هكذا تريد السعودية محو تاريخ اليمن

كتبت غادة كرمي

عمران نت/ 27 / نوفمبر 2018م

متابعات

ذكرت الأكاديمية الفلسطينية “غادة كرمي” في مقال منشور لها في ” ميدل إيست أي” البريطاني، أن المملكة وقيادة التحالف تتجه إلى قاعدة التدمير الممنهج للشعب اليمني والبلاد بكلها، مضيفتًا أن: الحرب في عامها الرابع ولا جديد تحقق لهم في اليمن.

وأضافت لقد كانت الحرب في ظاهرها استعادة حكم الرئيس المخلوع في اليمن “عبدربه” والذي فرهاربًا إلى المملكة العربية السعودية، ولكن رٌغم ما يحصل إلا أنه لا يمكن أن يبرر التفسير الوحشي للعشوائية في الهجوم الذي تقوده السعودية علي اليمن، لقد استهدفت الحرب المدنيين،  وعملت على إعادتهم للعصر الحجري، مع الحرص على عدم تمكنها من التعافي لمدة قرنٍ من الزمن؟

 

ودعت كرمي إلى مراجعة التاريخ وفهمه جيدا لمعرفة دافع المملكة السعودية من حربها في اليمن.. قائلة يجب أن نفهم مكانة السعودية في التاريخ، مكانها الصغير الذي لا يجد له أي مكان،  بعكس اليمن، لقد كان اليمن موطنًا للعديد من الحضارات المزدهرة، والمتطورة، لقد تطورت فيها العديد من الحضارات والذي بلغ عددها ست ممالك وهي : معين، وقتبان، وحضرموت، وأوسان، وسبأ، وحمير، وكانت الأبرز مملكة سبأ، التي استمرت 11 قرنًا وكانت واحدة من أهم الممالك في الشرق ،كانت عاصمة مملكة سبأ الذي ذكرت بالقرآن الكريم مع ملكتها؛ في مأرب، حيث بنى السبئيون سدًا كبيرًا مَثل أعجوبة الهندسة القديمة، وطوروا نظام ري متقدم من خلال شبكات القنوات وكان لديهم ثروة من الأراضي الزراعية.

 

وذكرت “كرمي” أيضًا أنه بحلول تاريخ 700ق.م سيطر السبئيون على معظم جنوب شبه الجزيرة العربية، وكانت حضارة رائعة تميزت بالتجارة وتوسعت كشبكة تجارة عالمية، واكدت الكاتبة أن بقايا الفن والهندسة المعمارية وجدت في إثيوبيا وغيرها من الأماكن المختلفة.

وتسآلت: ما الذي حققه التحالف في اليمن، ومالذي قدم شمال الجزيرة العربية” والذي تمثله السعودية ”  مقابل الإنجازات اليمنية العريقة.

وتابعت الكاتبة، اليمن لديه تاريخ ضارب في أطناب التاريخ منذ القدم، والسعودية تأسست في الثلاثينيات من القرن الماضي، لا وجه حتى للمقارنة بينهم،  وكونهم لديهم القليل من  التاريخ أو الثقافة التي يمكن أن تحمل شمعة إلى الحضارات، بدلًا عن القصف والتدمير، ويشكل تدمير عائلة آل سعود للمباني التاريخية والمقابر والمعالم التاريخية في مكة والمدينة سابقة خطيرة لما يحدث في اليمن.

ونوهت إلى الأضرار المادية التي ألحقتها السعودية بالبنية التحتية في اليمن – مدارسها ومستشفياتها وأسواقها – شديدة، مشيرة إلى أن هذه الأشياء على الأقل يمكن إعادة بنائها في وقت السلام. بينما لا يمكن قول الشيء نفسه عن الضرر الذي لا يمكن إصلاحه الذي لحق بالعمارة التاريخية لليمن. وقد وثَّقت اليونسكو الآثار المدمرة للحرب على مدينة صنعاء القديمة، ومساجدها، وحماماتها، وبيوتها المبنية من الطوب اللبن بنوافذها المميزة المقوسة، ذات إطارات الجبس.

وقد حدث نفس الشيء لمدينة صعدة القديمة، وسد مأرب القديم، ومدينة براقش التاريخية، ومقابر حضرموت القديمة التي لا يمكن تعويضها. هذه الخسائر مستديمة.

واختتمت الكاتبة بالقول: إن الضرر الذي تسببت فيه المملكة لا يمكن أن يجبر ولا يمكن أن ينسى، لقد انتشرت العديد من الأمراض بسبب هذه الحرب العشوائية والمدمرة، وعند النظر لحجم الدرجة المفرطة من الموت بسبب القصف والدمار، يجب على المرء أن يتساءل، عما إذا كان الدافع الحقيقي للحرب اليمنية، الحسد العميق من عظمة مكانة اليمن في تاريخ البشرية، مثل عداء السعوديين المتعمق تجاه حضارة عظيمة أخرى، كإيران، إذا كان الأمر كذلك، فإن قصف اليمن لن يحذف ماضيها المجيد، ولن يعطي المملكة العربية السعودية ما لم يكن لديها.

مقالات ذات صلة