أمريكا نمرٌ من ورق

د. مهيوب الحسام

 

إنها ليست بتلك القوة التي تصورها آلةُ امبراطورياتها الإعلامية الصهيوأمريكية، فأمريكا ليست قوةً قيميةً ولا أخلاقية ولا عقلاً إبداعياً خلَّاقاً وإنما هي عقل وفكر داعشي شيطاني شرير منذ النشأة، وما فعلته بسكان أمريكا الأصليين “الهنود الحمر” من جرائم إبادة جماعية وجرائمَ ضد الإنسانية خيرُ دليل وشاهدٌ على القوة والعقلية الأمريكية وما تلاها من جرائم بحق شعوب العالم يؤكّـد ذلك أَيْـضاً.

 

رغم عمر الولايات المتحدة الذي لا يتجاوز 260 سنة فقد شنت أكثرَ من 90 حرباً عدوانيةً على شعوب العالم، فمن إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر إلى نيكاراغوا تم البيرو والمكسيك واحتلال تكساس وغزو أرغواي وكولومبيا وهاييتي وتشيلي وكوبا واحتلال خليج جوانتانامو والسلفادور وهندوراس واحتلال الصين 1932م وبَنَما وغزو فيتنام 1965 وكمبوديا وغزو الصومال والهجوم على يوغسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا ودعم منظماتها الإرهابية لتدمير سوريا وأخيرًا عدوانها على اليمن.

 

والدليل على أن القوةَ الأمريكيةَ هَشَّةٌ، هزيمتُها أمام صمود شعب فيتنام وهزيمتها في العراق وخروجها من أفغانستان مهزومةً، وهَـا هي اليوم تُهزَمُ أمام صمود وثبات الشعب اليمني العظيم، حَيثُ فشلت وفشل سلاحُها وأضخمُ مدرعاتها التي ثمنُها ملايينُ الدولارات، يحرقُها المجاهد اليمني بولاعة ثمنُها 2 سنت، وفشلت دفاعاتُها الجوية من الباتريوت أمام صواريخ هذا الشعب وطائراته المسيَّرة، فهي لا تستطيعُ الصمودَ أمام إرادَة الشعوب وإيمانها بحقها وبقضاياها العادلة.

 

بالإضافة لكون أمريكا فكراً داعشياً إرهابياً وأطماعاً استعمارية لا حدودَ لها فَـإنَّها نمرٌ من ورق وكل قوتها تستمدُّها من عُملة ورقية اسمُها الدولار تقومُ بطباعتها بدون غطاء ومن خشب الشعوب المعتدى عليها وربطتها بنفط الشعوب كذلك، وبهذه الورقة تجلب وتشتري العقولَ والعلومَ، ويتم تطويرُها لأغراض لا تخدُمُ البشرية -كما تدّعي- بل لتدمير البشرية وقتل وإخضاع الشعوب، فبها تشن الحروب وتجند وتشتري ضعافَ النفوس من المرتزِقة الخونة -أفراداً وحكاماً وأنظمةً وسلطاتٍ- لتشاركَها في قتل شعوبها وتدمير مقدراتها ونهب ثرواتها واستعمارها.

 

وبهذه الورقة تأخُذُ كُـلَّ ثروات الشعوب النفطية والمعدنية والذهب.. وتتحكمُ بمصير تلك الشعوب وتحاصرُها وتجوِّعُها وتمنعُ عنها الزراعةَ والصناعةَ وحقها في الاستفادة من ثرواتها وحقَّها في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، وبثروات الشعوب تلك تشن حروبَها وعدوانَها المباشر على تلك الشعوب لقتلها واستعمارها، وغير المباشرة التي بها تسيطرُ على الشعوب فكرياً وثقافيًّا وعقلياً، وتقوم بتدجينها ونشر ثقافتها الإجرامية الرامية لغسلِ أدمغةِ الشعوب وإخراجها من هُــوِيَّتها وثقافتها الدينية والوطنية… إلخ.

 

ولم تقف عند هذا الحد بل تقوم ببث سمومها في الشعوب وتثير الفتن والفُرقة بين أبناء الشعب والمجتمع الواحد وتمارس فيه الدجلَ والتضليلَ وقِيَمَها اللا أخلاقية واللا إنسانية، من خلال وسائل إعلامها المضلِّلة وباسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي لا تعرفُها أمريكا ولا تؤمنُ بها أَسَاساً.

 

إن أمريكا عبارة عن شركاتٍ رأسماليةٍ وأطماعٍ كبرى وفكر إرهابي إجرامي وحشي، لا تعرفُ قيماً ولا أخلاقاً ولا إنسانية تقوم بنهب ثروات الشعوب وتمتصُّ دماءَها وبأي ثمن ولو كان الثمن إبادة شعوب بأكملها وبكل ظلم وإجرام، ولكنها لا تصمُدُ أمامَ إرادَة الشعوب الحرة المؤمنة بالله وبعدالة قضيتها وبحقها في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، والشعب اليمني العظيم المؤمن المجاهد بقيادته الواعية المدركة المؤمنة المجاهدة الاستثنائية في هذا الزمن الاستثنائي وبنهجه ومشروعه القرآني “مدرسة للشعوب الحرة”.

مقالات ذات صلة