التورط الأمريكي المباشر في الحرب على اليمن .. الأسباب ، والنتائج

عمران نت/ 09 مايو 2018م

مروان حليصي

الدعم الامريكي في الحرب على اليمن من خلال صفقات التسليح المقدمة للسعودية والدعم اللوجستي والإستخباراتي الذي تقدمة الولايات المتحدة لتحالف العدوان عمومآ ، هو من الثوابت التي حافظت عليها إدارة الرئيس ترمب طيلة الاعوام الثالثة الماضية من العدوان ، إلا ان الأمر المفاجئ إعتراف الولايات المتحدة على لسان المتحدثة بأسم وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» رسميآ عن مشاركة قواتها في الحرب على اليمن “لتوفير الدعم لحماية الحدود السعودية” ، الى جانب قوات التحالف، والاكثر منه طبيعة المشاركة نفسها لهذه القوات التي يعتبر وجودها نتيجة فعلية لإستنفاذ خبرات دول التحالف وبرمتها ، وامكاناتها العسكرية والتكنولوجية الحديثة في القيام ببعض المهام التي افشل انجازها الاستراتيجية العسكرية الحديثة التي يتبعها الجيش اليمني في عملياته العسكرية وتحركاته في مواجهة التحالف ، والتكتيكات العسكرية التي يستخدمها المقاتل اليمني في الحدود عموما ، ومن ابرز تلك المهام وقف الضربات الصاروخية الباليستية للجيش واللجان الشعبية على المملكة عبر تدمير مخازن ومخابئ تلك الصواريخ ومواقع إطلاقها ، وهي من ضمن مهام القوات الامريكية كما جاء في تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية «تدمير مخابئ الصواريخ التي يمتلكها المتمرّدون الحوثيون والمواقع التي يستخدمها هؤلاء لمهاجمة الرياض ومدن سعودية أخرى» ، وحسب تقديري ان مشاركة قوات امريكية في القتال الى جانب قوات التحالف يعود إضافة لما سبق لعدة اسباب، خصوصآ في ظل الدخول الامريكي المباشر في معركة الساحل الغربي، وأهمها ثلاثة أسباب رئيسية :-

الأول: أن امريكا وليست السعودية وحدها من باتت تشعر بخطورة الموقف على الحدود السعودية اليمنية في ظل عجز الجيش السعودي وبكل عتادة عن منع المقاتل اليمني من التوغل في الاراضي السعودية ودك المواقع والمعسكرات السعودية واستهداف جنودها ، الذين باتو يقتلون بنيران الجيش واللجان بشكل شبه يومي ، وان التدخل الامريكي البشري هو لمنع ذلك الإختراق الكبير من قبل المقاتل اليمني ، وإستهداف كل المقومات التي تساعده في عملياته العسكرية من مواقع عسكرية ومخازن ومواقع تطلق منها القذائف الصاروخية ، كي لا يصل إختراقه الى حد اقتحام المدن السعودية الهامة والسيطرة عليها على حدود المملكة الجنوبية واستغلال ذلك من قبل حكومة صنعاء ك اوراق ضغط في المفاوضات القادمة ، وذلك في ظل تحشيد التحالف لمعركة الحديدة القادمة التي تحتل أولوية لدى الامريكان ، وبالتالي لا يراد لتقدمات الجيش واللجان الشعبية في الحدود السعودية ان تفشل الآمال المعقودة على تلك التحشيدات في الساحل الغربي ، واستخدمها كا اوراق ضغط من قبل صنعاء.

والسبب الثاني : وهو ان القوة الصاروخية اليمنية اثبتت فاعليتها وباتت تشكل هاجسآ للسعودية عقب وصولها الى عاصمتها الرياض مرات عدة ، مستهدفة مطاراتها وقصر ملكها ، علاوة على استهدافها للعديد من المنشأت العسكرية والحيوية والإقتصادية في جدة وجيزان وعسير وغيرها من المدن ، وما خلفته من اضرارآ جمة على كافة المستويات، بينما القوة الصاروخية اليمنية لم تستنفذ كل مخزونها الصاروخي ، ومازال في جعبتها الكثير من المفاجأت التي تتوعد بها السعودية والإمارات العديد من قيادة الدولة ، وما مشاركة قوات امريكية في الدفاع عن الاراضي السعودية والقتال الى جانب قوات التحالف إلا اخر الأوراق التي تعقد عليها المملكة الآمل لتعمل حدآ لكل ما طاولها من اضرار نتيجة الباليستيات اليمنية ، والتي عليها استخدامها كبرهان اخير تقتنع به ، على إستحالة وقف الصواريخ اليمنية عن بلوغ اهدافها داخل الأراضي السعودية ، قبل ان تتخلى عن عنادها وتنزل من على الشجرة الى الارض للتبحث عن حلول سياسية وسلمية لملف عدوانها على اليمن.

السبب الثالث وهو أن القدرات الصاروخية الباليستية للجيش واللجان الشعبية اصبحت مصدر قلق للإدارة الأمريكية التي ترى فيها عاملآ رئيسيآ في كسر هيمنتها المعتادة على المنطقة ، باعتبارها عززت من الصمود اليمني ، ومكنت اليمنيين من خلق معادلة ردع لا يمكن تجاوزها ، إضافة الى كونها تشكل خطرآ على الإقتصاد الامريكي ومصدر إزعاج كبير لصناع القرار في العاصمة واشنطن لأنها فضحت عجز منظومات الدفاع الصاروخي الامريكية “باتريوت” الأمريكية التي تستخدم السعودية عدد منها لحماية اراضيها، في إعتراض الصواريخ اليمنية المصنعة والمحدثة يمنيآ ، وهي التي تعد جوهرة المنظومات الصاروخية عالميآ وتجني من وراء بيعها الشركات الامريكية لدول الخليج مليارات الدولارات ومن بقية الدول التي ستتجه بدلآ عنها للبحث عن منظومات اخرى لشراءها ، وان محاولة تدمير مخابئ تلك الصواريخ الباليستية ومواقع إطلاقها في المناطق الحدودية من قبل قواتها سيبطئ مفعولها وسيجعل من السهل إعتراضها وعدم وصولها الى اهدافها داخل الأراضية السعودية في حال إطلقت من اماكن بعيدة عن الحدود، وهو ما سيحفظ ماء الوجهه لمنظومات “الباتريوت” ، وسيمنع تدهور سمعتها و فضح أداءها المبالغ فيه ، وهي مجرد محاولات يائسة لن يكون نفعها سوى للأمريكان من خلال حلبهم الخزينة السعودية مزيدآ من الآموال ثمنآ لتلك المشاركة ، وذلك ما تأكد للجميع من خلال إطلاق القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية يوم السبت الفائت لدفعة من صواريخ »بدر1« الباليستية قصيرة المدى على عدة اهداف اقتصادية في نجران ، وذلك بعد اقل من 72 ساعة على إفصاح البنتاجون عن مشاركة قواتها في العدوان على اليمن .
التورط الأمريكي المباشر في الحرب على اليمن..الأسباب ، والنتائج

مروان حليصي

الدعم الامريكي في الحرب على اليمن من خلال صفقات التسليح المقدمة للسعودية والدعم اللوجستي والإستخباراتي الذي تقدمة الولايات المتحدة لتحالف العدوان عمومآ ، هو من الثوابت التي حافظت عليها إدارة الرئيس ترمب طيلة الاعوام الثالثة الماضية من العدوان ، إلا ان الأمر المفاجئ إعتراف الولايات المتحدة على لسان المتحدثة بأسم وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» رسميآ عن مشاركة قواتها في الحرب على اليمن “لتوفير الدعم لحماية الحدود السعودية” ، الى جانب قوات التحالف، والاكثر منه طبيعة المشاركة نفسها لهذه القوات التي يعتبر وجودها نتيجة فعلية لإستنفاذ خبرات دول التحالف وبرمتها ، وامكاناتها العسكرية والتكنولوجية الحديثة في القيام ببعض المهام التي افشل انجازها الاستراتيجية العسكرية الحديثة التي يتبعها الجيش اليمني في عملياته العسكرية وتحركاته في مواجهة التحالف ، والتكتيكات العسكرية التي يستخدمها المقاتل اليمني في الحدود عموما ، ومن ابرز تلك المهام وقف الضربات الصاروخية الباليستية للجيش واللجان الشعبية على المملكة عبر تدمير مخازن ومخابئ تلك الصواريخ ومواقع إطلاقها ، وهي من ضمن مهام القوات الامريكية كما جاء في تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية «تدمير مخابئ الصواريخ التي يمتلكها المتمرّدون الحوثيون والمواقع التي يستخدمها هؤلاء لمهاجمة الرياض ومدن سعودية أخرى» ، وحسب تقديري ان مشاركة قوات امريكية في القتال الى جانب قوات التحالف يعود إضافة لما سبق لعدة اسباب، خصوصآ في ظل الدخول الامريكي المباشر في معركة الساحل الغربي، وأهمها ثلاثة أسباب رئيسية :-

الأول: أن امريكا وليست السعودية وحدها من باتت تشعر بخطورة الموقف على الحدود السعودية اليمنية في ظل عجز الجيش السعودي وبكل عتادة عن منع المقاتل اليمني من التوغل في الاراضي السعودية ودك المواقع والمعسكرات السعودية واستهداف جنودها ، الذين باتو يقتلون بنيران الجيش واللجان بشكل شبه يومي ، وان التدخل الامريكي البشري هو لمنع ذلك الإختراق الكبير من قبل المقاتل اليمني ، وإستهداف كل المقومات التي تساعده في عملياته العسكرية من مواقع عسكرية ومخازن ومواقع تطلق منها القذائف الصاروخية ، كي لا يصل إختراقه الى حد اقتحام المدن السعودية الهامة والسيطرة عليها على حدود المملكة الجنوبية واستغلال ذلك من قبل حكومة صنعاء ك اوراق ضغط في المفاوضات القادمة ، وذلك في ظل تحشيد التحالف لمعركة الحديدة القادمة التي تحتل أولوية لدى الامريكان ، وبالتالي لا يراد لتقدمات الجيش واللجان الشعبية في الحدود السعودية ان تفشل الآمال المعقودة على تلك التحشيدات في الساحل الغربي ، واستخدمها كا اوراق ضغط من قبل صنعاء.

والسبب الثاني : وهو ان القوة الصاروخية اليمنية اثبتت فاعليتها وباتت تشكل هاجسآ للسعودية عقب وصولها الى عاصمتها الرياض مرات عدة ، مستهدفة مطاراتها وقصر ملكها ، علاوة على استهدافها للعديد من المنشأت العسكرية والحيوية والإقتصادية في جدة وجيزان وعسير وغيرها من المدن ، وما خلفته من اضرارآ جمة على كافة المستويات، بينما القوة الصاروخية اليمنية لم تستنفذ كل مخزونها الصاروخي ، ومازال في جعبتها الكثير من المفاجأت التي تتوعد بها السعودية والإمارات العديد من قيادة الدولة ، وما مشاركة قوات امريكية في الدفاع عن الاراضي السعودية والقتال الى جانب قوات التحالف إلا اخر الأوراق التي تعقد عليها المملكة الآمل لتعمل حدآ لكل ما طاولها من اضرار نتيجة الباليستيات اليمنية ، والتي عليها استخدامها كبرهان اخير تقتنع به ، على إستحالة وقف الصواريخ اليمنية عن بلوغ اهدافها داخل الأراضي السعودية ، قبل ان تتخلى عن عنادها وتنزل من على الشجرة الى الارض للتبحث عن حلول سياسية وسلمية لملف عدوانها على اليمن.

السبب الثالث وهو أن القدرات الصاروخية الباليستية للجيش واللجان الشعبية اصبحت مصدر قلق للإدارة الأمريكية التي ترى فيها عاملآ رئيسيآ في كسر هيمنتها المعتادة على المنطقة ، باعتبارها عززت من الصمود اليمني ، ومكنت اليمنيين من خلق معادلة ردع لا يمكن تجاوزها ، إضافة الى كونها تشكل خطرآ على الإقتصاد الامريكي ومصدر إزعاج كبير لصناع القرار في العاصمة واشنطن لأنها فضحت عجز منظومات الدفاع الصاروخي الامريكية “باتريوت” الأمريكية التي تستخدم السعودية عدد منها لحماية اراضيها، في إعتراض الصواريخ اليمنية المصنعة والمحدثة يمنيآ ، وهي التي تعد جوهرة المنظومات الصاروخية عالميآ وتجني من وراء بيعها الشركات الامريكية لدول الخليج مليارات الدولارات ومن بقية الدول التي ستتجه بدلآ عنها للبحث عن منظومات اخرى لشراءها ، وان محاولة تدمير مخابئ تلك الصواريخ الباليستية ومواقع إطلاقها في المناطق الحدودية من قبل قواتها سيبطئ مفعولها وسيجعل من السهل إعتراضها وعدم وصولها الى اهدافها داخل الأراضية السعودية في حال إطلقت من اماكن بعيدة عن الحدود، وهو ما سيحفظ ماء الوجهه لمنظومات “الباتريوت” ، وسيمنع تدهور سمعتها و فضح أداءها المبالغ فيه ، وهي مجرد محاولات يائسة لن يكون نفعها سوى للأمريكان من خلال حلبهم الخزينة السعودية مزيدآ من الآموال ثمنآ لتلك المشاركة ، وذلك ما تأكد للجميع من خلال إطلاق القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية يوم السبت الفائت لدفعة من صواريخ »بدر1« الباليستية قصيرة المدى على عدة اهداف اقتصادية في نجران ، وذلك بعد اقل من 72 ساعة على إفصاح البنتاجون عن مشاركة قواتها في العدوان على اليمن .

مقالات ذات صلة