المقاطعة الاقتصادية مؤثرة جداً على الأعداء ( تقرير )

يركز الشهيدَ القائدَ السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بشكل كبير على التحريض لمقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية لما تمثله هذه المسالة من اهمية كبيرة جدا في مواجهة امريكا واسرائيل التي عماد قوتها هو امكاناتها الاقتصادية، ويبين أن المقاطعة الاقتصادية مؤثرة جداً على الأعداء، ويعتبر بأنها غزو للعدو إلى داخل بلاده، ولشدة تأثيرها عليهم يعتبرون إعلان المقاطعة لبضائعهم حرباً عليهم، يقول:

“المقاطعة مؤثرة جداً وحتى لو لم يكن إلا منطقة واحدة”.

*المقاطعة الاقتصادية غزو للعدو إلى داخل بلاده:

يؤكد الشهيدَ القائدَ بالقول: “المقاطعة الإقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جداً ومؤثرة جداً على العدو، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده, وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جداً عليهم, لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعة، تتخذ قراراً بالمقاطعة, لأن الأمريكيين يعتبروها حرباً، يعتبروا إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرباً؛ لشدة تأثيرها عليهم”.

وتعد المقاطعة الاقتصادية من أبرز الاسلحة التي يمكن أن يستخدمها أبناء الأمة في مواجهة أعدائهم من الناحية الاقتصادية، حيث يتطلب ذلك ترسيخ السخط لدى أبناء الأمة ليكون دافع قوي لهم للقيام بالمقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو، يقول الشهيدَ القائدَ: “ألسنا نسمع تهديد أمريكا؟ ومن المحتمل جدا أن تضرب السعودية, وتستولي على الحرمين كما استولوا على القدس.. فهل نحن منتظرون حتى يعملوا عملهم هذا ثم حينها سنصيح ونقول شيئا؟! ربما لو صرخ المسلمون من الآن – فيما أعتقد – لو صرخ المسلمون من الآن وارتفعت شعارات السخط التي توحي بسخطهم على أمريكا وإسرائيل من الآن لتوقفت أمريكا, وتوقفت إسرائيل عن أن ينفذوا الخطة التي يريدونها سواء ضد الحرمين, أو ضد أي شعب آخر. هذه الصرخة وحدها التي نريد أن نرفعها, وأن تنتشر في أي مناطق أخرى وحدها تنبئ عن سخط شديد، ومن يرفعونها يستطيعون أن يضربوا أمريكا, يضربوها اقتصاديا قبل أن تضربهم عسكريا، والاقتصاد عند الأمريكيين مهم يحسبوا ألف حساب للدولار الواحد”.

ويضيف بالقول: “هم يحسبون ألف حساب لهذه.. فلو رفع الناس الصرخة هذه في كل بلد فعلا لتوقفت أمريكا وإسرائيل عما تريد أن تعمله…” (في ظلال دعاء مكارم الأخلاق، الدرس الثاني).

*من أصبح ممتلئا سخطا ضد أمريكا وإسرائيل سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية:

يؤكد الشهيدَ القائدَ بالقول إن من أصبح ممتلئا سخطا ضد أمريكا وإسرائيل سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية:

“إن هؤلاء بإمكانهم أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية, أو منتجات الشركات التي لها علاقة بالأمريكيين, وباليهود أو بالحكومة الأمريكية نفسها, وحينئذ سيرون كم سيخسرون؛ لأن من أصبح ممتلئا سخطا ضد أمريكا وضد إسرائيل أليس هو من سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية؟ والمقاطعة الاقتصادية منهكة جدا” ( في ظلال دعاء مكارم الأخلاق، الدرس الثاني).

وبالرغم من الإمكانيات الهائلة لدى أمريكا، يؤكد الشهيدَ القائدَ بأن لدى العرب سلاح فعال يتمثل في إيقاف تصدير النفط، ومقاطعة أمريكا اقتصادياً والذي يعتبر واجب عليهم، حيث يوضح ذلك بالقول: “…مثلما بين نقول أنه كل هذه الإمكانيات الهائلة لدى أمريكا، لدى العرب حل يوقفها كلها, يتوقفوا من تصدير النفط, ويقاطعوا أمريكا اقتصادياً, تتوقف كلها هذه, تتوقف. إذاً ما هذا سلاح في أيديهم؟ سلاح في أيديهم, هذا السلاح يعتبر واجب عليهم, مفروض, مفروض”.

ويؤكد ذلك بالقول: “إذا توقف النفط, وتوقف الناس عن شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية, في الأخير تراها تتوقف, تراها تتوقف كلها؛ لأن الالتزامات المالية تكبر جداً جداً كلما علت التقنية في استخدام الأشياء, تكون الخسارات كبيرة جداً كلما علت التقنية, وما هي كلها تقوم على جهودها الذاتية من أوليات إلى آخر شيء هي عليه, فهم مربوطين بالعرب, مربوطين بالبلاد العربية” (مديح القران، الدرس الثالث)

ويجدد التأكيد بالقول: “… لأنه معلوم عند العرب الآن, وهم يعرفون بأن لديهم سلاح النفط, والمقاطعة الاقتصادية بالشكل الذي يوقف كل هذه القطع التي تحركها أمريكا”.

ويضيف: “…فلاحظ من باب التوازن هذا, ما العرب عندهم هذا السلاح سلاح النفط, وسلاح المقاطعة الاقتصادية؟ سيوقف أمريكا عن قراراتها هذه كلها؟ لم يتحرك الأمريكيون إلا بعد ما حاولوا في العرب يعملوا اتفاقيات معهم أن النفط لا يستخدم كسلاح, أولاً يجمدوا سلاحنا هم!.” (مديح القرآن، الدرس الرابع).

*المقاطعة الاقتصادية تسبب خسارة للأعداء:

يؤكد الشهيدَ القائدَ أن المقاطعة لمنتجات الأمريكيين والإسرائيليين تسبب خسارة لهم، يقول:

إن هؤلاء بإمكانهم أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية, أو منتجات الشركات التي لها علاقة بالأمريكيين, وباليهود أو بالحكومة الأمريكية نفسها, وحينئذ سيرون كم سيخسرون…” (في ظلال دعاء مكارم الأخلاق، الدرس الثاني).

ويضيف بالقول: “في الأخير سترى كم ستطلع من أرقام كبيرة من ملايين الدولارات خسارات للشركات الأمريكية, والأمريكيين ما حركتهم هذه الكبيرة إلا بتمويل العرب، بعائدات أموال العرب، الاستثمارات الكبيرة التي لديهم، البلاد العربية سوق كبيرة لمنتجاتهم وشركاتهم”.

ويردف بالقول: “قبل ليلتين أعلنوا أن شركة أمريكية، شركة تصنيع مواد غذائية أو مطاعم, أعلنت أنها ستقفل محلاتها أو مطاعمها في عشرة بلدان إسلامية، عشرة بلدان إسلامية ستقفلها أفلست” (الشعار سلاح وموقف).

 

وفي هذا السياق، تناولت وسائل إعلامية على شبكة الانترنت أن جامعة الدول العربية قدرت خسائر العدو الإسرائيلي المتراكمة من المقاطعة العربية حتى نهاية عام 1999 بنحو 90 مليار دولار، منها 20 مليار دولار قيمة صادرات إسرائيلية مقدرة للعرب و24 مليار دولار للاستثمارات المتوقعة في الدول العربية، فضلا عن 46 مليار دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة جراء مقاطعة الشركات العالمية.

وكرد فعل شعبي عربي على موقف الولايات المتحدة الداعم والمؤيد لإسرائيل في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني الأعزل، بلغ حجم الخسائر الفعلية للشركات الأمريكية بالمنطقة العربية نتيجة لحملة المقاطعة الشعبية خلال 2002 فقط حوالي 250 مليون دولار، وإن هذه الخسائر عبارة عن انخفاض في حجم المبيعات بنسبة 10% في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الأمريكية، و50% في مطاعم الوجبات السريعة وبعض أنواع مستحضرات التجميل.

وبدأت الشركات الأمريكية – خاصة الصغيرة والمتوسطة –  تستشعر الخطر من امتداد حملة المقاطعة الشعبية إلى أسواق إسلامية كبيرة مثل باكستان وإندونيسيا، وهذا الأمر دفع الشركات إلى المسارعة بتكليف شركات علاقات عامة ذات معرفة وثيقة بسلوكيات المستهلكين في الدول العربية والإسلامية بتنظيم حملات إعلامية دعائية مركزة لتقليل حجم الخسائر الناجمة عن المقاطعة، بينما لجأ الوكلاء المحليون لمطاعم الوجبات السريعة إلى نشر إعلانات بالصحف المحلية في مختلف الدول العربية ينفون فيها ما يتردد عن تبرع بعض الشركات الأمريكية بإيرادات يوم كامل لإسرائيل.

 

يُذكر أن حجم أرباح شركة “أمريكانا” قد انخفض بنسبة 10% في عام 2001 مقارنة بعام 2000، في حين ذكرت أوساط اقتصادية أن شركات ماكدونالدز، وشركات المياه الغازية وفي مقدمتها “كوكاكولا” قد خسرت نحو 80% من زبائنها خاصة في الآونة الأخيرة نتيجة حملات المقاطعة.

وكانت تقارير قد كشفت عن خسائر فادحة تكبدتها العديد من الشركات التي تقدم دعما، مباشراً، أو غير مباشر، لدولة إسرائيل، بعد أن استجاب ملايين المسلمين والعرب لدعوات مقاطعتها الكثيرة، تأكيدا على تمسكهم بدعم ونصرة الفلسطينيين، ورفضا منهم للمشاركة بطريقة أو أخرى في قتل إخوانهم.

وأشارت إحصائية رسمية نشرتها الصحف البريطانية والأمريكية إلى تعرض الشركات الأمريكية والغربية في الدول العربية لخسائر كبيرة؛ نتيجة للمقاطعة الشعبية التي بدأت مع اندلاع الانتفاضة، حيث انخفضت الكوكاكولا بنسبة 20%، وانخفضت مبيعات الوجبات الأمريكية السريعة ماكدونالدز بحوالي 35%، فيما انخفضت مبيعات شركات ايريال الأمريكية للمنظفات بنسبة 25%، واكدت الإحصائيات ان قيمة العلامة التجارية العالمية لشركة أمريكية أخرى تنتج مشروباً غازياً قد انخفضت بنسبة 13%، وكمؤشر إلى تأثر هذه الشركة بحملات المقاطعة في الدول العربية والإسلامية، فقد تجاوزت خسائرها في إحدى الدول العربية أكثر من نصف رأسمالها في هذه الدولة.

 

وفي خضم ذلك، يبين الشهيدَ القائدَ مقدار الخسائر التي ستلحق بالعدو في حال مقاطعة منتج “السجائر” فقط، حيث يقول:”بإمكاننا مثلا أن نستعيض بدل التدخين السجائر هذه – وكم يستهلك الناس من أموال كثيرة في السجائر – يمكننا أن نترك التدخين نهائيا, أو أن نستعيض عنها [بالتتن] ونعود إلى [المدايع] من جديد, ونترك التدخين تماما.. وكم سيخسرون فيما لو ترك الناس التدخين بمفرده. احسب كم سيستهلك أبناء هذه المنطقة من أموال في الشهر الواحد في التدخين وحده؛ لتعرف فيما بعد وأنت أمام سلعة واحدة من منتجاتهم كيف ستكون خسارتهم من منطقة واحدة” (في ظلال دعاء مكارم الأخلاق، الدرس الثاني).

مقالات ذات صلة