الرئيس الصماد يلتقي عدد من علماء الصوفية من مختلف المحافظات

عمران نت / 25 فبراير 2018م

   التقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم عدد من علماء الصوفية من مختلف محافظات الجمهورية .

جرى خلال اللقاء الذي حضره عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي؛ مناقشة الأوضاع على الساحة الوطنية وما يتعرض له اليمن من عدوان غاشم وحصار جائر من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات بدعم أمريكي بريطاني.

وتطرق اللقاء إلى جهود العلماء ودورهم في توضيح حقيقة ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومجازر يندى لها الجبين منذ ما يقارب ثلاث سنوات استهدف الحجر والشجر وأهلك الحرث والنسل وفاقم من معاناة اليمنيين وضاعف مأساتهم الإنسانية.

وفي اللقاء رحب الرئيس الصماد بهذه الهامات العلمية الشامخة في هذا اللقاء في ظل ظروف صعبة .. وقال ” ما سمعناه من كلمات للعلماء الأجلاء تشد العزائم نحو الهدف السامي الذي نسعى من أجله وهو إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة الشعب المستضعف “.

وأضاف ” هذه الكلمات التي سمعناها تمثل النموذج القرآني للدور الذي ينبغي أن يكون عليه العالم، أي أن في رسالة الإبلاغ ما يثير الآخرين ضد العالم فينبغي أن يكون من يحمل العلم وهذه القيم من النوعية التي لا تخشى أحد إلا الله “.

وتابع ” سواء على مستوى أداءه العلمي أو على مستوى المسجد أو على مستوى الإرشاد في الصلاة، أي أن الصلاة والصيام والحج والزكاة إذا لم يقترن معها الخشية من الله وعدم الخوف من غيره جل وعلا ستضيع، بل قد تسلط هذه في سبيل خدمة أعداء الدين “.

ولفت إلى أهمية رسالة المسجد وهذا ما سمعناه من العلماء من كلمات أثلجت الصدور .. لافتا إلى أن القرآن الكريم فيه كل شيء نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم .

وأكد ضرورة أن يكون المنبر الديني محرابا لقهر أعداء الله .. وقال ” عندما يتقدم الإمام ووراءه صف كالبنيان المرصوص معناه إمام في محراب، أما محراب هو الأول مشتق من كلمة حرب، وهناك الكثير ممن حولوا هذه المحاريب إلى مكاسب تنشر الذعر والخوف والهلع والرضا بالاستسلام لأمر الواقع بينما ما سمعناه من كلمات وما نسمعه في عموم المساجد إلا توحيد الله، لذلك هذه خطوة عظيمة أن نرى الجميع كلهم يتوحدون على كلمة سواء وهو كلام الله سبحانه وتعالى ومواجهة أعداءه”.

وأشار الرئيس الصماد إلى ضرورة تحرك العلماء والمرشدين كل من مكانه وفي منطقته خلال هذه المرحلة التي نحتاج إلى تنوع الخطاب وفق التوجه القرآني .. وقال ” لا بد أن نراعي النقلة في المجتمعات من خلال الخطاب الديني الذي ينقل الإنسان إلى أن يصل إلى المرحلة التي ينبغي أن يصل إليها “.

وأَضاف ” أنتم أهل الإرشاد ونحن نخجل في أن نتحدث في هذا الجانب وأنتم أكثر دراية ومعرفة، لذلك توحيد الصفوف والحفاظ على السلم الاجتماعي مهم جداً في هذه المعركة “.

وأكد على خطورة المرحلة وحساسيتها .. وتابع ” نحن في مرحلة خطيرة وحساسة يجب أن يتحمل هذا المجتمع والشعب وأن يكون العلماء في المقدمة لحمل أرقى درجات الوعي “.

ومضى قائلا ” أنتم أمة تدعون إلى الخير وتنهون عن المنكر ، ومن أكبر المنكرات في هذا العصر أمريكا والنظام السعودي هم أم المنكرات والفواحش فلنكن أمة تدعوا إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لا نسقط في منكراتهم وفضائحهم “.

وأردف ” إذا توحدنا وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر وكنا أمة واحدة فهنا ستكون مواقفنا في الدنيا تبيض الوجه وترفع الرأس، وإذا تفرقنا واختلفنا وتمزقنا فستكون مواقفنا في الدنيا تسود الوجه وتكسر الظهر، وهذا يمثل قوله تعالى” وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ”.

وأشار إلى أن من يسيروا على كتاب الله ويعتصموا به ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لا يتفرقوا ولا يختلفوا وتكون مواقفهم في الدنيا ترفع الرأس .. واستطرد ” ومن لم يعتصم بحبل الله ستكون مواقفهم في الدنيا غير مشرفة وسيحشرون يوم القيامة ووجوههم سوداء”.

ولفت إلى أن هذا الصمود والشموخ والانتصارات والعزة التي ترفع الرأس هي نتيجة توحد اليمنيين والروح التي يحملها أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم الآباء والعلماء الأجلاء من مختلف المذاهب .

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن العالم مذهول من صمود الشعب اليمني .. وقال ” العالم مذهول أمام هذا الصمود الذي قل نظيره ولا تستطيع لا أفضل أكاديمية عسكرية ولا أرقى وسائل الإعلام ولا وسائل التوجيه المعنوي في أي بلد أن تعزز هذا الصمود الذي يحمله أبنائنا وأخوتنا من القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والسبب هو أننا نسير في الطريق الصحيح “.. مشيرا إلى أن ذلك يدل على عظمة النهج الذي انتهجه الجميع والعلماء والمثقفين كان لهم الدور الأبرز في ترسيخه بين أوساط المجتمع .

ولفت إلى ما تشهده عدن من فوضى وجرائم قتل واغتيالات ولم يسلم منها أحد .. وقال ” ليس لديهم مشروع ولا توجه حتى من أولئك الذين هم محسوبين عليهم من السنة من الصوفية هم لا يتركون أحد على حاله يقتلون الخطباء وغيرهم لأنهم لا يمتلكون مشروع، هم جاؤوا لينشروا الفوضى ويقضوا على أبناء الشعب اليمني”.

ومضى بالقول” عاد الأمريكان يرفعوا شعارات زائفة وكاذبة أنهم جاؤوا ليحرروا الناس والديمقراطية وبعدين يقول بوش في الأخير العراق نموذج في الديمقراطية بعد مليون وثلاث مائة ألف قتيل، وهذه السعودية والإمارات هم أدوات أمريكا لا يمثلون شيء، هم أجبن من أن يرتكبوا مثل هذه الجرائم أو أن يتجرؤوا، فالدعم والقرار الأمريكي وغيرهم يقولوا أنهم يريدوا تحرير اليمن ها هي عدن نموذج للوضع الذي يريدونه في القتل والتفجير والاستباحة ويريدون تعميم ذلك على بقية محافظات الجمهورية”.

وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى بجهود رجال الأمن في فضح مخططاتهم .. لافتا إلى أن القيم والوعي الذي يحمله الشعب اليمني لن يسقط أمام مؤامرتهم وأن هذا الوعي والثقافة التي يحملها العلماء من مختلف الطوائف كفيلة بتحقيق النصر .

وقال ” في هذه المرحلة يجب أن يكون هناك توجه كبير لنشر الثقافة وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية وحدة الصف كون العدوان يحاول نشر ثقافة البغض والكراهية بين أوساط المجتمع “.

وأكد الحرص على اللقاء بكوكبة من علماء الصوفية للتعبير عن الاحترام والتقدير والإجلال لهم ومواقفهم والتعبير عن قربنا منهم وضرورة قربهم منا في مختلف المراحل والمنعطفات.

وأضاف ” حتى وإن كان اهتمام الناس بالجانب الأمني والعسكري كأولوية في هذه المرحلة لكن العلماء هم قدوتنا ويجب أن يدلوا برأيهم ومشورتهم نستأنس فيما يخص توجهنا في المرحلة، وأي التزامات لكم نحن مستعدين توجيه الجهات المعنية سواء الاعتناء بالجامعة أو ما يتعلق بالمساجد أو غيرها “.

وتابع ” لدينا من الإمكانيات المتاحة التي تمكننا من العمل بالممكن ولا نعدكم بالمستحيل لكن أي شيء ممكن أن يعزز، فهناك بعض الأمور يمكن أن يسهم بها الجانب الرسمي من أجل دعم هذا التوجه وهذا الفكر وهذه الثقافة “.

وشدد على ضرورة التحرك في هذه المرحلة لمواجهة تصعيد العدوان وخاصة المرشدين والعلماء وبما يعزز من الصمود والتحدي في مواجهة العدوان .

من جانبه أشار عضو المجلس السياسيالأعلى سلطان السامعي إلى أن فعاليات الصوفيين كانت تقام علنية وقد حضرت الكثير منها .. وقال ” لكن عندما جاء التيار الوهابي منذ الثمانينات وحتى اليوم تم إقصاء الجميع وعلی رأسهم الصوفية” .

وأضاف ” يجب أن نوحد خطابنا وخطبنا لتجنيب اليمن الخلافات والفتن وينبغي أن تتجه دعوتنا لتعزيز الجبهات ولننطلق جميعا في تحرير مناطقنا المحتلة من قبل السعودية والإمارات والأمريكان”.

فيما عبر علماء الصوفية عن الشكر والتقدير لرئيس المجلس السياسي الأعلى على دعوته لهم والذي يؤكد الحرص والإهتمام بالعلماء ودورهم في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة “.

وأشاروا إلى أنه كان للصوفية ومشائخها دور كبير في مواجهة الطغاة والمستعمرين علی طول تاريخ اليمن، حيث وقفوا ضد الاحتلال الإنجليزي والعثماني ووقفوا ضد الفكر الوهابي وكذا ضد العدوان والإحتلال على اليمن وكان لهم دائما تحرك ونشاط في توعية المجتمع وتحصينه من الأفكار المتطرفة.

بدوره قال مفتي محافظة تعز العلامة سهل بن عقيل” نحن اليوم كيمنيين نكتب التاريخ ويجب علينا كعلماء أن ننظر للواقع الذي هو خطير وحساس، فالعالم الاستعماري ينظر إلينا كمطمع كبير ويجب أن نتحرك من هذا المنطلق في مواجهة المؤامرات التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا “.

وأضاف ” يجب أن نكون صادقين مع الله ومع الناس وأن نتحرر من العبودية والخوف من الظالمين والمعتدين ” .. لافتا إلى أن لدى اليمن الكثير من الثروات والخيرات ولذلك هم يستهدفوا الشعب اليمني من أجل ذلك .

وأكد العلامة سهل بن عقيل ضرورة التحرك والتحشيد من أجل الكرامة والعزة لمواجهة العدوان الكوني على الشعباليمني .. معتبرا العلماء هم لب المجتمع ويجب أن يعبروا عن آلام وآمال المجتمع.

من جهته أشار أحد علماء الصوفية إلى أن الصوفية واجهت حرب استئصالية من قبل الفكر الوهابي الذي كان يحكم .. وقال ” إن الوهابية استولت علی المراكز والمساجد وحاربت الصوفية حتی في مكاتب الأوقاف التي كانت تتبع حزب معين ومنعوا من إحياء فعالياتهم وتأدية شعائرهم ودمرت مزاراتهم وقبور الأولياء منهم”.

في حين أكد أحد العلماء ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية في هذه الظروف تجاه الأمة والشعب والوطن .. وقال ” نحن مسؤولون عن الدفاع عن مصالح وقضايا شعبنا ومن تخلف عن مسؤوليته فقد خان أمانته وبلده ومن لم يدافع عن دينه وأهله وبلده فلن ينال حريته وعزته وكرامته وسيذبح كما تذبح النعاج”.

وأضاف “يجب أن نقوم بواجبنا في الحشد نحو الجبهات فالخوف من مواجهة الأعداء لن يطيل من أعمارنا والفتنة من مصائب الدين وليس في فقد المال أو الرجال بل هي في ظهور المنكر والظلم والعدوان والإحتلال من أعظم المنكرات”.

وأشار إلى أن من يظهرون بلحی طويلة إنما هي مخضبة بدماء الأطفال والنساء والأبرياء ومن يقل أن العدوان جاء بأمر الله هم الفتنة والمنكر بذاته ومن يقل أن المعتدين وما يقومون بهم من جرائم وتدمير بحق الشعب اليمني وقتلهم الأطفال والنساء والأهل وأن تحالف العدوان جاء من أجل مصالح اليمنيين، ليسوا بيمنيين ولا انتماءهم لليمن.

وقال ” لسنا بحاجة لأن يأتي البعض ليجدد إسلامنا فنحن لا نعبد الأصنام ولا النار ولا غيرها بل هم من يعبدون الريال والدولار والدرهم”.

سبأ

مقالات ذات صلة