أمريكا تصادر دور مجلس الأمن والأمم المتحدة وتطبق شريعة الغاب

عمران نت / 23 / 4 / 2019م

// مقالات // عدنان علامه

لقد جذب إهتمام الصحافة الدولية أمس حدثين بارزين . وهما بحسب التسلسل الزمني:-

1- إعلان بومبيو بوقف العمل بالإعفاءات من العقوبات بإستيراد النفط والغاز من إيران بدءاً من 2 أيار .

2- خطاب سماحة السيد حسن نصر الله .

وسأبدأ بتصريح بومبيو الذي تابعته بدقة متناهية وأيقنت بأن جنون عظمة وغطرسة وطغيان ترامب لا حدود لها .فقد عين نفسه إمبراطوراً مطلق الصلاحية يتصرف بالعالم وفقاً لقناعاته وليس وفقاً للقانون الدولي . وحتى لا أكرر ما قالته صفحة “الميادين نت” أرفق مقالاً حول نفس الموضوع يفصل القانون الدولي وتجاوزات ترامب لكل القوانين الدولية .

فالعقوبات الدولية يفرضها مجلس الأمن والأمم المتحدة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين وليس أمريكا . فأمريكا لها الحق في ان تتعامل مع من تشاء وتحظر التعامل وتضع العقوبات على المواطنين الأمريكيين الذي يخرقون ذلك الحظر . وبالتالي لا يحق لأمريكا او لغيرها وتحت أي مبرر أن تهدد الدول التي لا تطبق العقوبات الأمريكية على إيران . فهذا القهر والإرغام وفرض الأوامر على الدول ذات السيادة هو عين الإرهاب والطغيان. وقد فاق ترامب طغيان فرعون والنمرود ونيرون . وبالتالي فإن ترامب يهدد السلم والأمن الدوليين ويجب وضع حد لتصرفاته الإرهابية .

وفي تهديد أمريكي مباشر لمحاولات الإتحاد الأوروبي في أيجاد الحلول لتفادي العقوبات الأمريكية المفروضة ظلماً وعدواناً نقلت الميادين التصريح التالي دون ان تذكر إسم المسؤول :- *”المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية: واشنطن ستبحث الآن سبل منع إيران من محاولة تفادي العقوبات النفطية”. فأمريكا تمارس إرهاب الدولة بإمتياز .

ويذكرني تصرف ترامب وإدارته وبالأخص بومبيو وبولتون بتصرف عصابات المافيا . فهم يفرضون الأتاوات والخوات . والذي يتأخر عن الدفع يرسلوا له “البلطجية” و”ضخام الجثة” لإرهاب الآخرين . ولذا يتولى بومبيو بشكل دائم التهديد والوعيد وإلغاء شرعية الرئيس كما حصل ويحصل مع فنزويلا .

ولا بد من التذكير بموقف سماحة السيد حسن نصر الله من تصريحات بومبيو حيث قال :-

تصريحات بومبيو حول ايران اليوم هي مشهد جديد من مشاهد الاستعلاء والعتو على العالم كله .

وأضاف سماحته “العالم الذي يسكت عن عدوان ترامب على إيران يفتح الباب امام الإستباحة الإستكبارية الأميركية” .

وأردف قائلاً: “وترامب نفسه يمارس ويدعم الإرهاب ويتهم الآخرين به .”

وختم بقوله “هذه الدولة الطاغية التي لا تعترف بمؤسسات دولية يجب أن تصبح العدو الأول في ثقافتنا.

ولا بد أمام هذا التصرف الأمريكي غير القانوني بحق إيران والذي يعتبر إعتداءً مباشراً على حرية التجارة الدولية ومصالح إيران الإستراتيجية ان نعيد إلى الذاكرة التصريحات الإيرانية الواضحة بهذا الشأن حيث قالت سابقاً وبوضوح لا لبس فيه :” إذا منعت إيران من تصدير نفطها فلن تصدر دول المنطقة نفطها “.

وقد جددت إيران تهديدها أمس فقال قائد البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني : “إن إيران ستغلق مضيق هرمز إذا تم منع طهران من إستخدامه “.

ونستنتج بأن إيران تريد أن تدافع عن مصالحها بشتى الوسائل نتيجة العدوان الأمريكي المباشر عليها وذلك بمنع تصدير نفطها والذي سيبدأ مطلع الشهر القادم . فقد وضع ترامب المنطقة على صفيح ساخن جدا بوجود النفط وأية شرارة قد تلهب المنطقة بكاملها .

وإذا دققنا في تصرفات ترامب في أكثر من منطقة نجد أنه يطبق مبدأ الفوضى الهدامة في البلدان التالية :-

1- اليمن : عبر الدعم غير المحدود في صفقات السلاح ومنع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من تقديم يد العون للشعب الذي يعاني أقسى أنواع المجاعة عبر التاريخ . وقد توج ترامب عدوانه المباشر على اليمن عبر استعماله حق الفيتو لنقض قرار الكونغرس القاضي بوقف المساعدات وتصدير السلاح للسعودية .

2- فنزويلا : خططت أمريكا الإنقلاب على فنزويلا واعترفت مباشرة بغوايدو فور إعلان نفسه رئيساً مؤقتا لفنزويلا . واستكمل بومبيو وبولتون المؤامرة بالتهديد والوعيد ووصلت الوقاحة ببومبيو أن يطلب من الرئيس المنتخب حسب الأصول الرحيل .

3- سوريا: يزعم ترامب أنه يحارب الإرهاب في سوريا وهو لا ينسق مع صاحبة الأرض . وقد دخل الأراضي السورية دون إذن من السلطة الشرعية أو التنسيق معهة وبالتالي فالقوات الأمريكية تعتبر قوات إحتلال . وكان القوات الأمريكية تنسق مع الإرهابيين مباشرة كما حصل في مطار الشعيرات حيث كان هجوم الإرهابيين مباشرة بعد الغارات على المطار . وتدخلت أمريكا مباشرة عدة مرات عبر الأمم المتحدت لإنقاذ قادة الإرهابيين في حلب والغوطة الشرقية ودوما حتى أنها استخدمت مجلس الأمن لإنقاذ الإرهابيين في دوما. وكان التدخل العلني والسافر لترامب هو طلبه شخصياً من نتنياهو بإخلاء أكثر من 800 عائلة من أصحاب “الخوذات البيض” وبعض قادة العملاء من سوريا . وتعمد أمريكا إلى إبتزاز الدول الأوروبية بما يسمى بالإرهابيين الأجانب الذين ينعمون بحماية قوات سوريا الديمقراطية وبإشراف أمريكي تام .

4- العراق : التدخل المباشر في الإنتخابات وفي تظاهرات البصرة التي تحولت إلى أعمال شغب وفوضى . إلى جانب ذلك فقد تم إنشاء عدة قواعد عسكرية دون تنسيق مع السلطات الشرعية .

وبالتالي فإن ترامب وبالدليل الملموس يعرض الأمن العالمي للخطر . فعلى الدول الكبرى والإتحاد الأوروبي لجمه وردعه حتى لا تفلت الأمور من عقالها . وساعتها لن ينفع الندم .

وإن غدا ً لناظره قريب

 

مقالات ذات صلة