يومٌ مشهود!

عمران نت / 9 يونيو 2018م

بقلم / مصباح الهمداني
خرجَ بالأمس ناطق الصهاينة أفيخاي أدرعي وأفتى بأن خروج المظاهرات في يوم القدس حرام، واستدل بأقوال ابن تيمية وابن عبد الوهاب..ولم أستغرب كلامه، إلاَّ أنني تفاجأت بتشابه خطابه مع خُطب بعض خطباء المسلمين العملاء، وتذكرت قول الحق سبحانه:
(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا، حسدًا من عند أنفسهم، من بعد ما تبين لهم الحق)…

وما إن أصبح الصباح حتى تناقلتْ كل العواصم العبرية فتوى أفيخاي، وبالفِعل حضرتِ خُطبة الجمعة، وحضرَ فيها كل شيء إلا القُدس، ولم تخرُج مظاهرة صغيرةً أو كبيرة في ثانِ القبلتين لتتضامن ولو حياءً مع أولى القبلتين، ولم يرتفع صوتٌ للقدسِ في دويلات الخليج…

فيممتُ وجهي نحو صنعاء، ورأيتُ الملايين، وظننتها كل اليمن..
وبعدَ لحظات تأملتُ حشود صعدة فرأيتُ الملايين أيضًا..
وبعد ساعة تابعتُ مسيرة الحديدة فشاهدتُ الملايين التي أذهلتني…

البطونُ في نهار رمضان خاوية، والصَّيفُ في أشد درجات حرارته، والبلادُ في حربٍ ضروس، والعبادُ في حصار شديد، والطائراتُ الأمريكية والصهيونية والسعودية والإماراتية؛ تقصفُ وتُحلِّقْ وتُعربد على مدار الساعة…

ثلاثُ محافظات يمنية؛ تخرجُ عن بكرة أبيها، برجالها وأطفالها ونسائها..أيُّ وعي وصلت إليه الأمة اليمنية، وأيُّ صدقٍ وصلت إليه الأنفسُ اليمانية، وأيُّ صبرٍ بلغه أبناء البأسِ والقوة والحكمة الإيمانية…

رفرفت الأعلام الفلسطينية واليمنية فوق الرؤوس، وارتفعت شعارات التلبية للقدس، وتزاحمت كلمات الأحرار للولاء والتوعية، واشرأبت الأعناق بالفخر، وهي تشارك الأقصى بواجب الحضور، وشرف الاصطفاف والمشاركة…

خرج الملايين استجابةً لدعوة القائد، وتلبيةً لنداء الإمام المجاهد، ووفاءً وولاءً لمسرى الرسول محمد..خرجت الملايين في اليمن لتقولَ للعالم:
نحنُ وحدنا نواجِه صهاينة اليهود والعرَب!
وتقول للفسلطينيين:
لستم وحدكم، فنحنُ معكم، وفي صفكم، ولا يفصلنا عنكم إلا صهاينة العرب..نحنُ معكم بخيلنا ورجلنا..نحنُ معكم حتى تحرير فلسطين، ونصلي سويًا في القدس!

في يوم القدس العالمي؛
نامَ العُملاء!
وخرجَ الفُضلاء؛ في بلادٍ عربية وإسلامية حُرة(كإيران ولبنان والعراق وسوريا والبحرين وباكستان وأندونسيا وتركيا…إلخ)…

لكنَّ اليمن بخروجه المليوني المُشرف في ثلاث محافظات تحتَ القصفِ والحصار والحرب لأربع سنوات هو خروجٌ أقربُ إلى المعجزات…
فسلامُ الله على القُدس، وعلى قادة الجهاد في فلسطين، وعلى الإمام الخميني وعلى قائد الثورة السيد عبد الملك، وعلى سيد المقاومة نصر الله، وعلى شعبنا اليمني الحر الطاهر الأبي!

 

مقالات ذات صلة