مبعوث جديد لمنظمة قديمة

د. مهيوب الحسام

 

كل مبعوث أَو رسول يرسل إلى قوم لا بُـدَّ وأن يحمل رسالة وله مهام محدّدة في الرسالة يؤديها فإذا ما فشل في أدائها فلا يكفي أن يستبدل بمبعوث آخر لذات القوم بذات الرسالة؛ لأَنَّ النتيجة ستكون ذاتها السابقة ولكن بكلفة أعلى وفشل مضاعف يرتد على المبعوث ومن بعثه تفقدهما المصداقية والأهلية معاً وهذا هو حال ما تسمى “منظمة الأمم المتحدة” اليوم.

 

فما هي رسالة المبعوث الأممي الجديد لليمن? وما هي مهمته? وبرنامجه الجديد الذي يحمله ومكلف به?

 

لا يكفي أن يكون مبعوثاً جديدًا لمنظمة قديمة يحمل ذات الرسالة التي حملها من سبقه وفشل! ولذا لا يمكن له أن يكون مبعوثاً ناجحاً مهما كانت قدراته وجديته وهو مبعوث لمنظمة فاشلة ناهيك عن كونها أدَاةً بيد الطرف المعتدي وجزءاً أصيلاً منه ولهذا فَـإنَّ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن فاشل للأسباب التالية:

 

أولاً- لأَنَّ سياسة المنظمة لم تتغير وهي سياسة مشغلها التي تعمل لديه وفي الأول والأخير فَـإنَّ المبعوث ورئيسه الأمين العام هما موظفان لدى منظمة موظفة بدورها لدى مشغلها رئيس النظام الدولي وقائده وهو أصل العدوان على الشعب اليمني.

 

ثانياً- إن من يملك أمر المنظمة بمجالسها الخمسة هو الأنجلوصهيوأمريكي الذي يرأس ويقود النظام الدولي ويتحكم به ويسيره وفقاً لمصالحه وتحقيقاً لأطماعه على حساب شعوب العالم المستضعفة بسياسة بعيدة عن الحق والعدل والقيم والأخلاق والإنسانية.

 

ثالثاً- إن أصل العدوان وصاحب قراره يريد من المنظمة ومبعوثها القيام بدورهما في مفاوضات تحقّق له ما عجز عن تحقيقه بالعدوان والقتل المباشر وبالحصار والتجويع للعام السابع وهذا ما فشل فيه من سبقه وسيفشله ومنظمته كما فشل الأصل في جبهات المواجهة.

 

ولمعرفة من هو هانس جروندبرج نعرض ثلاث محطات في مسيرته الوظيفية متقلداً المناصب التالية:

 

رئيساً لبعثات السويد والاتّحاد الأُورُوبي إلى القاهرة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، ثم ترأس مجموعة العمل في المجلس الأُورُوبي لشؤون الشرق الأوسط والخليج خلال رئاسة السويد للاتّحاد الأُورُوبي لعام 2009م، وشغل منصب رئيس قسم الخليج في وزارة السويد للشؤون الخارجية.

 

رابعاً- إن نجاح المبعوث يعني نجاح سياسة المنظمة التي هي سياسة الطاغوت الرافضة لحرية الشعوب المستضعفة وسيادتها على أرضها واستقلال قرارها بل يريد استعبادها بعقد شرعي وبشروط جزائية بما يحقّق انتصاره وفرض قيم الظلم والإجرام والعربدة والطغيان، والتمديد له لمئة عام أُخرى وهذا ما لم ولن يتحقّق أمام إيمان أصحاب الحق وثباتهم على حقهم ومضيهم في الدفاع والذود عنه وحمايته وُصُـولاً لانتزاعه.

 

أخيرًا فَـإنَّ من يؤمن بالله ويثق بنصره يدرك يقيناً بأنها سنن الله في كونه وخلقه وهي ماضية في هذا الطاغوت “النظام الدولي” الذي يرأسه ويقوده “الشيطان الأكبر” الأمريكي الذي طغى وبغى وأفسد في الأرض وأجرم إجراماً لم يسبقه إليه أحد وبلغ في إجرامه بحق شعوب العالم وبحق هذا الشعب اليمني العظيم مبلغاً لا يسعُه معه إلا الفشل والسقوط والهزيمة النهائية الناجزة، ويتحقّق وعدُ الله لعبادة المؤمنين “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”.

مقالات ذات صلة