التاريخ ومعركة الماء المنتصر

عمران نت/ 16 يونيو 2018م
بقلم/بلقيس علي السلطان
 
يخبرنا التاريخ على مر العصور والحقب أنه كلما زاد الظلم والطغيان واستشرى تكون معارك الماء هي الفاصلة والحاسمة.
ظل نوح يدعو قومه ليلا ونهارا فلم يزدهم ذلك إلا استكبارا ونفورا،فأمره الله ببناء الفلك، تقول الروايات والتفاسير أنه ظل يبنيها عشرون عاماً وكلما مر قومه عليه سخروا منه واستهزءوا من فعله؛ ووجبت معركة الماء الحاسمة جاء الماء من باطن الأرض ومن السماء ليطهر الأرض من المستكبرين.
 
وعندما زاد الظلم والاستكبار في بني إسرائيل دعو الله أن يجعل لهم ملكاً يقاتلون معه وينتصروا لظلمهم ،وبالفعل جعل الله لهم طالوت ملكا وعندما حان الحسم جاءت معركة الماء لأجل يختبر الله المنافقين والصادقين وابتلاهم الله بالنهر ليعرف من سيكون صابرا ومن سيتقهقر منهم وكان الحسم وقتل داوور جالوت وكان الحسم وانتصروا من المستكبرين.
 
وكذلك يروي لنا التاريخ قصة فرعون المستكبر وموسى عليه السلام كان فرعون مسرف في القتل والطغيان، وعندما جاء موسى عليه السلام ليقف ضده كان ضربا من المستحيل أن ينتصر فهو مجرد راعي لا يملك الجيوش والأساطيل ؛ لكنه نصر المستعضفين وذلك كاف بأن يجعله الله ندا قويا لفرعون وحول الله له العصا الخشبية التي لا نفع لها سوى أنها تهش الغنم إلى قوة يستند عليها وتكون حجة واضحة لاستكبار فرعون وعتوه .
 
لكن العصا لم تكن كافية لردع فرعون بل زاد عتوا ونفورا وقرر القضاء على موسى ومن آمن معه،وكانت معركة الماء الحاسمة.
كان البحر أمام موسى وقومه وفرعون من ورائه وظن الجميع إنهم هالكون.
كان بمقدور الله عز وجل أن يفلق البحر ويجعل لبني إسرائيل طريقا يبسا في البحر ؛لكنه جعل بني إسرائيل يدركون أنهم هالكون لا محالة ويعرفون مدى رحمة الله بإنقاذهم في اللحظات الأخيرة ،وبالفعل نجاموسى عليه السلام وقومه وغرق المستكبرين .
 
لم تنته معارك الماء ولم ينته المستكبرين والمتجبرين؛ بل كما أن الماء مازال يجري في الأرض كان المستكبرين كذلك .
مايحدث في اليمن ليست قصص من الخيال أو مجرد رواية تروى ؛ بل هو واقع حقيقي وأسطوري ، فيها مستكبرين يذبحون الأطفال ويستحيون النساء ، وفيها البغاة والطغاة ، وفيها كذلك المستضعفين والصامدين والفدائيين .
 
من ينظر إلى واقع العدوان على اليمن ومدى تجهيزات العدوان لحسم معركتهم فيها يجزم كل الجزم أن العركة ستحسم لصالح العدوان فأساطيلهم وعتادهم يحكي ذلك ؛ لكن كان ينفصهم ماكان ينقص جالوت وفرعون ،كان ينقصهم تأييد الله وعونه ، فههيهات لله أن يكون ناصرا للظالمين الطغاة المستكبرين .
لذلك وجبت معركة الماء الحاسمة معركة التأييد والنصر الألاهي على مر العصور لعبادة المؤمنيين الذي لايريدون علوا في الأرض ولا ليس لهم مغرم سوى أن تسود عزتهم وكرامهتم دون وصاية من أحد وأن يسود العدل والمساواة تحت ظلال الدين القويم ، وماكان الله مضيع أجر العاملين وهو خير ناصر وخير معين والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة