مشروعية الرد الفلسطيني وجرائم قطعان الاحتلال الصهيوني

صدام القفيلي

في إطار الشرعية المطلقة لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل يأتي الحراك الثوري المقاوم الذي تشهده الأراضي العربية الفلسطينية؛ باعتبَاره الرد الطبيعي على جرائم قطعان الاحتلال الصهيوني وفعل مشروع للشعب الفلسطيني الذي يسعى لنيل الحرية ورد العدوان ورفع الظلم، وحماية مقدسات المسلمين بكافة الوسائل التي كفلتها الشرائع السماوية وأجازتها مختلف الأعراف والقوانين الدولية لشعب يواجه الاحتلال والتهجير والقمع والنهب والاعتقال منذ أكثر من سبعة عقود.

 

اليوم يواجه الشعب الفلسطيني المظلوم حرب إبادة أعلنها الكيان الصهيوني المحتلّ بمباركة وتأييد دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت وما زالت تقدم نفسها شريكاً أَسَاسياً وداعماً لهذه الحرب الوحشية المعلنة غير آبهة بجرم المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تتحملها نتيجة الانتهاكات والجرائم المُستمرّة تجاه الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها ما حدث خلال الأسابيع الماضية من اعتداءات متكرّرة على المقدسات الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى المبارك واقتحام آلاف المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى وأبوابه، تحت رعاية قوات الاحتلال وحكومته المتطرفة، وَالاعتداء على المصلين والمصليات، وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، وكذلك الحرم الإبراهيمي في الخليل وتزايد اعتداءات قوات الاحتلال على مخيمات الفلسطينيين في الضفة الغربية والذي نتج عنها مئات القتلى والمصابين.

 

لم يعد خافياً على أحد ما يشهده واقع مقاومة الاحتلال اليوم من قوة وعزة تواجه بحرب إبادة ضحاياها آلاف الأطفال والنساء والأبرياء من أصحاب الحق في ظل حالة الصمت الأممي المخزي وحالة الخنوع والاستكانة التي يعاني منها المجتمع الدولي بل وتبنيه بقبح سياسات الكيل بمكيالين وسعيه الدؤوب لحجب نور الحقيقة وتحويل الجلاد إلى ضحية وتحميل صاحب الحق المشروع جرم حقه في الدفاع عن نفسه وأرضه في مقابل غياب شبه تام لخطوات واجبة الاتِّخاذ من قبل الشعوب العربية والإسلامية لتأييد ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني وتحَرّكات عملية لدعم مقاومته بكل الأشكال الممكنة وبما يمكنه من الاستمرار في الوقوف أمام قطعان الاحتلال الصهيوني وانتزاع حقوقه المشروعة كاملة دون نقصان.

 

وفي هذا السياق فَــإنَّ اليوم وأكثر من أي وقت مضى أصبحت الحكومات العربية والإسلامية وأحرار العالم مطالبة بعزل الكيان الصهيوني المجرم، ونبذ كافة أشكال التطبيع وتحميل الأنظمة المهرولة نحو إقامة علاقات معه وزر ما يرتكبه من جرائم وحشية تجاه شعب بأكمله وبكل كبر وعنجهية معلنة ومقدماً حربه الهمجية كحق مشروع يتيح له إبادة صاحب الحق متجاهلاً الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان، إنه كيان ارتضى لنفسه أن يصبح هدفاً مشروعاً لكافة عمليات المقاومة كونه من احتل الأرض واستوطنها وهجر أهلها ومارس عليهم كافة صور القمع والتعسف وحرمهم من أبسط حقوقهم في صورة هي الوحيدة من صور الاحتلال والاستعمار والقهر والظلم التي يشهدها العصر الحاضر.

 

نعم لا نعول كَثيراً على أنظمة الانبطاح العربي ولا على كيانات الإمبريالية الرأسمالية وشعاراتها المقيتة ولكننا نشد على أيادي كُـلّ أحرار العالم دولاً ومؤسّسات وأفراد ونبارك جهودهم في سبيل التدخل لوقف حرب الإبادة التي بدأها الكيان الصهيوني منذ أَيَّـام وبما يكفل وضع حَــدّ لممارساته الإجرامية الممنهجة تجاه شعب فلسطين المظلوم ونؤكّـد على أهميّة دور من تحملوا عبء العمل المُستمرّ لرصد وتوثيق كافة الجرائم التي يرتكبها قطعان الاحتلال الصهيوني تمهيداً لإحالتها للمحكمة الجنائية الدولية وفق نظام روما الأَسَاسي وبما يضمن سرعة معاقبة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب.

 

ختامًا يبقى الرهان على وعد الله سبحانه بنصر المستضعفين ومن ثم يأتي الأمل في عزيمة أبطال المقاومة وإرادتهم الحرة للمضي فيما اتخذوه طريقاً لنيل حقوق الشعب الفلسطيني رغم عظيم التضحيات يساندها في هذا الطريق المليء بالعزة والكرامة والألم والوجع محور المقاومة الصادق الذي برهن بحق أنه الحاضر قولاً وعملاً دون قيد أَو شرط في كافة مراحل مسيرة التحرّر ومواجهة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وأن الأخيرة ستظل قضيته الأولى والأخيرة.

 

 

مقالات ذات صلة