كانوا هنُا

عمران نت / 8 / اكتوبر 2018م

بقلم / كوثر محمد

إنها كربلاء أخرى وجريمة من جرائم التاريخ شاهده على دموية التحالف وإنغماسه في بؤرة الشر التي يعمل فيها والتي تخلت عن أي تشريعات للإنسانية، كان وصول الناس في أوقات متفاوته كانوا هناك وكانت تسمع أصواتهم كلماتهم همسهم وضحكاتهم وتقاذفهم بالكلمات التي تطيب مع الإجتماع فمابالكم إذا كان هذا آخر محطه للقاء لبعضهم البعض وآخر إجتماع لهم فلم يكن يعلم أياً منهم أنه يودع الآخر قد يلقاة معه في جنة الفردوس أو قد يظل يصارع كابوس ذلك اليوم طيلة حياته ، فقد جائوا لتقديم واجب العزاء لأسرة الرويشان وفقيدها ذلك الرجل الوطني الكبير الذي كان له محفلاً كبيراً بين أوساط الناس الشيخ والأديب والأب والعم والجار والصديق، كل من عرفة وده وطبع في ذاكرته لحظات عظيمة من لقائهِ به توفي الشيخ رحمتة الله تغشاه فماكان بالشعب إلا أن يسُارع في عزاءه ومواساة أهله الذي لم يكونوا الوحيدين الذين فقدوه بل فقده الشعب اليمني كله، كان هناك أشخاص وصلوا مسرعين و غادروا في سرعة وعجل وبعضهم بقي هناك يفضل الجلوس أكثر لبعض الوقت والبعض الآخر كان يحاول الإسراع في الوصول إلى الصالة وبينما كان الناس يتوافدون وآل الرويشان يستقبلونهم يُسمع صوت الطائرات الحربية كما تعود الشعب أن يسمع صوتها ولكن ماغاب في البال ومالم يكن في الحسبان أن تكون الصالة هي الهدف وبعدها سمع ُ صوت صاروخ هز المكان ولم يكن الصاروخ الوحيد بل تلاه آخر فأصبح المكان كالكابوس المروع ،حريق ودخانٌ كثيف ، أصوات إستغاثة، بكاء وانين، جرحى وقتلى، أشلاء متناثرة تسنى للبعض أن يفر وينجوا ولم يكن هناك وقت لآخرين في تلك اللحظات سوى الإستسلام لواقع أبكى السماء دماً وغير لون الارض فقد أصبحت عابسه سوداء ملطخة بالدماء البريئة من هول ذلك الجرم الذي لم نعهده من قبل والذي راح ضحيته 700شخص والعديد من الجرحا والكثير من الذكريات المؤلمة التي طبعت في ذارتهم كانوا هنُا نعم كان المكان أشبه بالحلم والذي لم يفق منه 700شهيد والكثير من الجرحا
لم يعرفوا في أثناء جلوسهم وتوافدهم للمكان مايخطط ويدبر لهم ولم يكونوا يعرفوا أن تلك آخر لحظات حياتهم التي خطفتها طائرات العدوان وأغتالتهم وكان لهم حق الحياة وحق الأمان وحق العيش في هذا الوطن بكل حرية، خطفت الحياة من روح الأب الحنون والأبن والاخ والجار والصديق كم أوجعت من قلوب وكم أبكت من عيون بل أدمتها وكم أحزنت هذه الجريمة الشعب اليمني الذي بكى بحرقة يومها كل كائن على هذة الأرض بكا حتى الشجروالحجر بكيا فيها ولعنوا بطش الانسان وفساده في الأرض، فليس هكذا تغتال الحياة التي خلقها الله لغاية أخرى لها، بهم باهى ملائكته الذين تنبأوا بفسادهم كانت صدمه لشعب ألف َ الحب والمودة والسلام كانت خيبة فعلٍ ودنائة مواجهة قاموا بها فكيف يقتل الشعب وهو أعزل وليس في ساحة الحرب أوكيف يقتل مقتول لأي ذنب له وهو لايحمل أي جرم لأي فعل وماكان أجرأهم بعدها أن يغيروا الحقيقة بدعوا أنه انتحاري قد أقدم على تفجير نفسه ولكن فضح صور عدسات الكاميرا لهم جعلهم مفضوحين فما إستطاعوا إلا أن يزدادوا قبحاً بفعلهم ويقولوا أنه كان خطأً أي خطأٍ هذا الذي يروح وراءه 700شخص والكثير من الجرحى العزل أي قبحُ صرتم تشكلونه وإي مهانةٍ تفعلونها ضد الإنسانية ،كيف تلقون الله في صلاتكم كيف تتوجهون إليه في دعائكم كيف يمكن لكم أن تعيشوا بعدها هانئوا البال مرتاحوا الضمير وكأني لا أراكم سوى وحوش بشرية تحبُ أكل الدماء فقد أصبح يسيل من أفواهكم اللعينة لعاب قاتل يقتات من ضحيته،
إن ماحصل في الصالة الكبرى من مجزرة جريمة لن تسقط بالتقادم أبداً بل سنظل نتذكرها ونذكر بها أجيالنا القادمة وسنحاكم كل من كان متورط فيها.
كم سمعنا من قصص لتلك الفاجعة لشهداء وجرحى وكم آلمت هذة الحادثة من قلب لزوجة وأخت وإبنة إنتظرت عودة قريبها ولم تكن تعرف أنه الفراق و أنه قد سبقها إلى الجنة……
فسلام الله على أرواحكم ولا نامت أعين الجبناء.
#مجزرةالصالهالكبرُى

مقالات ذات صلة