واقع ومشروع

عمران نت/ 11 إبريل 2018م

بقلم / سعاد الشامي

أمة تدور في دوامة الذل مطأطئة رأسها ، فقدت رونق عزتها وكرامتها، وهدمت صروح قوتها حتى وهنت وشاخ عنفوانها فأنحنى ظهرها يركبه الاعداء كلما ابتغوا قضاء حوائجهم!!
هذه الأمة هي الأمة الإسلامية ، الأمة التي كانت خير الأمم فماالذي أوصلها إلى هذا الوضع المزري وجعل الصمت والخنوع مقدس لديها والانبطاح والخضوع دين لها والهوان مبرر عندها بالف عذر؟!

دعونا لا ننسى بأن هذه الأمة الإسلامية وخلال القرون الماضية كانت قد تعرضت لحملات مكثفة من حكامها في سبيل تدجينها و لإستهداف ممنهج من قبل أعدائها من اليهود والنصارى في شتى المجالات حتى صارت أمة ضعيفة وسهلة الكسر فمثلا:

* أستهدفت فيها الثوابت الإسلامية التي أرستها الرسالة المحمدية بعزلها عن الثقلين ثم فصل الثقل الأكبر عن الثقل الأصغر وهذا ماحقق لهم عزل الأمة عن القرآن الكريم وتحويله من كتاب هداية وعمل إلى مجرد كتاب قراءة وبنك حسنات !!
أستهدف الإسلام أيضا في ماهيته وحقيقته وروحه من خلال صنع و تقديم الاسلام على الطريقة الوهابية اللعينة وتسويقها كنموذج للاسلام وهي التي تغيب البصيرة الإيمانية ، وتشد أزر التطرف والارهاب والتكفير، فتشوه الاسلام وتوهن الأمة الاسلامية بزرع الفتن وأشعال فتيل النزاعات الطائفية والمذهبية بغرض الفتك بالاسلام تحت مسميات اسلامية !

*أستهدفت فيها مكارم الأخلاق والمبادئ الأصيلة والقيم النبيلة العربية التي توارثتها الأجيال ، فأصبحت هزيلة كقطع الخشب المهترئ بها الف شرخ تنخرها أرضة التحرر الزائف والتحضر العابث والرقي الوهمي حتى فقدت الأمة صلابتها وثقلها وباتت بلا وزن تطفو على وجه مستنقع انحطاط العالم المادي وتسقط يوما بعد يوم في وحل التيه والضياع !!

*أستهدفت فيها الثقافة القويمة بالثقافات المغلوطة والفكر السوي بالغزو الفكري والفطرة السليمة بالإغواء عبر ترسانات التضليل من وسائل الإعلام الهابط الى المناهج التعليمية الجوفاء المفرغة المضامين حتى أصيبت عقول أبنائها بالتصحر، وبات مبتورة الأفكار ، جافة الرؤى ، متلقية ناقلة لا قارئة باحثة ، آخذة لا معطاءة !

* أستهدف فيها الأقتصاد لتقويض أي محاولة للنهوض ، بغزو أسواق الوطن العربي وأعاقة الإعتماد على الذات وتحويلها من منتجة إلى مستهلكة!!

*أستهدفت فيها أنظمة الحكم بتحويلها إلى أداة بأيادي اليهود والأمريكان يستخدموها في قمع الشعوب لتحقيق مخططاتهم بعد أن صاغوا لهم دساتير البشرية وأبعدوهم عن دستور الله ، وأعطوهم البرلمانات وأخذوا منهم الحرية!

وأخيرا دعونا نخبركم بأن هذا الوضع المخزي الذي حال إليه حال الأمة الإسلامية من الذل والإنحطاط تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة هو ماأستشعر روح المسؤولية لدى السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه حينما حمل المشروع القرآني وأنطلق به صارخا في وجه المستكبرين متحديا كل المخاوف والصعوبات هادفا إلى إيقاض الأمة من غفلتها وهو على يقين بأن النهوض بحالها كما أراد الله لها لن يكون إلا من خلال عودتها إلى القرآن الكريم والعمل به كثقافة وسلوك يطبق على واقع الحياة والذي فيه مصدر عزتها وقوتها وسموها بين الأمم وأن ماأصابها من الوهن والهوان ماكان إلا نتيجة حتمية لتفريطها وبعدها عن هذا الكتاب الذي نزل رحمة بها وحبل نجاة لها من كل واقع سيئ ومشين.

مقالات ذات صلة