ذكرى كربلاء.. تضحية وانتصار

عمران نت / 11 / 9 /  2019

// مقالات // إكرام المحاقري
أنتصر الدم وهزم الشيطان وتربع الحق سلطانا على عروش الظالمين قصر الوقت أم طال، فبأسم الدين قتلوا الدين، وبأسم الإسلام ضيعوا مبادئ وقيم الإسلام، وبأسم الله قتلوا اولياء الله، ومن بين الدماء الزكية والمظلومة كبروا الله، شاذون عن يقين الدين، مردوا على النفاق وأضلوا الأمة في العالمين.

من كربلاء الطف إلى كربلاء القرن العشرين، ومن دماء الإمام الحسين عليه السلام إلى أنهار من دماء الحسينيين، هي تلك المواقف القيمة لا تختلف حتى وإن أختلف الزمان والمكان وتنوعت أسماء المجرمين، يبقى الحق حقا ويبقى الشيطان هو الشيطان الرجيم.

تضحية وإنتصار، مفردتين ولدت الآخرى من رحم الأولى، في مشروع إلهي ممتد حتى قيام الساعة، وفرض فرضه الله للنبيين من آجل أن يميز الله الخبيث من الطيب، وما حدث في الأمس البعيد مازال يحدث في الأمس القريب المعاصر، مازال اليزيد يستهدف الصادقين بالفكر التكفيري التدجيني المنحرف عن نهج الله في القرآن الكريم، ومازال حال الأمة يشكو تبعات هذا الأنحراف..

فكربلاء ليست وليدة لحظتها بل أنها نتاج لإنحراف وجد يوم فاضت الروح الطاهرة للنبي محمد صلوات الله عليه وآله الى جوار بارئها، فمن يخالف توجيهات الله لن يدافع عن اولياء الله!! مازالت الأمة الإسلامية تدفع ثمن ذلك الإنحراف حتى اللحظة ضلالا، تيها، ضياعا، تنكرا لأصل الدين، وتخلفا عن خط الصادقين.

فالصادقين الذين يسقطون قتلا الواحد تلو الآخر بيد محسوبة على الدين وهم على نهج وهابي صهيوني، وتلك السيوف التي قطعت رأس الإمام الحسين عليه السلام هي سيوف أسلاف “داعش والقاعدة”، وصواريخ فتاكة تقصف الابرياء وتناثر أشلائهم وتفصل رؤوسهم عن أجسادهم!!

ومنهج الإمام الحسين مازال يجري في عروق الذين ءامنوا، يواجهون قوى الطاغوت ويقدمون أنفسهم قرابين من أجل أقامة الحق والدفاع عن مبادئ الدين الحنيف، لسان حالهم هو لسان حال الإمام الحسين عليه السلام حين قال “والله ماخرجت أشرا ولا بطرا ولكن للاصلاح في أمة جدي” فاصلحوا شأنها بدمائهم الطاهرة حين أنتصرت على سيف اليزيد، لتثمر عزا وكرامة وأباء..

ومنهج الظالمين تبدد ككسف سقط من السماء بثبات الصادقين، وهذا ماحدث لقوى مستكبرة شريرة جمعت كيدها ونفثت سمها عدوانا على الشعب اليمني المؤمن، لكن دماء أهل اليمن أنتصرت وعرت وهم قوى الإستكبار الواهنة كبيت العنكبوت، فالنتيجة الحتمية للتضحية من أجل الدين هي النصر.

فمدرسة كربلاء مليئة بالدروس والعبر، ومحطة يستلهم منها المؤمنين معنى التضحية والثبات، ويتعلم منها منهم أصحاب الحق ان الباطل يزهق وإن تدثر بقناع الدين، فالقرآن الكريم فيه من الحقائق ما يجعل المؤمنين على بصيرة من أمرهم، والاحداث تتكشف يوما بعد الآخر لتعري حقيقة ضعف ووهن الباطل وأتباعه.. والعاقبة للمتقين..

مقالات ذات صلة