منهم أشرّ خلق الله في هذا الزمن؟

عمران نت/ 1 ديسمبر 2017م

من هدى القرآن

{أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (البقرة من الآية114) وقد يكونون فعلاً من يسمحون لأنفسهم إلى أنه لكونه يخشى غير الله يصبح خوَّافاً دائماً، عندما يأتي يقدم خطبة ينتبه لا يقول كلمة يمكن تثير الآخرين يكون هو خائفاً باستمرار خائفاً وينبغي أن لا يدخلوها إلا خائفين {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} (البقرة من الآية114) وهذه حالة خطيرة جداً؛ ولهذا في بعض الروايات إنه قال ((في آخر الزمان يكون عمار المساجد وفقهاء الأمة من شرار عباد الله.)) رواية عن الإمام علي؛ لأنه في الأخير يظهر لك منهم أنهم يجعلون المساجد أمريكية أعني يخشون غير الله فيها وهو يقول عمارها يجب أن يكونوا ممن لا يخشون إلا الله، وهذه القضية ليست سهلة في الأخير يترتب عليها عملياً مواقف كثيرة إذا كانوا يخشون غير الله سيؤقلم الخطبة على ما يريد غير الله، الصلاة على ما يريد غير الله، تقديم القرآن على ما يريد غير الله، تعليم الناس من فوق المنبر على ما يريد غير الله وهكذا، وفي الأخير وإذا بالقضية تطلع خطيرة؛ لأنه تصبح في الأخير الصلاة ذهنيته وهو يصلي يؤم الناس، ذهنيته وهو يخطب وهو يعلِّم كلها تكون نابعة من أن يؤقلم الموضوع مع الطرف الآخر الذي يخشى منه، أي تصبح الصلاة في الأخير لغير الله، الأذان لغير الله، المسجد لغير الله بكله؛ لأنها عبارة هامة {مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ} مساجد الله {أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}، لا يمكن تبقى مساجد لله إلا إذا كان عمارها ممن لا يخشون غير الله، هذه قضية أكيدة، لن تبقى المساجد لله ويرفع فيها اسمه إلا إذا كان عمارها ممن لا يخشون إلا الله.

فهي قضية تبدو خطيرة وقضية تبدو واقعية عندما يقول عنهم إنهم سيكونون من شرار عباد الله؛ لأنك لاحظ أليست الأمة الآن في مواجهة أشر أعداء الله؟ أليست المساجد من أهم المنابر للدفع بالناس إلى مواجهة هؤلاء الذين هم أشر أعداء الله وأعداء دينه وأعداء عباده؟ إذاً عندما يصبح عمارها يحولون دون هذا العمل الذي هو ماذا؟ عندما يعطلون دورها لكونهم يخشون من هو أشر خلق الله يطلعون فعلاً من شرار خلق الله أو أشر خلق الله حقيقة، عندما يقول في آخر الزمان آخر الزمان توافق مع ماذا؟ مع بروز أشر خلق الله، ومن يحولون دون عمل هو في مواجهة أشر خلق الله يعتبرون هم من شرار خلق الله.
تناول في العبارة هذه الفقهاء وعمار المساجد يعني المتعلمين أو العلماء وعمار المساجد، وإلا قد يكون مثلاً في تاريخ الأمة المساجد فعلاً حرفت لكن ما هو اختصاص آخر الزمان، آخر الزمان أليس هذا هو الزمن الوحيد الذي برز فيه اليهود على أعلى مستوى وأصبحوا هم يتحكمون ويسيِّرون الدول الكبرى؟ إذاً برز شرار عباد الله أو أشر أعداء الله.
المساجد لها دور هام جداً في مسألة تقديم دين الله وحث الناس على أن يتحركوا في سبيل الله وتبصير الناس وتذكيرهم بمسئوليتهم في مواجهة أعداء الله وتذكيرهم بأن دينهم يمثل حلاً يلجئون إليه ويتمسكون به، ما هو المسجد؟ هو المسجد الذي يلتقي فيه الناس تلقائياً ومربوط بعبادات يسير الناس إليها، فعندما يقفل هذا المجال فهو يعني ماذا؟ قضية خطيرة ترى الشارع مملوكا والمدرسة مملوكة والساحة مملوكة ووسائل الإعلام مملوكة والصحف مراقبة ومؤسسات الدولة كذلك مملوكة كل شيء مملوك، لم يبق إلا المسجد الذي هو لله، فيجب أن يبقى لله.

إذاً لم تعد هذه المنابر لله بسبب من؟ من أين ظهر؟ من قبل عمَّارها يؤكد لك بأن هذا الحديث فعلاً في وقته وأنهم فعلاً من أشر خلق الله ومن أشر عباد الله؛ لأنهم يحولون دون أن تكون المساجد منابر ينطلق الناس منها لتبصير بعضهم بعض بمسئوليتهم أمام الله ليواجهون شر وأشر أعدائه وهم اليهود؛ لأن أعداء الله هم يتفاوتون في الشر وفي الخبث يتفاوتون أناس أشر من ناس وناس أكفر من ناس وناس أخبث من ناس، ألم يقل عنهم {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} (البقرة من الآية90) وقال في آية أخرى {أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً} (النساء من الآية151) وهكذا تجد أنه كفرهم مركز، الغضب عليهم الشر عندهم كلها مركزة تركيز، أعني هي مضاعف قمة الشر قمة الخبث قمة العداوة.
لهذا يقول عنهم إنهم يودون أن يردوا الناس كفاراً، وهم يعرفون ماذا يعني كافر بالله، أليس معناه عداوة ظاهرة لله سبحانه وتعالى؟ وإلاَّ فالمفروض أنهم يفرحون أن العرب هؤلاء تحولوا من عبادة أصنام إلى عبادة الله، فأصبحوا يوحدون الله وهم يدَّعون لأنفسهم بأنهم موحدون لله، أليس المفروض أنهم يفرحون؟ لكن لا، ليكونوا كفاراً بالله وكفاراً بدين الله ما هو معنى هذا؟ عداوة لله سبحانه وتعالى هو يعني هذا أنهم يودون أن يكون الناس كافرين بالله، ولا يكونون موحدين بالله ما دام القضية ليست على هواهم وعلى ما يريدون هم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

الدرس السادس – من دروس رمضان.
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ 6رمضان 1424هـ
الموافق 30102003م
اليمن ـ صعدة.

مقالات ذات صلة