ترحيلُ العمالة اليمنية وتداعياته

منصور البكالي

 

ما ردود فعل قيادات مرتزِقة فنادق الرياض على القرار السعودي بتسريح العمالة اليمنية من أراضي نجران وجيزان وعسير المحتلّة منذ عقود؟ وما سبب سكوتهم وبلع ألسنتهم أمام مثل هذا القرار؟ هل لأنهم لا قيمة لهم ولم يسمح لهم مدراء الفنادق الذي يقيمون فيها بكتابة تغريدة أَو منشور، أَو إصدار بيان يدين قراراً أهوجَ يتنافى مع كُـلّ المواثيق والمعاهدات والأعراف والأسلاف التي تكفل حقوق الجوار، وتراعي الوضع الصعب الذي يعاني منه الشعب اليمني من مشاكل الجزء الكبير منها من السعودية ذاتها؟

 

وكيف سقط القناع عن الادِّعاء السعودي من احتوائها لملايين اليمنيين كعمال؟ وهل سنشهد مواقف تنتصر لحقوق هؤلاء من قبل ما يسمى بحكومة المرتزِقة أم أنها باتت مرمية في مكب النفايات وتحرق ببارود الشك الذي سرعان ما امتد ليطال بطوناً خاوية تبحث عن عمل تكسب منه ما يسد جوعها وجوع من تعول!!

 

وفي المقابل أين تقف الأمم المتحدة ومواثيقها المدعية بحمايتها لحقوق الإنسان والضعفاء في هذا العالم؟ لماذا لم نشهد لها أي تصريح أمام نظام لا يتردّد عن ارتكاب أية جريمة بحق الإنسانية في هذا العالم؟ أم أنه سكوت مسبوق الدفع وتم شراؤه بحفنة من الدولارات؟

 

وأمام هذا وذاك كيف ينظر الشعب اليمني إلى هذا القرار؟ وكم سيقفز مستوى دعمه ورفده وتعزيزه للجيش واللجان الشعبيّة في جبهات الحدود ومختلف الجبهات، بقوافل المال والرجال، وتشكيل قوة عسكرية احتياطية ضاربة ستكون العمالة المسرحة وأهاليهم مرتكزها، ونواتها، فيقاتل كُـلّ أبناء الشعب في سبيل الله صفاً كأنهم بنيان مرصوص، وتشعل معركة التحرير الشامل لكل الأراضي اليمنية المحتلّة، وينقلب هذا القرار وبالاً على متخذيه، والساكتين عنه، وعن تداعياته الإنسانية.

 

ومن هذا المنطلق يعرف شعبنا اليمني قدر المؤامرة، وكيف يتعامل معها ويرد عليها من منطلق القدرة والقوة، وأن العدوّ الأمريكي هو من أمر أداته السعودية بإعلان تنفيذ هذا القرار، وهو من يكمم أفواه أذياله المرتزِقة اليمنيين، متوهماً أنه بذلك سيشعل جبهات نجران وجيزان وعسير ليضعف معركة تحرير كُـلّ الأراضي اليمنية الممتدة من الحديدة إلى سقطرى، ومن المهرة إلى جيزان، لكنه غفل أن شعباً تعدادُه أكثر من 30 مليوناً بات الكثير منه عشاقاً للشهادة، وجاهزون لمساعدة بقية شعوب الأُمَّــة في خوض معركة التحرير من الهيمنة الصهيوأمريكية وتواجدها في المنطقة، واستعادة المقدسات وتطهيرها من الطغاة الغاصبين، وأن رهانه الأول والأخير الاحتكام إلى زناد البندقية منطلقاً من مبدأ ما أُخذ بالقوة في زمن الضعف لن يستعاد إلى بالقوة في أوج الوصول إليها والتحكم بها وصناعتها وتصديرها.

مقالات ذات صلة