ضحيان والأزرقين !

عمران نت/ 11 مايو 2018م

بقلم / مصباح الهمداني

بالتأكيد أنكم شاهدتم آخر مجزتين للطيران العدوان؛ وهما مجزرة ضحيان والتي رحلت فيها إلى ربها الأم مع أربعة من أطفالها الصغار، ومجزرة الأزرقين في صنعاء؛ والتي صعد فيها ستة شهداء، وأصيب ستة جرحى بجراحٍ بليغة…

وما قبل هاتين الجريمتين؛ هناك آلاف الجرائم؛ تدمي القلب، وتوجع الفؤاد، وفيما أخط هذه الكلمات؛ لربما ارتكب الطيران جريمةً جديدة…

وصحيح أن هذه الجرائم لا تحدُث بهذه الوحشية والقذارة والحقارة؛ إلا حينما يكون رجالنا الأبطال في الجبهات قد نكلوا بالغزاة ونعالهم أشد تنكيل، أو أن القوة الصاروخية قد أصابت أهدافها بدقة…
ولكن هذا التبرير لا يكفي ولا يُقنِعْ أبدًا.. بل يجبُ علينا بعدَ أن تقوم الأجهزة الأمنية والقانونية والحقوقية بإجراءاتها وتوثيقها لكل جريمة توثيقًا محكمًا ومستكملاً؛ أن نقفَ وقفة فاحصة وندرس كل جريمة دراسة متقنة ومتأنية…

وقد يختصرُ البعض الكثير من التفكير وهو يقلِّبُ ناظريه في الجرائم المنكرة، والأشلاء المبعثرة، والأجساد المقطعة، والدماء النازفة ويقول”لا يفعل هذا الفعل إلا صهيوني كافر ملعون، ومستحيل يكون الطيار أو من يوجهه بمسلم” وهذا الكلام في معناه صحيح، لكنه في الحقيقة يعتريه بعض النقص…

بالتأكيد هناك طيارين صهاينة وأمريكيين مشاركين في القصف، لكن الغالبية العظمى هم من العملاء من السعودية والإمارات، وحين نسأل أنفسنا؛ كيف يقوم هؤلاء الطيارون المسلمون بقصف أبرياء في منزل أو في عرس أو في سيارة أو فوق بئر أو في مزرعة بطريقة وحشية لم تفعلها إسرائيل الصهيونية نفسها…

إن الحقيقة المؤلمة، والموجودة في كثير من المقاطع المصورة؛ أن هؤلاء الطيارين ومن وراءهم يلقنونهم بأنَّ اليمنيين “مجوس”.. والمؤسفُ أن البعض لا يدري بأنه لم يعُدْ هناكَ مجوس فوق الأرض كلها، فالمجوسية وهي عبادة النار؛ انتهت كما انتهت عبادة الأصنام في مكة! وللتوضيح أكثر فالمجوسية لم تكُن في اليمن إطلاقًا؛ لا قبل الإسلام ولا بعده!

لكنَّ البذرة الوهابية النجسة تغسل عقول هؤلاء الطيارين وكثير من المرتزقة بأن اليمن “مجوس” وحين يحلق الطيار فوق الحديدة أو تعز أو صعدة أو ذمار أو إب أو حجة…الخ
يعتبر كل من يقفُ مع الجيش واللجان هم “مجوس” ولا يهُم أن يكونوا “زيدية أو شافعية” أو أي مذهبٍ آخر..فماداموا في المحافظات التي لم تخضع لسجونهم السرية، واغتصاباتهم العلنية، واحتلالهم الواضح، واستعبادهم الفاضح؛ فهي “مجوسية”!

وهُنا لابد لنا من وقفة جادة؛ على المستوى الشخصي، والمستوى الإداري، والمستوى الوزاري، والدولة بشكلٍ عام..

فأنتَ أخي الكريم؛ يا من أصلك”زيدي” أو”شافعي” وأنت ترى هذه الجرائم، وتلك الفتاوي الوهابية؛ التي تستبيح دماء أطفال ونساء اليمن؛ وجبَ عليك أن تتخلى بل وتتبرأ من هذا المذهب الدموي الإجرامي العميل للصهيوني والأمريكي؛ بشكل واضح وعلني…

ربما أنك تظن أنك تتبع “السنة” حين تتبعهم، وهذا خطأ كبير، فليسوا بسنةٍ أصلاً، وإنما هم بذرة بريطانية في الأصل…
وعليه فليس لك بعد الدماء البريئة من عذر، وأنتَ بمتابعتك لهم تُقوي شوكتهم، وتشاركهم في فتاويهم التي يستحلون بها الدماء الطاهرة…

وأما المسئولين من مدير عام فما فوق؛ ومدراء الأقسام، وعقال الحارت؛ فمن وجدتموه حريص على المذهب “الوهابي” ولم يَعُد لأصله”الزيدي أو الشافعي” بعد كل هذه الجرائم؛ فضعوا حوله “ألف علامة استفهام” !؟!
ويعلمَ الله أنَّ تغيير مثل هؤلاء المسئولين واجب وطني وديني؛ وإنَّ بقاءهم تقصيرٌ كبير، بل لا أبالغ إن قلت أنَّ بقاءهم؛ خيانة للشهداء الصاعدين عند كل قصف!

إن في كل جريمةٍ حدثت؛ سواءً في الداخِلِ من قبل النعال، أو من الجوِّ بالطائرات من قبل العملاء؛ وقودها قنبلةٌ وفتوى…
ومواجهة ذلك يبدأ بتطهير المؤسسات والوزارات ممن يحملون هذا الوسخ المطلي بزُخرف القول، وتملِّق الكلام!

 

مقالات ذات صلة