تعذيب وتنكيل وانتهاكات سعودية في سجن “الطين” بحضرموت

عمران نت/ 26 / يناير 2019م

وثقت منظمة “سام” للحقوق والحريات، تعرض معتقلين في السجن السري الذي يقع في المنطقة العسكرية الأولى في سيئون بحضرموت جنوب شرقي اليمن، ويخضع لقوات التحالف بقيادة السعودية للتعذيب الجسدي بصورة بشعة، وللمعاملة القاسية والمهينة.

 

ويقع السجن المسمى بـ”الطين”، والمهجور منذ عام 2006، في منطقة مريمة، حيث يبعد عن السجن المركزي الجديد قرابة 500 قدم، وبحسب المنظمة فإن عشرات المعتقلين داخل السجن لا يُعرف مصيرهم في ظل حالات الإخفاء القسري والتعذيب المتعمد وتمديد اعتقالهم دون عرضهم على المحكمة، فضلاً عن منعهم من تلقي العلاج أو السماح لعائلاتهم بزيارتهم.

 

“سام”، أشارت إلى أن “المعتقلين فيه يخضعون للتحقيق لفترات طويلة، على يد محققين سعوديين قساة، ويُشرف على المعتقل شخصان أحدهما يكنى أبو سالم، والآخر يلقب بالخالدي، إضافة إلى قائد المنطقة العسكرية الأولى”.

 

كما أكدت المنظمة الدولية، في بيان، أن أغلب المعتقلين الذين تلقت بلاغات عنهم، اعتُقلوا من قبل الأجهزة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى من دون أوامر قضائية أو مبررات قانونية، مشيرة إلى أن معظم السجناء اعتُقلوا من الطرقات العامة والأسواق، حيث تم إخفاؤهم لمدة عامٍ كامل في بعض الحالات، دون أن تعرف عائلاتهم شيئاً عنهم.

 

وقالت المنظمة الحقوقية إن “المعتقلين داخل السجن خاضوا إضرابين مفتوحين عن الطعام؛ بسبب سوء المعاملة وللفت أنظار العالم إلى معاناتهم، ولمطالبة التحالف السعودي الإماراتي والمنطقة العسكرية الأولى بتحقيق مطالبهم”.

 

هذا، ويطالب المعتقلون بإحالتهم للقضاء للنظر في قضاياهم، وفك القيود الحديدية التي وُضعت على أرجلهم منذ دخولهم السجن، والسماح لأهاليهم بزيارتهم والاتصال بهم، وتوفير العناية الطبية للسجناء وتحسين التغذية، وفق المنظمة.

 

منظمة “سام” لفتت إلى أن أغلب من يُعتقلون تُوجَّه لهم “بشكل غير رسمي” تُهم تتعلق بالإرهاب، من دون أن يحظوا بمحاكمات عادلة، فيما يُحتجز بعض المعتقلين كرهائن من أجل إجبار أهاليهم أو أبنائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم للقوات العسكرية.

 

وكشفت المنظمة عن أن الاعتقال والتعذيب طال حتى الأطفال، في انتهاك صارخ لاتفاقية حماية الطفل، من بينهم سامي فرج بخيت الزبيدي الذي اعتقل قبل عامين، عندما كان في الخامسة عشرة من العمر، وتحرم السلطات المسؤولة عن السجن العائلات من زيارة أبنائها، وتمنحهم موافقة في بعض الأحيان بعد معاناة شاقة ومتابعات مستمرة، حسب المنظمة الحقوقية.

 

ناشط حقوقي كشف عن دخول السجناء، الأربعاء الماضي (16 يناير)، اعتصاماً بسبب محاولة إدارة السجن بأوامر من المشرفين السعوديين تركيب كاميرات في الزنازين الانفرادية، والتي لا يوجد فيها مراحيض.

 

رئيس المنظمة توفيق حميدي اتهم قوات التحالف السعودي الإماراتي بالتورط بارتكاب جرائم ضد السجناء ترتقي إلى مصاف جرائم حرب، قائلا “سيتم التخاطب مع السلطات بصورة رسمية؛ لإحالة هؤلاء المعتقلين إلى النيابة العامة والجهات القضائية إذا كان لديهم تهم، ما لم تُفرج عنهم”.

 

ودعا رئيس المنظمة الحقوقية، مارتن غريفيث، إلى الضغط على قوات التحالف لتلبية مطالب المعتقلين العادلة، مؤكداً تعزيز دور فريق خبراء الأمم المتحدة البارزين بشأن الانتهاكات التي تُرتكب في السجون السرية.

مقالات ذات صلة