السكينة هي من أهم عوامل النصر وأهم مظاهر التأييد الإلهي

السكينة تثبت الإنسان وتعالج الحالة المعنوية والنفسية وأهم ما في الحرب هو الواقع النفسي والمعنوي، الجانب المعنوي هو أهم شيء في الحرب الجانب المعنوي. إذا انهارت معنويات الإنسان يضعف وينهزم ويصبح في واقعه العملي وفي موقفه مهزوزاً ضعيفاً لا يستطيع الثبات، لكن إذا كان واقعه المعنوي قوي فهو رابط الجأش، مطمئن النفس، وثابت النفس، حينها يكون موقفه في الميدان موقف قوي وثابت.

ولذلك من أهم من أهم مظاهر التأييد الإلهي هي السكينة؛ لأنها تعزز في النفوس والقلوب والمشاعر حالة الاطمئنان الاطمئنان الكبير والحالة المعنوية المرتفعة التي تجعل الإنسان يثبت فلا يتزحزح ولا يبالي ولا يكترث ثم لا ينهزم.

التدخل الإلهي والرعاية الإلهية

—————————–

{وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا} والسكينة على رسوله وعلى المؤمنين، المؤمنين كذلك يعني ليست مسألة خاصة بالنبي، حتى المؤمنين يمنحهم الله السكينة ويؤيدهم بها فتطمئن نفوسهم وترتفع معنوياتهم وتستقر أحوالهم المعنوية. {وَأَنزَلَ جُنُودًالَّمْ تَرَوْهَا} هكذا التدخل الإلهي، يعني: كثرتكم لم تغن عنكم شيئاً، في نهاية المطاف لم يفدكم إلا التدخل الإلهي. فأنتم عندما تتحركون في سبيل الله في حاجة إلى الله والاعتماد عليه والثقة به والتوكل عليه، وثقة به وبنصره وتأييده.

{وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا} وهذا من التدخل الإلهي والرعاية الإلهية بجنود من ملائكته، {وَعذَّبَ الَّذِينَكَفَرُواْ} عندما سلطكم عليهم وما نالهم من القتل والجرح والأسر والضرب، وعلى المستوى الجسدي والنفسي عذاب، جزءاً من تعذيب الله لهم، {وَذَلِكَ جَزَاءالْكَافِرِينَ}؛ لأن الكافرين فيما هم عليه من كفر وشقاق لله وعناد لله، وحرص على أن يفرضوا باطلهم وكفرهم وفسادهم وإجرامهم على واقع الحياة وعلى عباد الله هم مستحقون مستحقون للعقاب الإلهي؛ ولذلك الله يشرف عباده المؤمنين بأن يعذب أعداءه على أيديهم هذا شرف شرف كبير، ثم هي ثغرة كبيرة عليهم وعامل معنوي كبير لدى المؤمنين عندما يدركوا أن أولئك محل للمؤاخذة الإلهية والعقاب الإلهي وأن الله سيسلطهم عليهم.

{ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}بعد الحرب والأحداث والمواقف يأتي لها نتائج ايجابية على مستوى الهداية الإلهية، البعض ممن كانوا في طريق الباطل أو في طريق الكفر يعود إلى نفسه، ويثوب إلى رشده، ويتراجع عن باطله، ويعجب بالحق عندما يرى الحق قوياً له جاذبيته، عندما يرى جهاد ورجال ومواقف يتأثر ويهتدي، ويتوب الله على بعض المنهزمين أيضاً عندما يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(دروس من سورة التوبة – الدرس الثالث)

ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

بتاريخ: 12/ رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.

مقالات ذات صلة