وعيٌ …… وإكتفاء

عمران نت / 1 / 5 / 2019م

// مقالات // أشجان الجرموزي….

رغم الألم والجراح ، ورغم الحصار والتجويع ، اجتاز الشعب اليمني الصعاب بالرغم من وعورة الطريق ،وتخطى العقبات بالرغم من كثرتها
في أول أعوام العدوان كان الجميع مستاء من هذه الحرب الرعناء ، ويتسائلون متى ستنتهي ،فمرت الأيام والسنون ، وازداد عناء هذا الشعب الكادح المكلوم ، وكان قد وصل إلى حافة الإنهيار واليأس بسبب الوضع المأساوي الذي خلفه ويخلفه تحالف الشر ، وبينما هو أسير الهم والألم ، تذكر أن قضية الوطن ملقاة على عاتقه أيضًا وليس مرهوناً على أشخاص بحد ذاتهم ، فعاد لينعش روحه بالوعي ، ويعيد إلى نفسه النشاط والإهتمام بأن يجعل نفسه مكتفياً ذاتياً غير عابئ بما نستورده من الدول الأخرى

فقرر شعب اليمن العظيم رجالاً ونساء الإكتفاء ذاتياً ، بأن يأكلوا مما يزرعون ، ويلبسوا مما يصنعون وأن يلبوا احتياجاتهم ، وكل ما يحتاجه المواطن اليمني ،فلا ينتظروا مساعدة من أحد أو شفقة أحد .

فإذا نظرنا إلى المرأة على وجه الخصوص نرى كيف جعلت من صبرها قوه ، ومن ألمها عزيمة فهي نفسها التي استقبلت أبنها شهيداً بكل شموخ وقلبها يتفطر حزناً على فراقه ، وهي تلك التي دفعت بفلذة كبدها إلى ميادين العزة والكرامة والصمود ليذود عنها وعن كل إمرأة من قبح عدوٍ متعجرف ، وهي ايضاً الزوجة التي صبرت على فراق زوجها الأسير وتكبدت معاناة الحياة وتربية الأبناء لتنهض بالوطن وتخبر العدو بأنها ستصمد قروناً ليس سنين حتى يكرمها الله بالنصر وعودة شريك حياتها الأسير بعافية وأمان ، وهي تلك الأخت التي رأت شقيقها وتوأمها يئن من جراحه وترى اعضائه قد بترت ولاتزال كالجبل الثابت أمامه حتى تزيده قوةٍ إلى قوته ، فلم يمنعها الألم الذي يعتصر قلبها ولا الجراح التي تراها على جسد شقيقها من أن تنهض لتساهم في بناء وطن .

زرعت منزلها وجعلته حديقة غناء ، ساهمت بدعم القوة الصاروخية لصناعة صواريخ محلية الصنع تجاري وتضاهي الصواريخ الروسية .
صنعت المواد الغذائية ، والمنظفة ، والمعطرة وكل شي أبدعت في صنعه لأجل أن ترى هامات وطنها ترتفع عالياً .

المرأة اليمنية هي تلك اليد التى قال عنها الشهيد صالح الصماد( يدٌ تبني ، ويدٌ تحمي)
إنها التي تبني جيلاً ينضح بالوعي والاكتفاء والمسؤولية الجادة في الوقوف ضد هذا العدوان
وهي أيضا التي تحمي بدفعها لفلذات اكبادها إلى الجبهات ، ولا يثنيها بُعدهم ولا أسرهم ولاجرحهم ولا إستشهادهم عن مواصلة المسير والذود عن الوطن بكل ماتملك وحتى لوكانت نفسها فستقدمها رخيصة لأجل الوطن والشعب ووفاء لدماء الشهداء العظماء.

مقالات ذات صلة