هذه نتيجته البخل عن الإنفاق في سبيل الله {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}

{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وهذه الفئة أيضاً تصد عن سبيل الله فئة التجار الكبار، الكثير من التجار الكبار، الكثير من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة عادة ما يكونون في صف الباطل يناصرون الباطل، والقليل من التجار الكبار أصحاب رؤوس الأموال الضخمة عادة القليل منهم من يكونون مستقيمين.

الكانزين المدخرين للأموال والباخلين عن الإنفاق منها في سبيل الله عادة ما يتحركون صداً عن سبيل الله وتأثيراً سيئاً في واقع الأمة، هؤلاء {فَبَشِّرْهُمبِعَذَابٍ أَلِيمٍ} هو يُجمَّع ويبخل يُجمَّع لنفسه عذاب، وما يبخل به عن الإنفاق في سبيل الله يَدَخِرَهُ ليكون عذاباً له، وهذا أيضاً يدل على خطورة البخل عن الإنفاق في سبيل الله.

طبعاً الذهب والفضة كانت هي أشبه ما تكون بالعملة النقدية التي يتعامل بها الناس في ذاك الزمن، أصبح الآن في عصرنا عملة أخرى دولارات وأموال بعمولات ثانية تدخر ولو على مستوى العملة المحلية. البخل عن الإنفاق في سبيل الله ذنب عظيم والإنسان البخيل الذي لا ينفق في سبيل الله هو يجمع لنفسه عذاباً يعذب به يوم القيامة.

{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ} التي كانوا يتعالون بها، {وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} عذاب مكاوي في جهنم نتيجة ذلك البخل عن الإنفاق في سبيل الله في الجباه والجُنوب والظهور، {هَـذَا مَا كَنَزْتُمْلأَنفُسِكُمْ} فهم بخلوا فكنزوا لأنفسهم العذاب والعياذ بالله {فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}.

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}،{عِدَّةَ الشُّهُورِ} شهور السنة {اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} وهذه مسألة تكوينية، الله حين خلق السماوات والأرض وحين خلق الشمس والقمر وأجرى حركة الزمان للأرض جعل حركة الزمن في الأرض على هذا الأساس، عندما خلق السماوات والأرض والشمس والقمر وبنظام الشمس والقمر الذي جعله هو سبحانه وتعالى جعل العام عبارة عن اثنا عشر شهراً في واقع الأرض ثم يستمر في دورته الزمنية هكذا شهر والشهر بعده شهر إلى أن يتم اثنا عشر شهراً يكتمل بذلك عام كامل.

من هذه الاثنا عشر شهراً جعل الله سبحانه وتعالى أربعة أشهر حرم هي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، هذه الأشهر حرم يحرم فيها القتال إلا دفاعاً عن النفس، يحرم فيها الابتداء بالقتال، ولا يجوز فيها القتال إلا إذا كان دفاعاً عن النفس؛ لأن الله أراد للبشر أن يستريحوا، لا تكون السنة كلها حروب.

{مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} لا تظلموا أنفسكم؛ لأنها للاستراحة، في واقع البشر يكون لها قداسة وحرمة.

{وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً} قاتلوا المشركين بكل فئاتهم كما هم يتعاونون عليكم، كما هم يتحركون لقتالكم والعدوان عليكم ويتعاونون في ذلك. {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} المطيعين له بالجهاد والمطيعين له في اجتناب الحرمات إلا في الدفاع عن النفس.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(دروس من سورة التوبة – الدرس الثالث)

ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

بتاريخ: 12/ رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.

مقالات ذات صلة