قوى العدوان ومحاولات احتلال الحديدة … الأمل ينفذ من خلال الأمم المتحدة بعد الفشل العسكري

عمران نت / 17 / يناير 2019م

أحمد الهادي

أرادوه احتلالاً لكن هذه المرة ليس عسكرياً كما في السابق ولكن بواسطة الأمم المتحدة بعد فشلهم العسكري الذريع.. هذا ما ظهر في تحركات قوى العدوان في الحديدة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

شهدت الحديدة أقوى المعارك بتخطيط وإشراف مباشر أمريكي إسرائيلي بريطاني وغيرهما من دول الاستكبار الغربية وبتنفيذ الأدوات السعودية والإمارات وكذا أدوات الأدوات من المرتزقة المحليين وغيرهم.

الحشود الكبيرة والضخمة والتسليح غير المحدود والتغطية بكل أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية لم تساعد قوى العدوان في احراز انتصار في المعركة التي كان العنوان الرئيس لها هو الفشل بكل المقاييس.

الجولات المتكررة هي من اثبتت هذا الفشل الذريع التي كان يسعى من خلالها المعتدون للسيطرة على مدينة وميناء الحديدة إلا أنهم أُصيبوا بانتكاسة جعلتهم يحسبون ألف حساب لأي مغامرات جديدة.

المقاومة الشديدة والثبات الأسطوري للجيش واللجان جعلت قوى العدوان تبحث عن حل أو بالأصح طريقة أخرى تمكنها من السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها بأقل التكاليف والخسائر.

قبلت قوى العدوان تحت ضغط دولي باتفاق وقف إطلاق النار وكانت أوهامها تسابقها بأن الاتفاق سيحقق مأربهم التي فشلوا في تحقيقها عسكرياً وبغطاء الأمم المتحدة.

ما كانت تفكر به تلك القوى أن يكون اتفاق استوكهولم جسراً لتمرير مخططاتها التي عجزوا عن تنفيذها بالحديد والنار وإلا لكانت الفترة الزمنية التي مرت كفيلة بإن يكون هناك موقفا يثبت جديتهم في تحقيق السلام وتنفيذ الاتفاق.

باتريك كاميرت ظهر من أدائه الركيك كمسؤول وكأنه غير مكترث لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار وإلا لكان هناك تقدم ملحوظ لو كان يوجد جدية.

كان يُريد كاميرت أن ينسحب الجيش واللجان الشعبية 8 كيلو فيما ينسحب المرتزقة والغزاة نصف كيلوا كما طلب من الجيش واللجان نزع الألغام من كيلو 16 التي شهدت معارك هي الأعنف تحت حجج واهية بإدخال مساعدات ولكنه لم يلزم الطرف الآخر من إعادة الانتشار كما هو منصوص في الاتفاق من أجزاء يسيطر عليها العدو في كيلو 16.

إصرار الأمم المتحدة ومراقبها من نزع للألغام يوحي بتواطؤ كون منطقة الكيلو أهم منطقة في الحديدة وفيها الطريق الرئيس الرابط بين صنعاء والحديدة، وما يريده العدو هو شن أكبر زحف باتجاه كيلو 16 في الوقت الذي يتم نزع الألغام منه وإدخال المساعدات لأنهُ لا يوجد تهديد كبير يواجهه إذا تم نزع الألغام.

وما يمكن أن نستشهد به هو ماجاء على لسان رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام الذي قال إن عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق ستوكهولم يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى وأن المهمة يبدو أكبر من قدرات كاميرت.

عبد السلام في تصريحاته تلك خاطب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بأنه ما لم يتدارك الأمر فمن الصعوبة بمكان البحث في أي شأن آخر.

عضو الوفد الوطني سليم المغلس هو الآخر اعتبر عقد لقاءات الفريق الأممي في مدينة الحديدة تحت وقع القصف المدفعي لتحالف العدوان إهانة واستهتار بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي والاتفاقات المبرمة، وكذلك إهانة مباشرة لفريق الرقابة الأممي ورئيسه.

يحصل أكثر من مرة مقاربة بين ممثلي الطرفين في لجنة المراقبة حول إجراءات تنفيذية لإعادة الانتشار إلا أن تدخلات باتريك المشوبة بإثارة بعض نقاط الخلاف السياسية ذات الحساسية، تعكر الأجواء الإيجابية، ومن ثم تعيد النقاش إلى مربع الصفر، في ظل تعقيدات جديدة يضيفها باتريك رغم تجاوزها من قبل الأطراف.. كما قال المغلس إن ما يثير الشك أن هذه النقاط ليس محلها ولا مسؤولياتها على رئيس لجنة المراقبة كونها خارج إطار الاتفاق وخارج مهمته التنفيذية التي أوكل بها.

المغلس زاد وعلق على سلوك باتريك كاميرت بأنه يثير الشكوك حول اتفاق وقف النار برمته، وكأنه مطلوب منه إفشال اتفاق ستوكهولم، أو في أسوأ الأحوال ليس راضيا عما تم الاتفاق عليه، أو أنه ينفذ أجندات دول أخرى لها مصلحة من بقاء الحرب وصفقات الأسلحة.

*المسيرة نت

مقالات ذات صلة