آياتُ الله المتجلية والاستثناء الطارئ في تاريخ الحروب

محمد يحيى هاشم السياني

المجاهد اليمني خلال فترة المواجهة مع جيش العدوّ سطّر ملاحمَ بطولية خالدة واستبسالاً أُسطورياً لا يستطيع المرء إلَّا أن يقف خاشعاً ومبتهلاً لله سبحانه وتعالى على هذا المد الإلهي الذي غمر تلك القلوب التي يحملها المجاهدون العامرة بالإيمان والمستبسلة في سبيل الرحمن وسبيل شعبهم المظلوم وقضية بلدهم العادلة، وكم هي الآيات المتجلية التي نقلتها عدسة الإعلام الحربي وشاهدها العالمُ في صور حية من ميادين العزة والبطولة والشرف.

 

تلك المشاهد لا يمكن أن توصف بسطور يخطها عباقرة البشر أَو عبارات يجف عندها الحبر ويتسمر القلم تلك المشاهد التي حملت منتهى مواقف الإقدام والشجاعة والاستبسال لمجاهدي الجيش واللجان في ميادين المواجهة ومعارك الحرية والاستقلال مع تحالف العدوان هي استثناء طرأ على تاريخ الحروب المعاصرة والغابرة وهى نتاج وثمرة الثقافة القرآنية التي أحيت الروحَ الجهادية في صدور المؤمنين ورسخت الهُــوِيَّة الايمانية السليمة كعقيدة وهُــوِيَّة ونهج وسلاح فتاك في مواجهة العدوّ.

 

ولذا فَـإنَّ تلك المشاهد التي يفاجئنا بها الإعلام الحربي بين كُـلّ حين وآخر تعزز فينا الثقة بنصرِ الله وترسخ في أنفسنا أهميّةَ الارتباط بالله، فكل أُسطورة يصنعها المجاهدون في الميدان هي قطعاً آيةٌ من آيات الله تعكس من خلالها مواقف خارقة وانتصارات قد تفوق الاعجاز القتالي والتكتيك العسكري لأقوى الجيوش في العالم، ومن الأهميّة التي يجب التطرق إليها وضع تلك المشاهد الأخيرة للإعلام الحربي بعين الاعتبار للتأمل وقد شاهد العالم العملية الفدائية للمجاهد الشهيد الذي وفى أبو فاضل طومر ذلك الفتى القوي بإيمانه الذي حمل الثقافة القرآنية والروح الجهادية العالية وجسد بذلك الموقف البطولي والأُسطوري الإيمانَ كله.

 

هذا المشهد والكثير من المشاهد الأُخرى يجب أن يتوقف أمامها العالم لكي تتضح من خلالها الصورة وتتجلى المواقف أمام هذا العدوان السافر التي تقوده أمريكا وأدواتها في المنطقة ونحن كشعب يمني ندرك أن تلك الصور تحمل رسائل ترعب العدوّ وحقائق مُرة يجب أن يعيَها التحالف المجرم ومنها أن استمرار العدوان على بلدنا بهذا الصلف والحماقة والغباء الكبير هو مجازفة وانتحار جنوني سيؤدي حتماً بعون الله إلى هزيمة ساحقة.

 

وبمثل هكذا مقاتلين تسقط بهم ومن خلالهم أيةُ رهانات لعدوهم وتعجز في دحرهم وإيقاف تقدمهم أيةُ قوة عسكرية، فلم يعد لقواتكم قوى تصمد أَو توقف مثل هكذا ملاحم أُسطورية ولم يعد لإمْكَانياتكم جدوى في معاركَ عبثية تهان وتذل وتداس تحت أقدام هؤلاء المجاهدين وبأبسط الوسائل وأقل الإمْكَانيات، فهل ما زال في تلك الرؤوس بقيةٌ من عقل أم أننا سنشهد المزيد من الآيات التي قد تصل بهذا العدوِّ الأحمق إلى مستوى يفوقُ الصدماتِ ويتخطى المعقولَ واللامعقول؟!

مقالات ذات صلة