بالمختصر المفيد تأصيل الهوية الإيمانية

عمران نت / 30 / 12 / 2019

// مقالات // عبدالفتاح علي البنوس
تحت عنوان (الإيمان يمان )جاءت محاضرة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي التي ألقاها أمام جمع غفير من الشخصيات العلمائية والقيادات السياسية والعسكرية والإجتماعية والنخب الثقافية والإعلامية والحقوقية بالجامع الكبير بصنعاء ، المحاضرة القيمة التي مثلت التدشين الرسمي لحملة تأصيل الهوية الإيمانية ، الهوية التي تحمل في ثناياها العبق اليمني والخصوصية اليمنية التي خص بها الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن ، عندما قال فيهم ( أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة ، الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ) هذه الهوية المدعاة للفخر والإعتزاز .
تكريم يليق بشعب الإيمان والحكمة ، وثناء مستحق لشعب آمن برسالة الإسلام ، رسالة الطهر والنقاء ، آمن بها طواعية واستجابة لدعوة الرسول العدنان ، فكان إيمانهم متفردا على سائر الشعوب ، ولذلك نسب إليهم الإيمان وباتوا مضرب المثل في ذلك ، بشهادة الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى ، حيث أراد قائد الثورة من وراء إثارة ملف الهوية الإيمانية ، التأصيل لهذه الهوية اليمنية المسار والمنهج والتي تحمل من يسير وفق مسارها إلى الفوز بخير الدنيا ونعيم الآخرة ، المهم التمسك بالقيم والمبادئ والثوابت التي عليها هذه الهوية ، وعدم التأثر بالأفكار والثقافات المغلوطة ، والعقائد المستوردة القادمة من وراء الحدود بغية التلبيس على اليمنيين في هويتهم الإيمانية ، والتي يتم نشرها محاطة بإغراءات مادية بهدف تمريرها وإقناع الناس بصوابيتها ومشروعيتها ، رغم أنها لا تمت للإسلام والإيمان بأدنى صلة .
نشارف في اليمن على انقضاء العام الخامس من عمر العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي والذي كان من أحد أبرز أهدافه تشويه هوية اليمنيين الإيمانية والتدليس والتلبيس عليهم وإغراقهم في مستنقع الصراعات والمناكفات والفتن والأزمات تحت عناوين شتى في مقدمتها انقاذ الشعب اليمني من المد الإيراني ، رغم إدراكهم جيدا بأن الشعب اليمني هو شعب الإيمان والحكمة ، ولا يحتاج إلى ثقافة مستوردة ولا إلى أوصياء على دينه وإيمانه لا من السعودية ولا من إيران ولا من غيرهما ، فاليمن منبع الإيمان والحكمة ، واليمنيون كانوا أصحاب سبق في نشر رسالة الإسلام والدعوة إلى طاعة الرسول العدنان في شتى بقاع المعمورة .
واليوم أحفاد الأنصار يواصلون مسيرة الصمود والثبات ، متسلحون بالإيمان الثابت الراسخ بالله ومتوكلون عليه ، وواثقون بتأييده ونصره ، لم تؤثر فيهم حملات التشويه والحروب بمختلف صورها وأشكالها ، وتدشين حملة تأصيل الهوية اليمنية التي تأتي متزامنة مع قرب حلول العام الميلادي الجديد ، تعد بمثابة تعزيز وإسناد لعملية الحشد والتعبئة لمواجهة العدوان الغاشم ، ومناسبة لتعزيز القيم الإيمانية التي تفردوا بها على سائر الشعوب ، ليكونوا عند مستوى الثناء والتكريم المحمدي ، وليكونوا عند مستوى المواجهات والتحديات التي تعترضهم في ظل استمرار العدوان والحصار .
بالمختصر المفيد خطاب الإيمان يمان ، تأصيل عميق للهوية الإيمانية اليمنية التي خصها الرسول الأعظم أبناء اليمن ، وعلى الجميع العمل على ترجمة مضامين هذا الخطاب في سلوكياتهم وتعاملاتهم وفي كل شؤون حياتهم ، إذا ما أردنا أن نلمس أثرها ونحصد ثمارها في ظل هذه الظروف العصيبة والأوضاع المعقدة نتيجة العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا .
الله الله في الحفاظ على هويتنا الإيمانية وعدم التفريط بها أو تشويهها والإساءة إليها ، الإيمان يمان ولا حاجة لنا لأن نشرق أو نغرب بحثا عن هويات مستوردة من هنا وهناك .

#ملتقىالكتاباليمنيين

مقالات ذات صلة