العدوان السعودي على اليمن الى أين …؟!

عمران نت/ 16 سبتمبر 2018م

سبق وان دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه تحالف العدوان السعودي الى محاسبة المسؤولين عن الغارات الجوية التي أودت بحياة المدنيين في اليمن، بما في ذلك مجزرة حافلة ضحيان. وطالبت باشليه التحالف السعودي بإبداء شفافية أكبر بشأن قواعد الاشتباك التي يتبعها. وأدت مجزرة ضحيان إلى استشهاد 79 شخصا معظمهم اطفال، فيما دعا مجلس الأمن إلى إجراء تحقيق شفاف وموثوق.

وبحسب مراقبين فإن تجديد ولاية مجموعة خبراء مكلفين التحقيق في معلومات عن جرائم حرب،التي  تشكلت بعد مفاوضات شاقة وطويلة، يبدو انه يزداد صعوبة بسبب تحفظات عبرت عنها دول عربية، ومن بينها السعودية، التي تتهم المفوضية بالانحياز الى طرف ما داخل اليمن، في وقت تستمر فيه بجرائمها بحق المدنيين.

 

وفي العاصمة اليمنية صنعاء،عقد مركز عين الانسانية مؤتمرا اطلق فيه تقريره الخاص بالحماية الدولية للاسرى والمعتقلين وكشف فيه انتهاكات تحالف دول العدوان.

التقرير اشار الى الانتهاكات التي ترتكبها دول العدوان من ممارسات وتعذيب بحق الاسرى والمعتقلين وقد ذكر بضرورة حماية الاسير المبنية على اتفاقية جنيف الثالثة التي حددت كيفية التعامل مع الاسرى.كما اوصى الامم المتحدة بالضغط على السعودية وحلفائها للاحتكام الى الاتفاقيات الدولية.

 

وازاء الاوضاع الاجتماعية المتفاقمة ،جراء العدوان السعودي الاميركي المتواصل، اعلنت وزارة الصحة اليمنية احصائيات تشير الى وفاة نحو 30 شخصا يوميا نتيجة تدهور الوضع الصحي العام بظل اغلاق مطار صنعاء الدولي.

وقال المتحدث باسم الوزارة يوسف الحاضري قال ان هناك 200 الف حالة انسانية من المرضى والجرحى هم بحاجة ماسة للعلاج في الخارج ،لكن العدوان السعودي يحول دون ذلك بسبب اقفال المطار ،في وجه اخر من وجوه استمرار العدوان السعودي ،الذي دمر الحجر وقتل البشر ارضاء لمشاريع حكام الرياض والامارات الجدد .

 

المنظمات الدولية واليمن

 

في 4 اغسطس من عام 2018 ، ناشد  المركز القانوني للحقوق والتنمية المنظمات الإنسانية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لسرعة انقاذ الضحايا وانتشالهم من تحت الأنقاض جراء القصف المستمر من قبل طيران التحالف السعودي على منازل المدنيين في مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح لا يزال معظمهم تحت الأنقاض ولم تتمكن فرق الإسعاف من انتشالهم بسبب استمرار الطيران الحربي باستهداف كل من يحاول إنقاذ الضحايا، ويؤكد أطباء ومسعفون وشهود عيان وناشطون حقوقيون أن عشرات الجثث ما زالت تحت الأنقاض نظراً لعجز المسعفين من الوصول إليها نتيجة للقصف المستمر من قبل طائرات التحالف لأي سيارة إسعاف تحاول الاقتراب من مكان القصف حتى ساعة اصدار هذا النداء.

 

وطالب المركز القانوني في بيان له : ((المركز القانوني يناشد الامم المتحدة والمجتمع الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لإدانة هذه الجرائم والتدخل الفوري لوقفها ومحاسبة المسئولين عنها, ويدعو كافة المنظمات الانسانية والحقوقية  لإدانة استهداف المدنيين والمسعفين والمطالبة بالسماح لسيارات الإسعاف والمسعفين من إسعاف الضحايا وانتشال الجثث وإدخال المساعدات الانسانية, كما يجدد دعوته لكل وسائل الاعلام والحقوقيين والناشطين الاحرار للعمل على فضح وكشف هذه الجرائم بحق الشعب اليمني ))

 

كما استنكر علماء اليمن، الصمت الدولي أمام الجرائم الفظيعة للعدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني وأخرها جريمة ضحيان.

 

وحمل بيان صادر عن اللقاء الموسع لعلماء اليمن الذي عقد بالعاصمة صنعاء مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولية الجرائم الفظيعة التي ترتكب بحق الشعب اليمني.

 

ودعا علماء اليمن كل الأحرار في العالم وفي مقدمتهم قادة وعلماء المسلمين لرفع أصواتهم والقيام بواجبهم الانساني والديني أمام ما يتعرض له اليمن من جرائم من قبل العدوان.

 

كما دعا بيان العلماء الشعب اليمني إلى الاستمرار في الصمود والمزيد من التلاحم والوحدة والتحرك لمواجهة العدوان ورفد الجبهات.

 

علماء اليمن دعوا كذلك العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين إلى التحرك وإرشاد الناس وتحريضهم على الجهاد في سبيل الله.

 

و ارتكب العدوان السعودي الأمريكي منذ مارس 2015 مئات المجازر بحق الشعب اليمني راح ضحيتها أكثر من 37 ألف مدني بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية لليمن والحصار الاقتصادي وما زاد من معاناة اليمنيين هو الحصار الاقتصادي وإغلاق الموانئ والمطارات اليمنية وقصف المنشئات الصناعية والتجارية والزراعية وهو ما جعل ملايين اليمنيين يعانون من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية.

 

بعد نشر تقارير لمنظمات انسانية وحقوقية دولية والتي تثبت تورط التحالف الذي تقوده السعودية في عمليات عدوانية ترقى الى مستوى جرائم الحرب، بدأ المسؤولون الاميركيون في ارسال اشارات تشير الى تراجعهم عن الدعم الشامل للعدوان.

 

وقد بادرت وسائل اعلام اميركية مشهورة وذات شعبية كبيرة الى نشر صور الاطفال اليمنيين من ضحايا المجازر المتلاحقة بفعل الغارات، والقصف السعودي والاماراتي ما دفع اعضاء في الكونغرس الى تقديم استجوابات لوزير الدفاع وقادة الجيش حول مدى التورط الاميركي خاصة وان القنابل التي استخدمت في القصف هي من صنع اميركي.

 

الى ذلك قال  وزير الدفاع الأمريكي في تغريدة على تويتر: دعمنا للسعودية في حربها بـاليمن ليس مطلقاً بلا شروط، ونراجع بشكل دوري الدعم المقدم للتحالف.

 

وفي تغريدة أخرى قال بومبيو: نعمل على نقل الصراع في اليمن إلى طاولة المفاوضات الأممية في أقرب وقت.

 

الشعب اليمني

 

هذا الشعب المعذب يعيش في دولة من أفقر دول العالم وبجواره أغنى الدول التي تتربع على بحور النفط والغاز وكأنه لاينقص اليمنيين سوى أن يشن عليهم عدوان ظالم من جار يفترض أنه الاخ والشقيق. وبالاضافة لذلك فقد استعان هذا الجار برأس الامبريالية العالمية أي الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها وببعض الدول العربية العميلة للإمبريالية والصهيونية.

 

بالإضافة لذلك فقد فرض النظام السعودي و تحالفه المشؤوم شتى أنواع الحصار البري والجوي والبحري. حتى أصبح اكثر من ثلاثة أرباع الشعب اليمني يعاني من الجوع وتهدد حياته المجاعة و الكوليرا، و معظمهم لايأكلون سوى وجبة واحدة في اليوم لا تكفي لسد رمق طفل صغير، فوق كل هذا فإن الكهرباء معدومة والمياه النقية مفقودة والصرف الصحي منهار والمشافي خاليه من الأدوية والكوادر الطبية تعمل في شروط صعبة جدا دون أن يكون هناك ضمان لسلامتها.

 

بلغ عدد المصابين بالكوليرا في اليمن فقط مليوني مصاب عدا عن الأمراض المختلفة نتيجة العدوان السعودي.

 

كل هذا ونجد أن الغرب الذي يتشدق بحقوق الانسان والديمقراطية يقف متفرجا و لايعير أي اهتمام لذلك لابل نجده مشاركا بهذه الكوارث على الشعب اليمني أحيانا بصمته و أحيانه بتآمر مباشر.

 

بالرغم من ذلك نجد الشعب اليمني متمسكا بأرضه يدافع عنها بشراسه و عنفوان منقطع النظير بل إن الجيش واللجان الشعبية بدأت تهدد قوى العدوان بصواريخ تصل إلى الأراضي السعودية مما بدأ يقلقهم ويضج مضاجعهم.

ولم يستطيع العدوان التقدم في الأراضي اليمنية حيث كان كل متر يتقدمون به مقبرة لهم وأصبح هذا العدوان حرب استنزاف لقوى الشر. ففي كل يوم هناك أعداد كبيرة من قتلى المرتزقة ومن الجنود السعوديين والإماراتيين و غيرهم.

 

 

 

وفي الخلاصة نقول :

 

كنا نتوقع أن تحرك الجرائم التي ارتكبها آل سعود ضد أبناء الشعب اليمني، مشاعر  حكام الدول العربية وجامعتهم العربية ، لكنهم خذلوا أبناء اليمن بموقفهم المخزي والمذل المتمثل في عدم تحريك أي ساكن للتعبير عن مواقف رافضة ومنددة بالعدوان السعودي على اليمن . الحكام  العرب لم يجرؤوا حتى على الشجب والتنديد، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن الشعب اليمني لا ينتمي إلى سكان هذا الكوكب، او انه ليس شعباً عربيا مسلماً تفاعل مع كل ما حدث للشعوب العربية في أثناء مرورها ببعض الأزمات السياسية.

 

لكن الغريب في حالة اليمن أن  حكام الدول العربية قد صدمونا بهذا الخنوع والصمت المهين  فلم تحرك مشاعر  هؤلاء الحكام ، مناظر الأطفال القتلى الذين تنتشل أجسادهم اللينة والبريئة من تحت أنقاض منازلهم، أو الأمهات اللاتي أحرقت أجسادهن، أو الشيوخ وكبار السن الذين قضوا جراء قصف طائرات العدوان السعودي الغاشم، ولم نرَ أي مسيرات أو تظاهرات في دول عربية كانت رمزاً للقومية العربية كمصر التي شاركت في هذا العدوان، بل إن موقفها  مخزٍ وخانع تحت تأثير بريق الريالات السعودية والدولارات الأمريكية التي ضختها خزينة آل سعود لمصر من أجل كسب تأييدها الرسمي،

 

و نستطيع القول بأن بني سعود وعلى رأسهم محمد بن سلمان قليلو الخبرة والكفاءة وقصيرو النظر، لأنهم لم يدركوا حقيقة الشعب اليمني المقدام وأنه سيدافع عن أرضه حتى النهاية وأن اليمن سيبقى مقبرة لكل الغزاة والطامعين فيه .

مقالات ذات صلة