المناعة النفسية 1

عمران نت / 16 / 6 / 2020

// مقالات // صفية جعفر

هناك بين ضحل الحياة وذلك التشتت الذي قد يُربت الجميع من الناس، والسهام التي تُوجه يومياً إلى قلوبنا فتُحدث خللاً في سماء بيوتنا ،ومجتمعاتنا،نحتاج إلى واقي لتلك الضربات الموجعة لنُكون المناعة النفسية لكي نعيش أيامنا بصدور رحبة دون أن نُعكر ذلك القلب بشوائب البشر، فقد نتلقى في كل يوم العديد من الكلمات الجارحة من قريبٍ،أو غريب، أوصديق، وقد ينقلب ذلك الجو الذي كان مليء بالهدوء إلى معركة، والسبب كلمة وجهت بسمها إلى قلبك وكنُت لا تملك مناعة لتُكّون موقف إيجابي لكي تنطفئ تلك الشعلة، أو لم تتعود على رد الضربات بعدم الإكتراث…

يجب أن نحصل جميعنا على هذه المناعة النفسية لكي نعيش الحياة بهدوء ونُركز على أهدافنا، وأن لا تُوقفنا كلمات تتربص بأرواحنا السامية، وهل هذا الغلاف الذي يجب أن نُغلف به قلوبنا لكي؛ لا تخترقها زخات من الرذاذ البشري مُكتسبة أو تكون من عند طلوع ذلك النور الدنيوي على أعتاب عيني الطفولة فطرة الهية يمنحها الله للإنسان؟!

أولاً:هُناك مناعة فطرية إلهية تكون مُترافقة مع نبضات القلب، ومُتدفقة مع جريان ذلك الدم في أنحاء الجسم، ويكون صاحب هذه المناعة شخص حتى وإن كان في مُقتبل العمر بين طيات الطفولة فقد يسخر منه هذا ويضحك آخر مع هذا كُله ينظر إليهم بابتسامة تُفسد لهم ضحكاتهم فتكون بمثابة ردة الفعل الإيجابية لهذا الطفل نحو أمراً هو في الواقع سلبي، وفي نفس الوقت قد يكون هُناك شاب أو فتاة تتأثر بأبسط الكلمات، وينعكس ذلك سلباً على حياتها ومُمارساتها، فتُصبح مكسورة الخاطر وبلا شعور قد تتصرف بطريقة سلبية، أما من تصرفت بخلاف ذلك حيث واجهت الكلمات تلك بكُل مرونة وبصدرٍ رحب هي لن تتأثر بسفاسف الأمور…

ثانياً: المناعة المُكتسبة، تُكتسب من المواقف وتتعلم من الأمور التي تحدث حولك، سهام البشر لن تتوقف ولن نستطيع إيقافها لكننا نستطيع أن نُكّون لنا سور يحمي تلك المدينة التي تعيش في داخلنا، ولا نجعل هذه أو تلك المُنمقات الكلامية التي من خلالها يُكون له الشيطان ثغرةً ليدخل من خلالها ويتمركز على جدران قلوبنا ؛ لكي يتربص بنا فتتحول هذه الكلمه من الم وحزن يغزي جوف الإنسان إلى حقد أبدي قد لا ينتهي وهذا ما يحدث واقعاً…

ومع كل تلك اﻷحداث التي تواجهنا في مُعترك الحياة فكما أننا يجب أن تكون لدينا مناعة جسمية ضد الامراض والفيروسات فكذلك يجب أن تكون لنا مناعة نفسية ضد صدمات الحياة، قد تفقد شيء ثمين أو يصدمك بعض الأشخاص بتصرفاتهم، فتشعر أن حياتك قد انتهت وتتحطم نفسيتك وكأن الدنيا قد انتهت بذلك الشيء الذي فقدته، لكن يجب أن نُفكر أن نهاية أي شيء لا يُعتبر إلا تحول لنا بسيط من شعور إلى شعور…

#اكتسابالمناعةالنفسية
#اتحادكاتباتاليمن

مقالات ذات صلة