من السمات البارزة للعدوان: الغدر والإجرام

الغدر هو السمة التي اتسم بها هذا العدوان من أول بدايته، ومن أول غاراته، كانت تلك الغارات، وكان بداية هذا العدوان بهذه الطريقة الغادرة، من أطراف لم يفعل بها الشعب اليمني شيئاً، لم يعتدِ عليها، لم يلحق بها الأذى، لم يستهدفها، ليس لها ما يبرر عدوانها عليه.

 

 

 

الحالة القائمة ما بين اليمن وجاره (جار السوء) النظام السعودي، هي كانت وفق اتفاقات سابقة حالة سلام، منذ اتفاقية الطائف، إلى اتفاقيات فيما بعد، اتفاقيات أخرى، ولم يصدر أيضاً من هذا البلد تجاه الإمارات، والسلطة في الإمارات، ما يبرر أن تأتي من هناك، لتعتدي وتشارك في هذا العدوان، ليس هناك ما يبرر لمن وقفوا خلف هذا العدوان ما فعلوه بحق هذا الشعب، لا الأمريكي، ولا غيره، فالحالة كانت حالة اعتداء غادر بكل ما تعنيه الكلمة، من دون أن يكون هناك أي ملابسات، أو مشاكل، أو سوابق، ينتج عنها اصطدام، أو اشتباك، أو معركة، أو حرب، غدراً، تفاجأ به أكثر أبناء هذا الشعب، ومثَّل صدمة للكثير من أبناء هذا البلد عندما استيقظوا في اليوم الثاني، والبعض في نفس تلك الليلة، نتيجةً لهذا العدوان.

 

على مستوى شعوب وبلدان أمتنا العربية والإسلامية، لربما الكثير، أو الأغلب، أو الكل، كان متفاجئاً بما حدث؛ لأنه- كما قلنا- لم يكن هناك أبداً ما يبرر هذا العدوان، الغدر والمفاجأة تمثِّل شهادة واضحة على أنه عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، وعلى أنه لا يمتلك أبداً أي مبررٍ مشروع.

 

ثم الإجرام، الإجرام الذي هو طابع لهذا العدوان منذ بدايته وإلى اليوم، أول غارة من غارات هذا العدوان كان ضحاياها من المدنيين، واستهدفت الأحياء السكنية في صنعاء، بدأ بجريمة كبيرة، جريمة مروعة، واستهدفت الأهالي، المدنيين في مساكنهم، وهم نائمون، ولربما لولا الإعلان في تلك الليلة عن هذا العدوان ومن يتبناه، لبقي السؤال في تلك الليلة قائماً دون جواب: من هو الطرف الذي ينفِّذ هذا العدوان؟ هذا يشهد- بحد ذاته- على أنَّ شعبنا بريء، وعلى أنه هو المظلوم، وليس الظالم، وعلى أنه المعتدى عليه، وليس هو بالمعتدي.

 

تلك الليلة، بعد تلك الغارات وبداية العدوان، لولا أنَّ طرفاً معيناً تبنى هذا العدوان وأعلن عنه؛ لبقي الناس يتساءلون، في اليمن، وفي بقية بلدان وشعوب أمتنا: من هو الذي نفَّذ هذه الغارات؟ لأنه ليس هناك مشكلة كانت قائمة ينتج عنها حرب، أو يتوقع عنها هجوم على بلدنا، ولذلك حتى في حسابات السياسيين والإعلاميين، الكثير منهم لم يكن يتوقع شيئاً كهذا، والكثير تفاجأوا بذلك، هذا من الشواهد الواضحة التي- كما قلنا- تبين من هو المعتدي والمعتدى عليه، والظالم والمظلوم.

 

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

مقالات ذات صلة