا، كما يقول الآخرون، وليس له يد، ليس له أعين كما يقول الآخرون، هذه آليات عملها لنا نحن الناقصين، نحن القاصرين، نحن المحتاجين.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

 

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن

 

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

 

بتاريخ: 11/2/2002م

 

اليمن – صعدة

مقالات ذات صلة