الطابور التاسع .. ألا يستفزك ؟

بقلم / علي أحمد جاحزعلي-جاحز

ثمة من ينكفئ وينام متجاهلا كل ما يرتكبه العدو من مجازر على مقربة من عتبة بيته ، ثم يصحو فجأة ليتشفى في وطنه وشعبه وجيشه ويرقص فرحا منتشياً على اصوات انفجارات في معسكر هنا او هناك ، أو يتغنى بخبر تقدم للعدو في جبهة ما هنا او هناك .
هذا النوع من الناس برغم ظهوره الجلي بمظهر المصطف مع العدوان والمجند من موقعه في معركة العدوان بحكم انه يرفض حتى التعبير عن استيائه لقتل طفل بغارة معادية مثلا ، يرفض أن تتعاطى معه بكونه ضمن المصطفين مع العدوان ، حتى وهو يبشر بقدومه إلى صنعاء ويعتبر ذلك انتصارا له شخصيا ، بمعنى أنه يريدك أن تنحني له احتراما وهو يطعنك وتبتسم له وهو يصفق لقتلك ، والمصيبة أنه حين تواجهه بكونه جنديا تابعا للعدوان يصيح وينوح ويولول بأنك تمارس انتهاكات إنسانية بحقه .

لا أعتقد أن هذه الكائنات تعمل منفصلة عن المخطط العدواني التدميري لليمن ، الذي تقوده امريكا وتعمل على تنفيذه أطراف دولية وإقليمية عدة وتلعب ضمن فصوله وخطواته جهات وجماعات وأيضا أفراد تحت مسميات حقوقية وإعلامية وثقافية عدة.
من المستفز أن يأتيك أحد هؤلاء ليقنعك أنك في المكان الخطأ ، وأن المكان الصحيح هو التأييد والتسليم لما تريده أمريكا حاكمة النظام العالمي ، التي تضع اليمن واليمنيين أمام خيارين أما أن تستسلم لتقتلك وتدمر بلدك أو أن تستمر في مواجهة محاولاتها في أن تقتلك وتدمر بلدك بالحرب والحصار.
ألا يستفزك أن تأتي أمريكا وعبر أدواتها لتقتل الشعب اليمني وتدمر مقدراته وتربط توقف ذلك بشروط يستفزك أيضا أن يتبناها بعض تلك الكائنات المذكورة أعلاه ، يأتي ليقنعك بأن العدوان والقتل والحصار الأمريكي من حقه أن يستمر وأنك معني وملزم بتنفيذ شروطه لكي يتوقف .. مثلا :
– الخضوع والتسليم لوصايتها والتنازل عن السيادة والقرار.
– القبول بمشروعها التفكيكي التدميري الصراعي.
– السماح بتمكين داعش والقاعدة لتقوم بدوها ضمن مشروع أمريكا.
– التنازل عن الهوية والخصوصية الوطنية والمشروع الوطني والرؤية الوطنية الخاصة باليمن.
– عودة القتلة والمجرمين والمفسدين والخونة إلى الحكم.
– التنازل عن دماء الشهداء والجرحى وعن الدمار والحقوق العادلة للشعب في مقاضاة القتلة.
– تسليم السلاح ورقاب الجيش ومؤسساته ومؤسسات الدولة للمحتل ومرتزقته ليفعلوا بها ما يشاءون.
– تقبيل ركبة الملك المهفوف وابنه ليغفر لك خطيئتك كونك لم تساعده أو على الأقل تشكره على قتل أهلك وتدمير وطنك.
كل هذه الشروط مطروحة بالفعل وليست من قبيل المكايدة والتهويل ، ومن لا يزال يعتقد أن ثمة طريقا ثالثا بين أن تكون مع الوطن وبين أن تكون مع العدوان والغزو، فليخبرنا أين هي الطريق ؟ أما أن يأتيك ليقول الاستسلام هو الطريق الثالث فأكيد أنه يشتغل طابورا تاسعا للعدو وللغزو، أما الطابور الخامس فلا اعتقد أنه لايزال موجودا.

مقالات ذات صلة