الواقع الجنوبي ومشاريع الارتزاق

طالب الحسني

أن تغرق بعض المحافظات الجنوبية في فوضى القاعدة والاشتباكات المسلحة بين أطراف المرتزقة والمأجورين على أنقاض خلافات تقاسم الأموال الملطخة بالعمالة فذلك أمر من طبيعة من جنته بعض القوى للمحافظات الجنوبية ولأبنائها.

لكن أن تصل بعض القوى التي لم تمتهن السياسة بقدر امتهانها للارتزاق إلى أن تتحول بوقا كاذبا ومأجورا لقوى العدوان وتصدر الاحتلال الأجنبي للأرض والسيادة واستعباد المواطنين واحتكار موارد الدولة والتصرف بمصير الملايين كما لو أنه إنقاذ وطني فذلك أسوأ الخيارات وأقبح الطرق التي سلكتها.

وإن لم يكتفِ أولئك الذين يقدمون أنفسهم على أنهم الحامل المستعد والخادم المطيع لكل مشاريع الاحتلال ومسخ الهوية بالزج بالمئات من المغرر بهم ليقتلوا هناك في صحراء البقع وميدي بشكل جماعي ويدفنون في الصحراء بصورة تكشف حجم الازدراء والامتهان التي يتم تعاملهم بها  فما هو قادم  ومستقبل تلك المشاريع المشبوهة في بعض المحافظات الجنوبية ؟!

وعلى الرغم من مرور أكثر من عام على تزييف الوعي وانكشاف الخلل في التقييم على الأقل في تبعات الاحتلال وتوسع القاعدة وتحول الجنوب إلى ساحة للصراع بين أجنحة العدوان بمختلف ألوانها إلا أن ثمة من يواصل دحرجة الجنوب نحو مصير أسوأ.

وعلى الذين راهنوا على دول الاحتلال أن يتحسسوا مصير الأمنيات والأحلام التي صورتها ووعدت بها حينا وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.

وفي المقابل أين اختفت القوى الوطنية التي رفعت شعارات المظلومية ومعها شعارات تحررية واستقلالية وهي تشاهد انحدار لا علاقة له بالمظلومية ولا بالتحررية ولا بالاستقلال من الواقع الذي تعيشه المحافظات الجنوبية ومشاريع التزييف التي تطل برأسها على واقع ليس فيه مظلومية أكثر من كونه محتلا ويقوده ضباط ومجندين من دول محتلة لم يحلموا يوما أن يكونوا ضيوفا مرحبا بهم في هذه المحافظات.

ومع كل ذلك فمشاريع الاحتلال ذاهبة ومشاريع الارتزاق لا مستقبل لها طالما وثمة من يرفض هذا الواقع ويعمل على تغييره.

مقالات ذات صلة