هل انتهى شهر عسل ابن سلمان ؟

عمران نت/ 17 / اكتوبر 2018م

تساءل محرر الشؤون الأمنية في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فرانك غاردنر، عن “انتهاء شهر العسل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان”، وقال: “هل يُصدق أنه لم يمض 18 شهرا على هبوط طائرة الرئاسة الأمريكية في الرياض ليبدأ استقبال رسمي حافل؟”.

 

وتحدث غاردنر عن الاحتفاء السعودي بتخصيص ترامب للمملكة في أولى زياراته، وموقفه الداعم لها في الاتفاق النووي مع إيران. وأنهم كانوا يرونه “شخصا يمكن أن تُعقد معه الصفقات. فقد رفع القيود التي كانت مفروضة في عهد أوباما على مبيعات السلاح لتساعدهم في حرب اليمن، وامتنع عن توبيخهم بشأن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى سعادته بعلاقة العمل بين صهره جاريد كوشنر وولي العهد السعودي، الرجل القوي، محمد بن سلمان”.

 

وأعقب هذا زيارة ولي العهد السعودي إلى البيت الأبيض، ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وهوليوود. وقوبل بن سلمان بترحيب رسمي في لندن رغم الاحتجاجات التي نُظمت ضده، والتي رأت أن ضلوعه في الصراع في اليمن يزيد من وطأة المأساة الإنسانية هناك.

 

وأشار المحرر إلى أن الإصلاحات الداخلية بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وإطلاق الرؤية الاقتصادية 2030، جاءت بنتائج لم يكن بن سلمان يتوقعها، كما ظهرت مؤشرات تحذيرية على أنه ليس الإصلاحي الليبرالي الذي كان يظنه الغرب، وذلك حين احتجز العشرات من الأمراء وكبار رجال الأعمال في فندق فاخر العام الماضي، لاتهامهم بالفساد. كما أنه احتجز سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، لفترة وجيزة وسط مزاعم بإجباره على الاستقالة. وقد أمر باعتقال كل من يجرؤ على معارضة أجندة الإصلاح التي أعلنها، حتى لو كان هذا عبر تغريدة بموقع تويتر”.

 

وأوضح أن “الاختفاء المريب للصحافي السعودي جمال خاشقجي، أبرز منتقدي بن سلمان، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول هو ما دفع حتى حليفه البارز ترامب إلى الحديث عن (عقاب شديد) إذا ثبت تورط الحكومة السعودية.

 

وجاء رد فعل السعودية يوم الأحد الماضي بالتأكيد على أنها قادرة على الرد، مذكرة العالم بدورها الحاسم في سوق النفط”.

 

ورغم التأييد الظاهر من قبل السعوديين لابن سلمان، بدأ آخرون يتساءلون و”بصورة سرية”، عن ما إذا كان بن سلمان، 33 سنة، تمادى في ما يفعل، وهو الرجل الذي نُظر إليه ذات يوم على أنه المنقذ صاحب الرؤية.

 

وختم غاردنر قائلا إن شهر العسل لابن سلمان ربما يكون على مشارف النهاية، “فلقد ورط بلده في حرب مكلفة ولا تبدو قابلة للربح في اليمن. كما أنه أدخل السعودية في نزاع ضار مع جارتها قطر، وخلاف مع كندا حول حقوق الإنسان، واعتقل العشرات من المتظاهرين السلميين، مع تهميش عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة ورجال الأعمال. وربما دفع هذا بالمزيد من السعوديين المحافظين إلى الحنين إلى أوقات كانت أكثر هدوءا في تاريخ البلاد”.

 

للتذكير كان غاردنر، تعرض هو وفريقه التلفزيوني لهجوم بالرصاص في مدينة الرياض سنة 2004، أودى بحياة زميله المصور الإيرلندي سايمون كامبرز، بينما نجا غاردنر بأعجوبة، لكنه أصيب بشلل في رجليه.

مقالات ذات صلة