القانون الإلهي في العقوبات والجزاء يتصل بحكمة الله وعدله وعزته , و الانتماء للإسلام ليس بطاقة ترخيص للمجرمين وأتباع الهوى..!!

عمران نت/ 20 مايو 2018م

بقلم / الباهوت الخضر

الكمال والجلال المطلق والصراط المستقيم الذي يستقيم بالإنسان ويرتقي به ليكون كما اراد الله زكيا طاهر كريما حر وعزيزا ظاهرا وباطنا جسدا وروحا , يعيش الحياة التي تتناسب ومع تكليفه السماوي هكذا جاء الاسلام منزها وقدسيا من القدوس العظيم امر لا يختلف فيه أثنان الا حاقد او معاند وكلاهما لا يفقهون .

وفي حقيقية الامر فان الإسلام بصرحه العظيم وبنيانه العليٌ وقيمه الطاهرة ,بعيدا الادراك والفهم لمن لا يعرف طرق الاهتداء به ولا يمتلك المؤهلات الراقية التي تمكنه من الاستفادة من قيمه ومثله العظيمة ولهذا جاء الواقع الذي نعيشه اليوم مختلفا فيه بغيا بين جاهلاً ظالما لنفسه رأى فيه خطوطا معينه فكتفا بشكليات لا تثمر وبين مستكبرا غبي لم يرى منه سوى موضع المزاج والهوى, وهكذا جاء الوقع المنحط والمظلم للأمة , منقسما بين متشددا بالجهل يقدم الاسلام بصورة بشعة ومغايرة كالقوى التكفيرية او بين متفسخ منحل يبحث عن عن ذاته في مكبات الثقافات الخارجية .

لهذا كان القانون الالهي يقضي بان يكون هناك معرفا قدير يدل على ذلك الصراط القويم ويكون شاهدا على مصداقية الحق واثره هاديا يتجلى فيه التسبيح لله في الحال والمقال وهكذا كان الأنبياء ومن بعدهم الأوصياء اعلام تجسد جاذبية الدين وعزته وانوااار بصيرة تجليا ظلمات الحياة .

هاديا بعثه الله الينا معشر البشر بشريا له رغباته وخصائصه مثلنا ,يقطع حجج التفريط والتنصل والتهرب بوجوده العملي بيننا, رحمة بما يحمله من حب ولطف وعطف بنا وبشؤوننا يعمل على ان يرتقي بنا في سلم الكمال , لا يألو جهدا في ارشادنا الى وسائل التهذيب والتزكية والطهر حتى نصير بمستوى ان نكون أهلا للتعلم ,للإدراك ,للفهم كنه هذا الدين وقيمه الراقية وحكمه الا متناهية , حتى نصير بمستوى القيام بالتكليف والمسؤولية الالهية العظيمة في اقائمة العدل وفرض ميزانه القويم ليحل السلام في ربوع هذا العالم الفسيح

وبشكل يقيني أذا فهمت كانسان ما هي الغاية الاساسية من خلقك..؟؟ وما هو هدفك في هذه الحياة ..؟؟ وما هو دورك فيها..؟؟
اذا فهمت ذلك فانك لن تكون مُفرغ تعصف بك الحياة يمينا وشمالا ,متخبطا , متهربا من واقعك ,مغالطا ذاته في انغماسه في ملذات الهوى ..!
اذا اقبلت الى الله وعدت الى كتابه لتعرفه بشكل صحيح , لتعرف إلهك الكامل القدوس الحكيم .. ستجد هناك ذاتك, ستجد هدفك ,, وستجد دورك , وستعرف انك لست متروكا لهوى النفس ولا مضيعا ,عابثا ضالا ..لا ستدرك ان لك دورا في هذه الحياة , ان عليك القيام بمسؤولية الهية عظيمة في هذه الارض في اقامة العدل وفي ازهاق الباطل والظلم .

ستدرك انك محاسبا في واقع تقصيرك محاسبا على تفريطك ان تنصلت أو تخليت أو فرطت و تخاذلت في عاجل الدنيا قبل اجل الاخرة ..؟ومثابا على القيام بتكليفك واداء مسؤوليتك العظيمة في عاجل الحياة وأخرها .

الانتماء للإسلام ليس بطاقة ترخيص للمجرمين وأتباع الهوى، ليمنوا أنفسهم أنهم بهذا الانتماء سيدخلون الجنة دون حساب..!!
أنت تتلفظ بإنه لا اله الا الله و أن محمد رسول الله ,, تؤمن بذلك ولهذا فإن تلفظك بهذه العبارات سيشكل لك وقاية فلتكذب , ولتقتل , ولتزني , ولتسكر و…الخ

فمجرد ان تمتلك بطاقة مكتوبا عليها أنك مسلم فسوف تنجو من العذاب , وتنجو من العقاب الإلهي اما ذلك الكافر , فلانه لم يتلفظ بمثل ما تتلفظ به_ وأن كان هو مؤمن ايضا فالله يقول مخبراً عن حال الكفار (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (61) و لا يمتلك تلك البطاقة المكتوب عليها انه “مسلم” او انه لم يولد مثلك في مكان اسلامي فان جزاءاه العذاب في الدنيا و النار في الاخرة ..!!

لا.. فالقانون الإلهي في العقوبات والجزاء يتصل بحكمة الله وعدله وعزته فلا يمكن ان يعاقب ويثيب للتسمي او التوصف فقط..!! , ولا يمكن للإنسان أن يعمل السوء ويظن أنه بحكم انتمائه للإسلام سينجو من الجزاء والحساب , المنجاة والسلام من العذاب الإلهي هي في الإيمان والعمل الصالح والحذر من المعاصي, هذا ما ذكرنا به السيد القائد (حفظه الله) _من خلال محاضرته الرمضانية اليوم _ وما علمنا به من كتاب الله العظيم ليشدد علينا ايضا انه يتوجب علينا ونحن نسلك هذا الطريق ان نعي جيداً
انه على الإنسان أن يرسخ في نفسه مبدأ الجزاء على الأعمال في الدنيا والآخرة ليستطيع ان ينجو بنفسه من العذاب المخزي في الدنيا والاليم في الاخرة قال تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) صدق الله العظيم
___

مقالات ذات صلة