الروضة الإستراتيجية

عمران نت / 14 يناير 2018م

بقلم /ابراهيم الوشلي

فقط في يمن الإيمان يستشهد الشهيد مرتين ، فهم لايرونها مجرد قبورٍ خضراء تفوح منها رائحة العزة والكرامة كما نراها نحن ، بل يرونها هدف عسكري استراتيجي دسم ، لم يكتفي طيران العهر بما يسفكه من دماء النساء والأطفال بشكل يومي ، فذهب في خطوة غبية كما عهدناه ليشفي غليله بقصف روضة الشهداء ليكشف للعالم عن مدى إفلاسه وتخبطه وهزيمته النفسية التي تزيد يوماً بعد يوم ، استهدف طيران العدوان روضة الشهداء في منطقة الحمزات بمحافظة صعدة وارتمى الصاروخ بحقده على قبر الشهيد الإعلامي صلاح العزي الذي أرعبهم حياً وأرعبهم وهو في قبره ، ولم يخطر على بالهم أنهم بهذا العمل الغبي يحيون الشهيد في قلوبنا من جديد لنتذكره ونتذكر القضية التي استشهد من أجلها فنستمر بالسير على خطاه بمواجهتهم والتنكيل بهم في ميادين القتال والشرف .
ما الذي حققتموه بقصفكم لقبور أناس قد قضوا نحبهم وذهبوا للقاء ربهم ؟
نعم هؤلاء الشهداء قد مرغوا أنوفكم بالتراب وهذا مالايختلف عليه اثنين ، ولكن ماهي الفائدة التي تعود عليكم بقصف قبورهم التي لاتضر ولا تنفع ؟
لقد كانت الفائدة من نصيبنا نحن فقد ازددنا إيماناً ووعياً وترسخ الشهداء في قلوبنا أكثر فلن نألوا جهداً إلا أن نستمر برفد الجبهات بالرجال الأبطال الذين يتحرقون شوقاً لسحق جحافلكم ومطاردة مرتزقتكم في الوديان والجبال ، التنكيل بكم مستمر لامحالة وتخبطكم وخزيكم أيضاً مستمر فالكل يعرف أن روضة الشهداء لن تكون آخر هدف عسكري لكم .
وأنتم أيها العظماء هنيئاً لكم بما صبرتم .. وألفُ سلامٍ من الله عليكم يامن أرعبتموهم في المتارس والقبور .

مقالات ذات صلة