بالمختصر المفيد وعلى المرتزقة في الحديدة تدور الدوائر

عمران نت / 13 / 2 / 2020

// مقالات // عبدالفتاح علي البنوس
قصف مدفعي واستهداف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل مرتزقة العدوان على منطقة كيلو16و7يوليو ومدينة الدريهمي المحاصرة والقرى المجاورة لها ، وزحوفات متكررة على الجبلية وحيس وغيرها من المناطق بمحافظة الحديدة والتي تتعرض يوميا لإعتداءات همجية ، علاوة على التحشيد المستمر في الخوخة والمخا وأطراف الحديدة ، المصحوبة بتحليق مكثف للطيران التجسسي والإستطلاعي في خرق واضح وفاضح لاتفاق ستوكهولم والذي يبدو من خلال تصعيد المرتزقة في الحديدة بأن قوى العدوان ومرتزقتهم يسعون للإنقلاب عليه والحيلولة دون تنفيذه ، وهو ما يتعارض مع التحركات الأممية التي تدعي بأنها من خلالها لتحقيق السلام في اليمن .
بالأمس أقدم مرتزقة العدوان على منع رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال الهندي أبهيجت جوها من زيارة منطقي حيس والدريهمي للإطلاع عن قرب على طبيعة الأوضاع هناك ، وذلك في إطار التفاهمات التي خلص إليها الإجتماع السادس للجنة المشتركة لإعادة الإنتشار على متن السفينة الأممية برعاية رئيس البعثة ، الإجتماع الذي خرج بتفاهمات تنص على فتح ممرات آمنة للمواطنين ولدخول المساعدات إلى الدريهمي وحيس ، حيث سارع الفريق الوطني في اللجنة المشتركة إلى فتح الممر الآمن في حيس ، في الوقت الذي رفض المرتزقة عمل المثل في الدريهمي ، ومضوا في تضييق الخناق على أهالي الدريهمي وضاعفوا من قصفهم المدفعي عليها ، ومن استهدافهم لمنازل وممتلكات المواطنين فيها .
وأمام هذا الخرق الكبير ، والتهديد العلني الخطير لاتفاق السويد ، المتمثل في منع رئيس البعثة الأممية من دخول حيس والدريهمي ، ينبغي أن يعقد رئيس البعثة الأممية مؤتمرا صحفيا يوضح للرأي العام ما حصل ، ليكون الجميع على بينة ، أو على الأقل يصدر بيانا يوضح فيه ما حصل بشفافية ومصداقية ، بعيدا عن الدبلوماسية والمداهنة التي لم تعد تليق به وفريقه ، وبالمبعوث الأممي ، وبالأمم المتحدة ، وبالمجتمع الدولي الذي ما يزال يداهن وينافق ويبتز السعودية والإمارات مقابل هذه المواقف الرخوة والغير مسؤولة .
وأمام ما يحصل اليوم في الحديدة من خروقات وانتهاكات وعمليات تحشيد ، فإن على المرتزقة أن يعوا خطورة أي مغامرة قد يقوموا بها ، وما يمكن أن تخلفه من تداعيات هم في مقدمة من سيدفع ثمنها غاليا ، لن تنفعهم الإمارات ودراهما ، وما حصل في نهم والجوف ومأرب خير شاهد ، فالسعودية وريالاتها وكل كمية الضخ من المال والسلاح الذي قدمته لمرتزقتها إلا أن ذلك لم يحل بينهم وبين فتك وبطش وتنكيل أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وعليهم أن يتعظوا ، ويغلبوا صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان ، وخصوصا أنه بات في حكم المؤكد بأن الأمم المتحدة غير جادة في تحقيق السلام ، وترى كما ترى أمريكا بأن مصلحتها في استمرار العدوان والحصار والدفع بالأوضاع نحو المزيد من التوتر .
بالمختصر المفيد تفجير الأوضاع في الحديدة ، يعني نهاية اتفاق السويد ، وهو ما يعني بدء معركة الحديدة الفاصلة التي لن يكون فيها ، محطات ترانزيت ، وسيكون الحسم هو الخيار الوحيد ، ولن يكون هنالك قبول بأي هدنة أو حوار أو مبادرة من الأمم المتحدة أو من غيرها ، فقد ضقنا ذرعا من انحياز الأمم المتحدة ومواقفها السلبية تجاه خروقات واعتداءات قوى العدوان والمرتزقة التي لم تتوقف ، ويبدو أن ذنوب مرتزقة الإمارات ستحيط بهم وستوقعهم في شر أعمالهم ، وعليهم ستدور الدوائر بعد مرتزقة السعودية بإذن الله وتوفيقه وتأييده .

ملتقى الكتاب اليمنيين

مقالات ذات صلة