ما زلت حياً فينا يا رسول الله

عمران نت / 24 / 10 / 2019

//مقالات //  إكرام المحاقري
مرحباً أهلاً وسهلاً يا رسول الله، شع نور مولدك خيراً عند كل من كان في قلبه خير. وغشى الظالمين فهوى بجبروتهم ونكس أصنامهم، وشق إيوان كسرى وأخمد نار فارس. وظهر نجمك مبشراً لأتباع الأنبياء. كنت ومازلت حياً بيننا. نحن الشعب اليمني وأنت من أسميتنا “الأنصار”، فذكرى مولدك فرحة وغبطة لكل اليمنيين بنعمة الهداية والبصيرة والنصر المبين.

ما زلت فينا يا سيد الأحرار قدوة للصادقين ورسول الله العلي العظيم. لم ولن نتخلف عن الإقتداء بأخلاقك وجهادك وبذلك وصبرك وتمسكك بالدين القويم. كنا وما زلنا لبنة ثابتة في بناء صرح الإسلام الشامخ ولن نتزحزح خطوة واحدة عن مواقفك يا سيدي يا رسول الله.

ما زلت حياً فينا بمواقفك الخالدة يوم بدر وأحد وحنين ويوم الخندق والأحزاب. فنحن يا سيدي نخوض حرباً ضروساً، لم نركع فيها لعدوان ظالم أشر، فما خضته أنت بالأمس البعيد نخوضه نحن في عصر قلّ فيه الصادقون وكثر فيه المنافقون. ولم نجد فيه أهل الحق إلا قليلاً من قليل. فنحن اليوم على أبواب فتح مبين، وميلاد عصرٍ جديد.

ما زلت حياً فينا ثقافة قرآنية، وصرخات علوية ومواقف تعلم منها العالم معنى الرجولة ومعنى الدين. فدماؤنا وأرواحنا وأنفسنا لم تكن إلا نهجك ولم تقلّ شأناً عن شأن أحبابك في آخر الزمان. لكنا يا سيدي يا رسول الله أصبحنا ذاك الغريب الذي قلت عنه يصلح عند فساد الناس، فطوبى لنا من غرباء..

ما زلت حياً فينا لكنك لم تعد حياً في قلوب الكثير ممن هم محسوبين على الدين، بل ممن يسمّون أنفسهم أئمة للدين!! نحن على أعقاب الدخول في العام الخامس ودماؤنا تسفك، وأعراضنا تهتك، وأطفالنا تقتل وتتناثر أشلاؤهم في أزقة الطرقات، ومنهم من مات جوعاً وألماً وحصاراً. فأرضنا تغتصب ومقدراتنا تنهب ونحن نعاني من الأزمات!!

لم ينصفنا إلا من يحملون ثقافة الجهاد كما نحمل، وغيرهم لحقوا بصفوف الجلاد ولم ينصفوا الضحية في حالة مشؤومة لا يقبلها شرع ولا تشريع ولا عرف!! فلو كنت في قلوبهم لكنا في قلوبهم ولدفعوا أرواحهم من أجل نصرة المستضعفين!! لكن الشيطان تمكن من قلوبهم وهوت بهم مطامع الدنيا فأعمتهم عن الدار الآخرة، بل وأتجهوا لمحاربتك ومحاولة مسح ذكراك ومحاربة أهل بيتك وكل ما يربط الأمة بدينها ورسولها..

ما زلت حياً فينا ولن يأفل نورك يا نور الله المبين وسراجه المنير. فمولدك يجدد في قلوبنا العهد لله ولرسوله وللصادقين، فنحن شعب قد تمسك بالدين وعرف معنى “رحمة للعالمين” فأهلاً بك يا قدوة المستبصرين.

#المولد_النبوي
#ذكرىولادةالنور

مقالات ذات صلة