وما زال الحسين هنا

عمران نت/ 12 إبريل 2018م

بقلم / هناء الوزير

في الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي
نجدد عهدنا بأن نكون أوفياء لدمك الطاهر ومسيرة الحق التي خطيتها بنهج الثقافة القرآنية ..
سيدي الشهيد القائد لم تكن بدعا من الخلق لكنك كنت وليا من أولياء الله ،هيأ الله على يديك حياة أمة فبعثت فيها روح الصمود والثبات وكنت بحق باعث الجيل الجديد من ركام الغفلة والخنوع للظلمة .
وكنت قائد المواجهة في وجه الاستكبار العالمي يوم أطلقت صرخة الحق واسقطت قناع الشر فهرع الظالمون لمحاصرتك وقتلك ظنا منهم أن سيقتلوا منهجك ومسيرتك فمكروا ومكر الله والله خير الماكرين .فما زاد نهجك إلا شيوعا وانتشارا وسؤددا وما زادت غاراتهم إلا فشلا وخذلانا ..فازداد حنقهم واشتد غيظهم
فجاءوا لاستهداف ضريحك ومقامك
ومابين هذه وتلك قصص لاتنتهي

*مابين استهداف الجسد والمقام *
سيدي الشهيد القائد حسين بن بدر الدين .
يامن أرعبت قلوبهم ، وفضحت مكرهم على رؤوس الاشهاد بالقرآن ،وكشفت زيف ادعائهم بأنهم دعاة السلام.. بالقرآن.
وكشفت أذنابهم وعملاءهم.. بالقرآن.
يامن نذرت نفسك للحقيقة ،وقول الحق فكان استهدافك هو استهداف للحق،وللقرآن ، وللقيم التي أحييتها وللحرية التي ناديت بها بهدف اسكات صوت الحق واطفاء نور الله.
سيدي مابين حياتك وارتقاءك شهيدا تاريخ من العطاء والعزة.
كان قتلك بحد ذاته جريمة فاضحة فكيف بهم أخفوا جثمانك دهرا..
مابين استهداف جسدك الطاهر واستهداف مقامك الشريف تاريخ من المتناقضات ؛
بالنسبة لنا كانت سنوات من العمل والبناء وانتشار المسيرة حتى وصلت إلى كل بيت ؛فقد ظنوا أنهم قد قتلوك وانتهى الامر..ومكروا مكرا ومكر الله مكرا والله خير الماكرين. ماعرفوا أنك قد سكنت القلوب ، فهذا ما عجزوا عن معرفته ساورهم شك في ذلك ،ولذلك شنوا بعدك خمسة حروب عبثية ظالمة ، علهم يفلحوا في انتزاعك من بين تلك القلوب التي حللت فيها علهم يمحوا ذكرك وأثرك .. ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
أما هم فقد كانت سنوات من الويل والفشل الذريع ،فبالرغم من أنهم اعتقلوا جثتك خوفا منك ، وظنوا أنهم قد تخلصوا منك بقيت تلاحقهم ، وتؤرق منامهم .
نعم حلت روحك في كل مكان وبقيت حاضرة لتعلن أن الباطل مهزوم في ظل وجود المؤمنين الذين عشقوا العزة والكرامة.
وسيظل استهداف الشهيد القائد نقطة سوداء في جبين الظالمين الذين يستهدفون أولياء الله في كل زمان ولكنها مشيئة الله.
رحلت عن الدنيا ،وسافرت دروسك إلى قلوب العامة ، وحلت في جنبات أرواحهم ،وهذا ما انطلق به شبابنا..
وما يوم تشييعك المهيب إلا آية لانتصار الحق ولو بعد حين ،فتلك الأفواج المهيبة التي توافدت من كل المحافظات إلا دليل نصر من الله ،ودليل وفاء وعرفان بحميل ما أحييت به الأمة وسكنت في ضميرها ووجدانها
وجاء يوم التشييع ليكون محطة فارقة ، وفاتحة عهد جديد للمسيرة حين تجمعت كل تلك الجموع المؤمنة..
أبى الله أن تكون فردا عاديا يدفنك يوم استشهادك نفر من خاصة محبيك..
أبى الله إلا أن يجتمع ذلك الطوفان البشري المفعم بزخم مسيرة الحق القرآنية..
لترى الامة ،ويرى العالم بأسره كيف استمر نهج حياتك متجسداً في نهضة وحياة الامة.
هكذا أراد الله أن تجتمع الأمة لتحيي ذكراك في الضمائر. والوجدان ، وتفوحُ الارضُ بعبق عطاءك ، وعظيم ماقدمته للأمة. ولذا كانت فضيحة ضرب المقام في السادس من يوليو 2015 حيث ترصد حثالة العالم بمقامك الطاهر ووجهوا ضرباتهم نحو ضريحك الشامخ واحكموا الحصار..
فأي نصر حققوا ، وأي فشل وهزيمة صنعوا..
ترى ماذا حل بالمقام ، وما الذي أرعبهم ، وما الذي رأوه هناك .
أي حقد اكتظت به قلوبهم تجاه المستضعفين الذين أبوا إلا العزة ، ورفضوا الخنوع والهوان .
فتعرّى الباطل ، وتكشف الزيف والضلال فكانت فضيحة استهداف المقام آية أخرى على فشلهم المتجدز كل يوم والذي أتقنوه كما لم يتقنوا شيئا غيره .
مابين استهداف الجسد والمقام سنوات وتاريخ من الحياة المشرقة في نفوس وضمائر أهل الحق.. الذين استناروا بما أضاءه حسين البدر في نهجه الطاهر.
مابين منزله ومقامه مجد عظيم ، وعز شامخ لايقبل الاستسلام ولا يرضى الذل والهوان
فماقيمة أن يقصف مقاما طاهرا على قمة جبل إلا ليكشف فداحة غباء المعتدي الغاشم.
ولكن يبقى هنا نصر وأمل.. رغم الدمار. وتبقى روح الحسين مرفرفة تفوح منها تراتيل وفاتحة نصر مبين ويأبى الله إلا أن يتم نوره ..
فمن بين الركام كان عبق العزة فواحا..
بين حياته الاولى والأخرى خطوات من الثبات رسمت معالم النصر والايمان .
فما الذي ارعبهم من مقام الشهيد القائد ؟!
فتشنا بين ركام الخراب علنا نجد شيئا اخطأه العدو ،ولم يجده..
فوجدنا الحسين وقد حلّ في روح كل فرد هناوهناك رايناه وقد سكن قلوب المؤمنين ونفث فيهم من روحه.
فأي سر أودعه الله فيك!!
وأي سر أودعته في قلوب المؤمنين!
حاصرك الأعداء بأسلحتهم
فحاصرتهم بفكرك وروحك
وإيمانك وثباتك. فجاءوا ليقتلوك مرة أخرى فتناثر الركام يمنة ويسرة وتناثرت روحك من جديد لتعلن استمرار حياتك من جديد في عزم وثبات المؤمنين .
وكانت روحك التي تناثرت أقوى وأعظم من صواريخهم الغاشمة.
مابين استهداف الجسد والمقام تاريخ لايقبل الإنكسار ولا الهزيمة ، ولعلّ أياما قادمة تحمل ما لانطيق تخيله من بركات فيض الله.
ولم ولن يغادر الحسين أرواحنا ، فأنى اتجهت تجد حسينيون أبطال جباههم مرفوعة ، وراياتهم خفاقة.. ولسان حالهم يقول:
على خطاك ياحسين نجدد العهد ونخطه بدمائنا وأرواحنا.
ومازال الحسين هنا
ولله عاقبة الامور.
.

مقالات ذات صلة