نتنياهو وليلى السعودية

عمران نت / 8 / 8 / 2019

// مقالات // إبراهيم يحيى الوشلي
قف أيها المتزمت، يا صاحب الذقن الكاذبة وفتاوى التكفير، ولا تحاول منعي من قراءة أشعار “مجنون ليلى” الرومانسية.
لا بأس، أنا أعرف أن “قيس بن الملوح” أفنى حياته وهو يتغزل بمعشوقته “ليلى العامرية”، بعد أن رفض أهلها تزويجها به بسبب خلافات بين أبويهما أو نحو ذلك. وأعرف أيضاً أن الرجل كان متيماً بها حتى سماه الناس مجنوناً، وهو بذلك قد يكون اتبع شهواته الدنيوية كما تقولون، ولكنه لم يأتِ بفعل شاذ أو خارج عن الطبيعة المألوفة، كما أن هناك “قيساً” آخر أفنى حياته في سبيل “لبنى” وصار مجنوناً بها، وهذا أمر طبيعي.
الشذوذ والانحراف هو أن تمنح عشقك وحبك ومشاعرك الحميمية لذكر مثلك، وتهدي كلماتك الغزلية وملاطفاتك لمخلوق من جِنسِك ذاته، وهذا بالضبط ما فعله مواطن سعودي.
ليس هذا وحسب، فهذا السعودي لم يلاطف بقصيدته سعودياً آخر مثلاً، الكارثة أن ذاك المنحط مولع بحب “بنيامين نتنياهو”.
رئيس وزراء العدو الصهيوني قد شغفه حباً! وللأسف فقد ضاقت الحياة بهذا السعودي المسكين ولم يستطع كبت أحاسيسه وحبس مشاعره المرهفة، وها هو قد نَظَم قصيدة موزونة بالحب والحنين، وقام بإلقائها بأسلوب رومانسي، ثم نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وللأسف الشديد لم تظهر إلى الآن أية ردة فعل من قبل فارس أحلامه الصهيوني! ربما هي لعنة العادات والتقاليد التي تشن حربًا ضروسًا على العشاق من قديم الأزل! لكن لا تيأس أيها الولهان، فقد تتبسم الحياة في وجهك ويدرك عشيقك أنكم بنو عمومة، عندها صدقني لن يتأخروا في طلب يدك من أميرك المهفوف، وإن لم يكن هذا فتقبل مني خالص التعازي واللعنات يا “مجنون نتنياهو”.
لم ينتهِ الأمر هنا، فالهائمون بحب ذلك الكيان كُثُر، وهناك فيديو لمواطن سعودي آخر يطالب “إسرائيل” بنقل إدارة مشاعر الأقصى لحكومتها، وستسألونني الآن كيف استنتجت أن هذا النجس هائم بحب الصهاينة.
حسناً، هذه مملكة الشر وتلك “إسرائيل”، وعلى هامش الصورة فلسطين المحتلة.
لماذا يتدخل هذا القذر في أشياء ليست من شأنه؟! وبصفته من يناشد “إسرائيل” تولي إدارة الأقصى؟!
إنه الحب ولا شك في ذلك، وأساليب التعبير عنه كثيرة، وليست الأبيات الشعرية إلا واحداً من تلك الأساليب.
لا أخفيكم أنني تألمت كثيرًا فور رؤيتي هذَين الأحمقَين، وتسلل اليأس إلى قلبي! أيقنت بأن فجور الأسرة الحاكمة تفشَّى كالوباء في أوساط الشعب، وتخيلت فساد الأمراء وهو يطرق كل باب في بلاد الحرمين ويهيمن على كل نفس هناك، متخذًا من قصور الحكام وملاهي الرقص مقراتٍ رئيسيةً له.
إلا أنني استيقظت على فيديو ثالث أعاد لي الحياة والأمل معاً، إنه مواطن حر قد يكون نجديًا أو حجازيًا، ولكنه بالتأكيد لا يريد أن ندعوه بالسعودي، لأن هذا الرجل يقول إن شعبه محتل من قبل نظام بني سعود، ويؤكد في الفيديو أن تلك العجائب التي تحدث في المملكة ليست إلا من جلائب الأسرة السعودية، التي لا تنتمي أصلاً إلى أرضهم.
استفحال وباء هذه الأسرة الفاسدة لا يعني انقراض الأحرار والكرماء. هناك أحرار يؤمنون بأنه لا مكان لأولاد عبدالعزيز في بلادهم، وكما تقول تنبؤات المحللين والناشطين في الآونة الأخيرة، تمادي “ابن سلمان” سيسحب مسمار قنبلة ثورة شعبية لن تكون سلمية، هذه الثورة سترمي هؤلاء اللقطاء إلى المجهول، حيث ينتمي والدهم قاطع الطريق.

#ملتقىالكتاباليمنيين
#مكي_س_239

مقالات ذات صلة