المرتزقة وبيع أعراف القبيلة في مزاد الارتزاق

عمران نت / 30 / 6 / 2020

// مقالات // نبيل بن جبل

تفرّست مألوما في وجه قبائل اليمن الخاضعة لقوى الغزو والاحتلال السعوصهيو إماراتي ،محزونا مما حل بها من أسباب الضعف والهزال ، مغموما مما وقع بها من دواعي العجز والخضوع

فلق الحزن كبدي ، و فتّ الألم عضدي ، واضطربت أعصابي ، وتفككت أوصالي من هول ما حاق بها من الذل والهوان ، وما تردت فيه من قهر وظلم وطغيان وارتزاق وعمالة وإجرام ، تبدل عقل أبنائها فصاروا من الفهم والتمييز في ساحة قاصية ، ومن العقل والتدبير في وهدة دانية ..

فقدوا العقل والحكمة ، باعوا الضمير والإنسانية ، باعوا القبيلة والشهامة والكرامة والمروءة بحفنة من المال المدنس، وسلكوا مسالك الوهن والتفكك والعلة ، تخاطبهم فما تشك بإزائهم أنك أمام قوم حرموا نعمة العقل يُقتل منهم من أبناء جلدتهم( بإيعاز من قوى الغزو والاحتلال ) النساء والأطفال ، الكبار والصغار ، يروع الأطفال ، تنتهك الحرمات والأعراض ، تُحرق البيوت ، تُنهب الأموال على المستضعفين الذين لاحول لهم ولا قوة ، يُسحل الشباب والشيبان ، وﻻ يتحرك ساكن ، بل يأتي ساعة القتل لحظة الجرائم وحرق المنازل من يبررها وكأن شيئا لم يكن ، يا لها من مأساة محزنة تدمي من هولها القلوب والمآقي ، يا لها من حسرة ﻻ يقوم لها بكاء الدهر الطويل ، لو لم يكن هناك حق وباطل ولا شيئ من دين ، فإن عاداتنا وتقاليدنا القبلية ترفض قتل المواطنين في مساكنهم وهم آمنون وبدون ذنب مهما اختلفوا مع الآخرين في الانتماء

فأين ذهبت الحمية و القبيلة والشهامة والكرامة والغيرة ، وأين ذهب أهلها وديننا ياقومنا يقول : “إن هدم الكعبة حجرا حجرا ، أهون عند الله من إزهاق دم امرء مسلم بغير حق” ، وأنتم يا أهل القبيلة تصمتون ..

تسكتون بل يأتي منكم من يبرر للجاني الجريمة ، أنتم يا أهل الإيمان والحكمة ، يارعاة الدين سابقا ، يا أهل المواقف أنتم ، والتعويل عليكم أكثر ياقوم سبأ أولو القوة والبأس الشديد ، يُقتل أبناؤكم مشائخكم رجالكم ، تُسجن وتنتهك أعراض نسائكم ، وتستباح حرمات الله في أرضكم من قبل حزب الإصلاح التكفيري وجماعاته الداعشية ، وأنتم كأنكم ميتون….

وبعض أبنائكم يهتفون للغزاة المحتلين .. لقوى الطاغوت الداعشية ، ويقاتلون إلى جانبهم ،فكونوا كما عهدناكم على مر الزمن رجالا ، أهل صولة وجولة ، أهل للشهامة والقبيلة ، ثوروا لأعراضكم ، لحرماتكم ، لدمائكم لا أقل ، لا أكثر اختلفوا مع الأنصار كيف ماشئتم .. فكريا.. عقائديا .. دينيا .. قبليا ؛

لكن كونوا أحرارا في دنياكم.. ارفضوا الظلم والطغيان .. أوقفوا القتل الممنهج الذي ترتكبه القوى القاعدية الداعشية في مناطقكم ، واعلموا أن الآخرين يختلفون مع الأنصار في مناطق سيطرتهم ، والبعض منهم يمارس الخيانة ويؤيد الغزاة ، ومع ذلك لايعترضونه ، لايقتلونه ، لاينهبون أمواله ويروعون أطفاله ، وأن أمنكم عزتكم كرامتكم حريتكم استقلالكم مرهون بطرد الغزاة المحتلين ومرتزقة وجماعات القوى التكفيرية التي تقطن بلادكم ، والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة