ما هي المناورة المناسبة للدفاع عن مدينة الحديدة في اليمن ؟

عمران نت/ 17 سبتمبر 2018م

 

شارل أبي نادر/العهد الاخباري

 

قد تكون معركة تحالف العدوان على اليمن للسيطرة على مدينة الحديدة ومحيطها الهدف الأساس اليوم. وما يشهده الساحل الغربي في اليمن مؤخراً من محاولات الهجوم والاختراق، يوحي وكأن العدوان وضع نصب عينيه انتزاع المدينة الساحلية قبل الخوض الجدي بأي مفاوضات أو محاولات تسوية سلمية أو سياسية.

 

سيطرة العدوان على الحديدة ومحيطها تؤمن له رزمة غير بسيطة من الأهداف المهمة، ميدانيا وإستراتيجيا، ويمكن تلخيصها كما يلي:

 

ميدانيا

 

– ينتزع المدينة الساحلية الوحيدة من الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

–  يمتلك نقطة ارتكاز مهمة وضرورية للانطلاق شرقا نحو العمق، باتجاه صنعاء وحجة وعمران.

– يفصل وحدات الجيش واللجان الشعبية اليمنية عن الساحل الغربي في النقطة الوسطى بين المخا جنوبا وميدي وحرض على الحدود الشمالية الغربية مع المملكة العربية السعودية.

 

استراتيجيا

 

– يسيطر على المرفأ الأساس والوحيد لادخال البضائع والحاجات اللوجستية الى الشمال والوسط اليمني المحرر .

– يعتبر في انتزاعه الحديدة (المدينة والمرفأ) من الجيش واللجان الشعبية، انه انتزع منهم ورقة الضغط والنقطة الرابحة في مفاوضات التسوية.

– في السيطرة على الحديدة، يعتبر العدوان انه نجح -في حال السيطرة- في تأمين حماية أبعد وأوسع لمسار تحرك بوارجه وسفنه العسكرية والمدنية في البحر الاحمر .

 

بالمقابل، يعطي الجيش واللجان الشعبية اليمنية للمدافعة عن الحديدة ومحيطها أهمية رئيسة، وبالرغم من إحتفاظهم بمستوى متقدم من الجهوزية والفعالية والتركيز على كامل الجبهات الاخرى، وخاصة الجبهات الشمالية والشمالية الغربية ما وراء الحدود، لا شك انهم ينفذون على الساحل الغربي مناورة لافتة بعناصرها وبمعطياتها العسكرية والميدانية… فما هي عناصر هذه المناورة وكيف يمكن الثبات في الحديدة ومحيطها؟

 

معارك ما وراء الحدود مفصولة عن معارك الجبهات الداخلية، ميدانياً وعملانياً، ولا تتأثر كل منها بالأخرى

 

في متابعة ميدانية وعسكرية لأغلب معارك الحرب على اليمن خلال الاربع السنوات الماضية، نجد أن معارك ما وراء الحدود مفصولة عن معارك الجبهات الداخلية، ميدانياً وعملانياً، ولا تتأثر كل منها بالأخرى، حيث الوحدات والقوى وأسلحة الدعم الجوي والصاروخي تعمل بطريقة لامركزية بالكامل في كل اتجاه.

 

بالمقابل، نجد أن معارك العدوان والمرتزقة في الداخل ترتبط ببعضها بشكل شبه وثيق، وصحيح أن أكثر من جبهة داخلية كانت تشتعل في نفس الوقت، لكن لم نكن نشاهد تزامن عمليتين واسعتين في الداخل، حيث عند التركيز على الساحل الغربي مثلا في عملية مهاجمة واسعة، لم يحدث أن شُنّت عملية واسعة أخرى في البيضا أو في نهم أو في الجوف أو في تعز بالتزامن معها، والعكس صحيح.

 

السبب في ذلك يعود الى قدرة محدودة للعدوان في ادارة العمليات الداخلية الواسعة، نظراً للجغرافيا الصعبة والواسعة، وللمدافعة المتماسكة التي ينفذها الجيش واللجان الشعبية على كامل الجبهات وخاصة الداخلية، مستفيدين من طبيعة الارض ومن المحاور الاجبارية التي يمسكونها بفعالية، بالاضافة طبعا الى حاجة وحدات العدوان في العمليات الهجومية الداخلية لتغطية جوية قصوى، بسبب ضخامة الدعم الجوي المطلوب لتأمين ذلك، الأمر الذي لا يتوفر بشكل واسع لتحالف العدوان، حيث يتطلب هذا الموضوع قدرات جوية ضخمة على مستوى دول قادرة كروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية، وربما العدو الاسرائيلي يمكن وضعه في هذه الخانة.

 

من هنا، يمكن للجيش واللجان الشعبية العمل على مناورة خاصة، انطلاقا من هذه المعطيات الميدانية والعسكرية، بحيث تعمل على فتح معركة هجومية واسعة في بقعة قريبة من الحديدة، لدرجة تتأثر بها وحدات العدوان، فتجبرها على تشتيت جهودها العسكرية وقدراتها الجوية لصالح مواجهة هجوم الجيش واللجان الشعبية.

 

تعتبر جبهة تعز لناحية مفرق الوازعية وامتدادا جنوب غرب حتى المخا الساحلية، الجبهة الأفضل والأكثر خدمة لفكرة المناورة الخاصة المذكورة، والسبب أهميتها بالنسبة للعدوان، خاصة في حال استطاعت وحدات الجيش واللجان الشعبية اليمنية استعادتها وتحريرها، حيث تمتلك بذلك نقطة ارتكاز استراتيجية على الساحل، قريبة من باب المندب، وتحضن أغلب الطرق والمحاور جنوبا وشرقا .

 

حينها من الطبيعي أن تنقسم جهود وحدات العدو سوف لمصلحة المدافعة عن خط الوازعية – المخا، الامر الذي سيدفعها لنقل جهود ووحدات من معركتها الهجومية من جنوب الحديدة ومن الدريهمي والكيلو 16 شرق الحديدة، بالاضافة طبعا لاضطرارها لتوزيع التغطية الجوية لمصلحة الجبهتين، في الحديدة وفي الوازعية – المخا.

 

مواكبةً للعملية الهجومية المقترحة في الوازعية، من المفضل عسكرياً، المحافظة على النمط الحالي الذي تمارسه وحدات الجيش واللجان الشعبية من عمليات المهاجمة والاستنزاف لوحدات العدوان على كامل بقعة الساحل الغربي، بين شمال الخوخا وامتداداً الى جنوب الحديدة مروراً بالتحيتا والفازة والجاح والنخيلة والدريهمي وغيرها.

مقالات ذات صلة