استراتيجية أمريكا في الحرب على اليمن (تفاصيل)

عمران نت-متابعاتاستراتيجية-أمريكا-في-الحرب-على-اليمن-696x464

تساءل المراقبون عن اسباب رفض السعودية لاي هدنة انسانية في اليمن بل واصرارها على استمرار العدوان ومنع منظمات الصليب الاحمر من القيام بدورها في تقديم الدعم الانساني للضحايا، للوقوف عند هذه التداعيات.

ان اليمن ذات الموقع الجغرافي الهام والاستراتيجي والغني بالثروات والمطل على البحر العربي والاحمر وباب المندب .. فهو جزء لايتجزء من المنطقة فأي تغير في الخارطة سيكون حاضرا فيها وهذا ما جعل الامريكان يهتمون باليمن ويعملون ليلا نهارا لفرض هيمنتهم وبسط سيطرتهم عليه وعلى مقدراته والذي بالفعل لازال بلدا بكرا لم تستخرج ثرواته بعد ..

ففي خضم وتسارع الاحداث في المنطقة وتداخل الملفات والمواقف وزيادة الصراع الدولي والاقليمي والاحتقان المتزايد وما يجري في سوريا .. وكذلك مع هبة الربيع العربي والذي كان للشعب اليمني دورا كبيرا في التحرك نحو التغيير والمطالبة باسقاط النظام  نرى امريكا تعمل على اتجاهين مختلفين منها اتجاه على المستوى العالمي والعربي وهذا اختزل في سوريا .. والاتجاه الاخر ترتيب اوراق وكيفية تموضعها في اليمن لا سيما مع الثورة الشعبية حيث سارعت في فرض مسارات من شأنها المحافظة على النظام وان يكون التغيير وفق رؤيتها .. وهذا لاجل ان يعملوا تحت مظلة النظام فسيطروا على المشهد السياسي والعسكري وتكفلوا بهيكلة الجيش ومكان تموضعه وتغيير عقيدته ..

مراقبون ومختصون بالشؤون اليمنية يرون احتلال أمريكا لليمن تم تدريجيا ومر بمراحل عدة أبتدأ بتفجير المدمرة كول في العام 2000م وبعد ذلك اختلقوا ذريعة القرصنة .. ومن خلالها بسطوا نفوذهم على الملاحة الدولية وأملئوا البحار والجزر والشواطئ اليمنية بالفرقاطات والحاملات الطائرات والسفن الحربية ومئات الالاف من الجنود الامريكيين المدججين بالسلاح .. ومن ثم اعلنوا في 2009م عن طرود مفخخة ومن خلالها سيطروا على المطارات والقواعد الجوية والاجواء اليمنية فالطائرات الامريكية تنتهك السيادة اليمنية بشكل يومي ومستمر وعلى مدى ساعات طويلة .. وبعد ان سيطروا على الجو والبحر تحركوا صوب الارض لتكون الذريعة المسماة القاعدة تلك اللعبة الاستخباراتية التي لطالما دق الامريكان على وترها واحتلت بلدان واستعمرتها تحت هذا المبرر.

وتبرز الأهمية الإستراتيجية لموقع اليمن بقوة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الخليج والجزيرة، إضافة إلى أن هذا الموقع الإستراتيجي يعتبر مصدر اهتمام القوى الدولية باليمن على مر التاريخ وهو ما جعله ساحة صراع محلي ودولي لاسيما وأنه يقع بين السعودية وسلطنة عُمان، حيث تمثل اليمن البوابة الجنوبية لمدخل البحر الأحمر، وتتحكم في الممر الذي يصله بالمحيط الهندي، وعبر منطقة خليج عدن تحتضن كلاً من البحر الأحمر والمحيط الهندي من الخاصرة، وتتحكم كذلك بطرق الملاحة البحرية المؤدية إلى آسيا، بالإضافة إلى ثقلها السكاني، وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتورطت العديد من البلدان العربية والغربية في العدوان على اليمن، حيث لا يقتصر الأمر على الدول العشر التي تقودها السعودية فقط، بل هناك تورط أمريكي إسرائيلي في الأزمة الراهنة التي تشهدها اليمن، العملية العسكرية ضد اليمن والتي جاءت تحت مسمى “عاصفة الحزم”، ضمت كل دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عُمان التي رفضت الانجرار لهذه الحرب الغير معروف عواقبها، كما تطوعت دول أخرى في العملية بينها مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان.

من جانب آخر، بعد ان تعرى العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، بكافة المجالات العسكرية والسياسية، اضطرت الولايات المتحدة ان تغيير اللعبة واستراتيجيتها في هذا البلد، لخروج حلفائها الفاشلة من مستنقع اليمن.

اليوم نرى الولايات المتحدة تصرح بالعلن عن الدعم العسكري ولاستخباراتي والسفن وقوات العمليات الخاصة بذريعة المساعدة في العمليات الجارية ضد مقاتلي القاعدة في اليمن.

وأن الدعم اللوجيستي والعسكري الأمريكي لقوات الغزو والمرتزقة التي تزعم لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي سيطرت مؤخراً على ميناء المكلا، جاء في سياق الحرب المباشرة ضد اليمن، لان من المعروف ان التنظيمات الارهابية المتواجدة في المنطقة كلها جاءت بفكرة صهيوامريكية وتنفيذ سعودي وهابي، ومكافحة الارهاب من قبل مؤسسينها كلام غير معقول.

وكما تزعم البنتاغون، إن الولايات المتحدة تقدم “دعما محدودا” إلى التحالف العربي والقوات اليمنية في المكلا وحولها، مشيراً أن الدعم يشمل التخطيط والمراقبة جواً، وجمع المعلومات الاستخبارية والدعم الطبي، والتزويد بالوقود والاعتراض البحري.

حيث أن إعلان الحرب على اليمن هو قرار تراكمي عن خلفيات مردها طموحات أمريكية سعودية في حضرموت كمنفذ لأنابيب النفط، وممانعة مزعجة من الرئيس صالح، الذي باتت رئاسته هدفاً أول للنقمة وترئيس خليفته “المِطواع” .. و تالياً بات رأس صالح من بعد رئاسته الهدف. وكشفت برقية سرية ومسئول حكومي هولندي، أن الدافع من الحرب السعودية على اليمن، هو طموح الولايات المتحدة لخطوط أنابيب النفط.

مقالات ذات صلة