لنحتفل سويا .. تحت مظلة الأبطال

بقلم/ علي أحمد جاحز – علي-احمد-جاحز
المناسبة التي نحن مقبلون عليها ليست عابرة أو هينة ، بحيث يمكن أن نجعلها مناسبة للفرقة والخلاف والمكايدات، بل هي ذكرى الحدث الأهم في تاريخ اليمن الذي جمع الشمل ولملم الصفوف ووحد اليمنيين تحت راية الوطن في مواجهة أبشع عدوان تعرض له الوطن، جمعتنا دماء الشهداء وأنات الجرحى وبكاء الثكالى واليتامى وصرخات المفجوعين والمظلومين وصور الدمار والخراب الذي تعرض له الوطن في كل مكان وبدون ان يكون كل ذلك يخص طرفا دون طرف أن يستهدف فئة دون أخرى أو يجرح أناسا دون أناس .

ذكرى 26 مارس هي نقطة احياء قيم الوطنية والوفاء في داخل وعي كل اليمنيين ، ومنطلق انتفاضة شعب نام طويلا تحت تأثير تخدير العملاء والأوصياء ، ومبتدأ انكشاف وجوه أعداء الوطن وفرز الخونة والمرتزقة وأصحاب المواقف الضبابية والمصابون بداء تقديس الخارج ولو على حساب حياة وكرامة وعزة واستقلال الداخل.

لماذا علينا في مناسبة كبيرة كهذه أن نظهر متفرقين متكايدين مسكونين بفوبيا الذوبان في الآخر، ومسلوبين للأغراض الضيقة والاعتبارات التافهة التي لا يمكن أن نكسب منها ولا أن تكون مكسبا ، يكفي أن نذوب في الوطن وفي الشعب ونتعصب وننحاز للقضية والمبدأ ، وننقاد للأبطال الذين يضحون بأرواحهم وأوقاتهم وحياتهم وطموحاتهم في سبيل حماية الوطن وفي سبيل أن نحتفل بمرور عام من الانتصارات والصمود والتصدي والتحدي الذي أذهل العالم .

لا ينبغي أن نترك دعوات الشقاق والفرقة أن تتسع وتسيطر وتكون هي سيد المشهد وحاكم مزاج الناس ، وقبل أن تخرج تلك الدعوات الفئوية الضيقة للاحتفال بذكرى بدء العدوان على اليمن بمعزل عن بقية الأطراف ، لتعزل من يطلقها وتجعله في موقع المعزول الخارج عن الإجماع الوطني ، لماذا لا تكون هناك قواعد عمل مشترك ومبادئ تحكم هذا العمل بحيث لا يحتاج الناس إلى أن يختلفوا من الأصل.

ومن جهتي أقترح أن نحتفل جميعا كضرورة وطنية عليا لا يمكن تجاوزها او تجاهلها ، وربما يتساءل أحد كيف نحتفل جميعا وهناك طرف لايزال يصر على أن يحتفل وحيدا ؟

لا يستطيع أحد أن يمنع أي طرف من إن يقيم الفعالية التي يريد منفردا ، لكن هناك إمكانية لإزالة كل الإشكالات التي يراها مبررا لذلك التصرف ، وهو أن تتبنى الدعوة للاحتفال جهة تكون صاحبة كلمة فصل واحترام الكل .

وأرى أن تأتي الدعوة للاحتفال من أصحاب شرف الصمود والتصدي طوال عام من العدوان على اليمن ، وهم قيادة الجيش واللجان الشعبية و اللجنة الثورية العليا ، باعتبارهم مظلة الجميع وأصحاب الفضل في أن تكون المناسبة موضع احتفاء ، ولولا تضحياتهم وجهودهم ونضالاتهم الكبيرة لكانت المناسبة لعنة وذكرى مهينة وغير مشرفة .
الوطن :
أرهقه الكيد
والفيد
والغدر
والكاذبون
وطعنات نصل الخيانة
أنكى من المعتدي
نقلا عن صحيفة الثورة

مقالات ذات صلة