لماذا كل هذه الحروب …من الحرب الأولى الى هذه الثامنة ؟ ؟

عمران نت / 15 يناير 2018م

صوتي حر

في كل حرب كان لهم مبررات وأعذار مختلفة…

من تهمة أن الحوثي (يدعي النبوة) وجاء بدين جديد… وذلك في الحرب الأولى…. الى عذر أن الحوثيين يحيون المظاهر الشركية والبدع (عيدالغدير) في الحرب الثانية،
الى الحرب الثالثة أن الحوثيين هم تجار مخدرات ويحاربون الدولة التي تحاول ضبط الحدود ومنع الإتجار بالمخدرات، !
الى الرابعة أن الحوثيين هم (ملكيون) رجعيون يريدون القضاء على النظام الجمهوري وإعادة الإمامة!
، الى الخامسة وان الحوثيين هم إرهابيون وقاموا بتفجير عبوة ناسفة بالمصلين بأحد مساجد صعدة،.
الى السادسة وان الحوثيين متمردين على الدولة والنظام ويعتدون على المواطنيين وينتهكوا أعراضهم وينهبوا أموالهم،.
الى السابعة وان الحوثيين الروافض المجوس يستهدفون (إبادة أهل السنة) في دماج ويجب حصارهم والتلذذ بقتلهم.

الى الثامنة وان الحوثيين انقلابيين اسقطوا النظام الشرعي الوديع …وأنهم فاسدون ولصوص ويفجرون منازل الأبرياء .

مئات الأعذار والمبررات التي( فصلت) لتناسب كل الأهواء والامزجة وتحرك التخوفات والتحيزات الطائفية أو المناطقية أو السلالية أو السلطوية. .إلخ

غير أن السبب الحقيقي لكل هذه الحروب (دفن تحت وابل الاتهامات).

..
لا يختلف الحوثيين كما (يسميهم أعدائهم ) وانصارالله كما يسمون أنفسهم… عن أي يمني عادي من حيث العرق واللون واللغة والدين …
،
وفي نفس الوقت كل التوجهات الفكرية والسياسية مسموح بها
فمسموح أن تكون يساري قومي أو ملحد أو علماني أو ليبرالي أو وهابي سلفي أو اخواني أو شافعي أو زيدي أو إسماعيلي أو أثنى عشري… ومسموح حتى أن تكون إرهابي قاعدي أو داعشي….. ومسموح أن تكون بلا ايدلوجيا أو فكر… كن صعلوك أو سرسري أو حرامي أو حتى مهدي منتظر. ..ألخ .

فما الذي ميز انصارالله وجعل العالم يجتمع لحربهم سواء بالوكالة كما في الحروب السبع أو بشكل مباشر كما في الحرب الثامنة ؟ ؟

باطلالة بسيطة على مرجعيتهم الفكرية والمسماه( ملازم) لن تجد حديث عن حلال أو حرام …أو فتاوى أو أحكام حول الوضوء… والحيض والنفاس… والضم والسربله …والصلاة خيرمن النوم أو حيا على خير العمل،… ليس فيها صحابة ولا أمهات مؤمنيين لا مدحآ ولا قدحآ، ليس فيها أي من إهتمامات المذاهب والحركات الإسلامية.
.
أذا ما الذي فيها ؟ ؟ ؟ ؟

فيها( إحياء للجانب الحركي من الأسلام ) والذي ركز عليه كتاب الله في أغلب آياته واهمله المسلمون لصالح أحكام العبادات وأمور التعبد وجمع الحسنات. .

ما المشكلة في ذلك وهل يستدعي ذلك كل هذه الحروب والرصاص ؟

أترك الإجابة للمفكر الإسلامي المصري (مصطفى محمود)..

يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله:

لا مانع عندهم أبدا من أن نصلي ونصوم ونحج ونقضى ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والابتهال والدعاء..

ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف مانشاء في المساجد، ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له ..

فَهُم لا يعادون( الإسلام الطقوسي)؛ إسلام الشعائر والعبادات والزهد.

ولا مانع عندهم في أن تكون لنا الآخرة كلها، فهذا أمرٌ لا يهمهم ولا يفكرون فيه…. بل ربما شجعوا على التعبد والاعتزال، وحالفوا مشايخ الطرق الصوفية ودافعوا عنهم، ولكنَّ خصومتهم وعداءهم هي للإسلام الآخر!!

الإسلام الذي (ينازعهم السلطة) في توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى ..

الإسلام الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه (موقع قدم) في حركة الحياة ..

الإسلام الذي يريد أن يشق شارعا ثقافيا آخر، ويرسي قيما أخرى في التعامل، ونماذج أخرى من الفن والفكر ..

الإسلام الذي يريد أن ينهض بالعلم والاختراع والتكنولوجيا، ولكن لغايات أخرى غير التلسط والغزو والعدوان والسيطرة ..

الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الاجتماعي والإصلاح الحضاري والتغيير الكوني ..

هنا لا مساومة ولا هامش سماح .. وإنما (حرب ضروس) ..

هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص .. وقد يأتيك الرصاص من قوى سياسية داخل بلدك نفسها ..

 

مقالات ذات صلة