ايها العابثون بالحق مهلاً

عمران نت/ 19 يونيو 2018م

بقلم / عفاف محمد
 
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق
هناك مشاهد مهينة لأصحابها تكررت في هذه الآونة، ممن هم باعوا ضمائرهم وبلدانهم للغزاة والمعتدين ،وارتدوا ثوب العمالة والأرتزاق ،اليوم يعيشون الأذلال ويتجرعون الحسرات ويتكبدوها بل ويرتشفون الأسى كؤؤس ،بعد ان ادركوا انهم وصلوا لطريق مسدود ،هم بعقليتهم السطحية لايرون غير هدف واحد هو أختفاء الحوثي !!
لايفكرون بمنطق الدين والإنسانية بمنطق الانتماء والهوية ،لم يعرفوا كنة هذا الحوثي الذي يحمل في داخله غيرة وعزة وكرامة وإباء ،اجل هو كذلك ولا مبالغة في هذا القول ،نحن لمسنا نخوتهم وعنفوانهم واروحهم المتشبعة إيمان ،العالم اليوم كله يحاربهم ويضعهم في خانة الإجرام لأنهم قالوا لامريكاء “لا “لا للتبعية لا للأنقياد لا للعبودية ،هذا واقع ملموس ولا يمكن انكاره ،يدافعون عن الوطن وعن الدين ،يبذلون في سبيل ذلك ارواحهم بسخاء وبطولة غير معهودة ،اخبرونا ماذا جنى كل من فتح ذراعيه للمعتدي ،او بمصطلج يناسبهم للحماة !!
ماذا يحدث اليوم في الجنوب هل نالوا الاستقلال والحرية ورغد العيش ؟!
ام هم اذلاء صاغرين للإمارتي المعتوه يتحكم بهم كيف مايشاء ؟!
يسجن ويطرد ويصفع ويغتصب ويمنع اهل الجنوب من دخول ارضهم ؟!
الشواهد كثير ولا انكار ،فبعد ان دخلوها بتودد مصطنع وبتعاطف إنساني، ودور اتقنوه في التمسكن حتى التمكن وانقلبت الآية وكشروا عن انيابهم !!
كذلك بالتدريج يحدث في سقطرى !!
اليوم في معركة الساحل الله وجنوده ينكلون بالأعداء واهل الساحل الغربي اصبحوا على قدر كبير من الوعي لما يحاك ضدهم ،عرفوا اليوم من عدوهم من مناصرهم من معهم ومن ضدهم ،الحوثيون لم يسقطوا من كوكب آخر انهم يمانيون أحرار ،نفتخر ببطولاتهم وبمواقفهم وبدفاعهم المستميت عن ارضهم وعرضهم ،الذرائع انكشفت كلها وتبين كيف ان الجبابرة تتعارض مصالحهم في اليمن مع تواجد الحوثي ،لذا تكالبوا وخلقوا الذرائع ،وحشدوا ،دونما فائدة ،المرتزقة اليوم يتجرعون الويلات ولا يقام لهم وزن ،
فهم لم يراعوا حرمات ارضهم ولا صانوها من العدى ولا استحوا هدم الفضيلة واستباح الحرمات ،لم يدكوا انهم يهدمون مجد ارضهم والكرامة بأرتزاقهم ،لكن هيهات ان يطالوا كل هذا في وجود رجال الرجال ،من علموهم دروس في المرجلة في جبهات العز والشرف ،من حملوا مشاعل الهداية ،هم ليوث يبلون بلاء حسن في الهيجاء ،
هم الأحرار براكين شعورهم تتفجر ،هم اهل العزم الذي لاينثني والبأس الذي لا يندثر ،هم من آلى على نفسه ان يحمي او ينتصر ،هم امة شاءت بأن تحيا فمن يرغمها ان تنتحر
اما من باع بلاده فقد أودوا به في شباكهم والقوا بهم في قعر هوة ،يتلقون الطعنات المتتالية منهم،هم من صاحت بهم نائبات الدهر ،وباتت عيونهم مثقلة بالألم ،الكل يحتقرهم ويسخر منهم ،حتى بعد ان يقتلون يُستخف بجثثهم ويجمعونهم كما البعير في ناقلة،ويقذفون بهم في حفرة كما تقذف النفايات ،فلاقيمة لهم في حياتهم ولا في مماتهم ،وصورهم تشهد على ذلك ،او يجرفوا جثثهم بجرافة ،فأي نهاية مزرية تلك واي استهتار يتعرضون له من اسيادهم ؟!
فلماذا لا يتعظ الآخرون تطلعوا لنهايتهم،وتفكروا ما الأكرم لكم وما الأشرف ،ان تموتوا في سبيل ارضاء اسيادكم ام ارضاء الله وتلبية الوطن ،هذه مفاهيم جلية ولا تحتاج للإيضاح او الشرح !لا عذر بعد اليوم إن ونيت منهم الخطى اوقصروا السعيا
فليكففوا دموعهم فليس في الحرب فرصة لبكاء ،اليوم بعثت امة تبني ليعرب قبة عليا ،فمهلاً يالعابثون بالحق…مهلا .

مقالات ذات صلة