الحرب الناعمة

عمران نت / 26 / 1 / 2020

// مقالات // عفاف البعداني

وبدأت أتساءل مامغزى تلك الكلمة وأين سأجد لها محتوى يرويني بها تعريفيًا ويشبعني تفهمًا وعند متابعتي لإحدى خطابات السيد القائدعبدالملك  هدأت بعض أسئلتي وانطفأ شعاعها المروع أدركت أن لهذه الكلمة مدلولات شتى ومعاني مكلفة عرفت أن الحرب لايقتصر على العدة العسكرية فقط.

فهناك حروب خفية لاترى بالعين المجردة ﻷنها معنوية وتتعلق بالعالم النفسي وهي تتداخل بيننا كالهواء الملوث الذي لا نعي خطورته ولانرى ذراته البارودية إلا إذا دخل إلى أجسامنا ولا ندرك إلا بعد أن نصاب بعلة في الجهاز التنفسي .

كذلك الحرب الناعمة لانلقي لها بال ولانشعر بها إلا عندما تصبح جزء من حياتنا وبعدها يصعب علينا التخلي عنها ﻷنها تمركزت في أذهاننا عن طريق الغزو الفكري في عقلنا الباطن.

ولو تمعنا المغزى الآخر لقضية المجاهدين لرأيناهم يقدمون ويبذلون كل أوقاتهم فداء ﻷجل حرية وعزة هذا الوطن المظلوم ونحن بدورنا ماذا نعمل ؟؟؟؟سنكمل سجل القضية بحيث أننا نبذل  كلماتنا وثقافاتنا وعباراتنا وكل أوقاتنا  لنشر وتوثيق ورفع  مظلوميتنا أمام هذا العالم في أبها صورة وأيضا من جهة أخرى  بإبراز اﻷخلاق والفضائل والمكارم

التي نتسم بها نحن اليمنيون.

رغم أن هذا العالم المتواطئ لم يكلف إنسانيته ولو لمحض دقائق لرصد مجزرة واحدة أو احتواء معاناتنا الاقتصادية والاجتماعية طيلة هذه المدة بل تجاهل  وادّعى الصمت وكأننا لسنا بشر وإنما أشباه خيال لمخلوق اسمه إنسان.

لذا نحن سنقاوم و تحتم علينا المسوؤلية ولتقع في نفوسنا هم القضية في جدار اﻷولوية ،نعلمهم ونذكرهم أن إنسانيتنا لم تمت بعد وضمائرنا مازالت حية تصارع تناضل هذه الحياة بكل مآسي أناسها وعالمها وستصل إلى هناك حيث مظلومية فلسطين المذبوحة منذ الستينات .

علينا أيضا أن نواكب هذا الغزو بالجهد الدؤوب والعمل المتواصل في شتى المجالات العسكرية النفسية و الروحية والاجتماعية فالحرب اﻵن ليس حرب مكاني أو زماني  هو حرب بالدرجة اﻷولى حرب متعلق بالفكر بحيث تم ااستيلاء على عقل العرب منذ وقت طويل والتخطيط المسبق لطمس الهوية اﻹيمانية تدريجيًا وبعد مرور وقت تصدأت عقيدتنا وهويتنا وتغذت باللون اﻷحمر إﻻ من رحم الله  وبعدها لاح الحرب وأسدل وشاحه بين أوساط العالم وابتهج ابتهاج هارب من سجون السراديب المغلقة لماذاوكيف ؟؟سنعرف

ابتهج ﻷنه رأى متسع كبير يعيش ويترعرع في دواخلنا في شتاتنا  رأى أن العرب مغلوب عليهم وأفكارهم أصبحت مخدرة لاإراديًا قراراتهم مسلوبة أقوامهم متفرقة هشة وكأنها كومة من قش وبمقدور عود كبريت هزيل أن يشعل الحرائق بيننا ببارود قليل وبإقل تكلفة

بهذا الغزو وبهذ التهيئة لاح الحرب بقوة حتى قيد الإنسان وحال بينه وبين ارتقاء هذا العقل الذي قد يحرك بقدراته أقوام وأمم بل كل هذا العالم بأسره.

وأني لأجزم إذا انبثقت الصحوة فينا وقامت من كهفها النائم وبادرت بالصنيع المقدم منا حتمًا سنلتقي في جبهة واحدة مع أولئك اﻷبطال في جبهة  البذل والعطاء والتضحية فهم باﻷرض ونحن بالكلمة والفكر ، فكما هناك جبهة في اﻷرض تقود الحرب فهناك جبهة معنوية تقود الفكر إلى عمق الحقيقة والله الموفق ونعم النصير.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة