سعودة الأعمال … حرب سعودية جديدة على المغتربين!!

عمران نت/ 24 نوفمبر 2017م

بقلم/ معروف درين 

تتسابق القيادة السعودية في كيفية تضيق الخناق وتكميم الأفواه والحريات على المواطن السعودي نفسه، ولعل الفترة الأخيرة كانت الأكثر والأخطر من خلال الاعتقالات التي طالت كبار الشخصيات والأمراء ورجال الأعمال من الأسرة الحاكمة ومن خارجها وخصوصاً الذين لا يؤيدون السياسات المتهورة للقيادة السعودية الحالية التي يتزعمها ولي العهد محمد بن سلمان، بل وصل الأمر بهم إلى اعتقال النساء والأطفال، كما تسابقوا ويتسابقوا في اشعال الحروب والفتن في المنطقة برمتها وبأموال سعودية بالدرجة الأولى، وليس ببعيد ما تشهده معظم دول المنطقة ابتداء بالعراق ومرورا بسوريا واليمن وليبيا والسودان ولبنان وغيرها من الدول الغير مستقرة نتيجة سياستهم وتدخلاتهم السافرة هنا وهناك!!

ولأن الحالة اليمنية تعد نموذجاً للحقد الدفين التي تكنه القيادة السعودية للشعب اليمني الطيب والمعطاء، وإلا كيف نفسر هذه الغطرسة العدوانية وفرض الحصار الشامل على اليمن وتدمير بنيته التحتية بشكل كامل ومقصود، وكيف نفسر المذابح والجرائم التي تطال المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن في الأسواق والمدارس والطرقات وبشكل شبه يومي، وكيف لا يتذكروا قدرة الله سبحانه وتعالى وهم يرتكبون ابشع الجرائم والمجازر التي تخالف كل القوانين والسنن الكونية، ولماذا لا يستجيبون لدعوة المهندس/ هشام شرف وزير الخارجية اليمنية الأخيرة الموجه لهم عبر وسائل الإعلام ويعتبرون بالمجرم الصربي (راتكو ملاديتش) الذي قتل أكثر من 8000 مدنياً في سربنتسا في البوسنة والهرسك والذي أصدرت محكمة العدل الدولية في لا هاي حمكا ضده بعد مرور 22 عاما على جرائمه ويدركوا أنهم ليسوا ببعيد عن نفس المصير؟!

فلم تكتف القيادة السعودية بنفث سمومها وارتكاب ابشع الجرائم في حق اليمنين في الداخل، بل وصل سمها لمن كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في بناء وتنمية وتطوير المملكة العربية السعودية، إنهم ابناء اليمن المقيمين والمغتربين في السعودية والتي تمارس القيادة السعودية ضدهم عقوبات جسيمة وتحرمهم من أبسط حقوقهم في التملك والاستثمار وتفرض عليهم تسجيل مشاريعهم بأسماء اشخاص سعوديين وهم مجرد عمال فقط، غير أن السنوات الأخيرة شهدت قرارات وقوانين أكثر خطورة وبشاعة وحرب من نوع جديد على المغتربين والمستهدف بذلك هم أبناء الشعب اليمني بالدرجة الأولى وذلك من خلال” السعودة” التي تحرم على الأجنبي ممارسة معظم الأعمال والمهن.

فبعد أن تم الإعلان قبل سنوات عن سعودة تجارة الذهب وغادر الكثير من التجار إلى خارج المملكة تراجعت القيادة السعودية حينها عن تطبيق مصفوفة السعودة ولكن القيادة الحالية استغلتها بل وزادت عليها لكي تمارس ابشع واقذر الجرائم في حق المغترب اليمني الذي أفنى جل عمره في العمل هناك وفي توسيع وبناء المشاريع والمولات العملاقة، حيث عملت بعد سعودة الذهب على سعودة قطاع الاتصالات وكل ما يتعلق به ومن ثم سعودة تجارة العطور والأحذية والأقمشة والملابس النسائية والمولات المغلقة وتجارة الإكسسوارات ومراكز الأمومة والطفولة والمحلات الصغيرة التي تطل على الشوارع الرئيسة، وليس ذلك وحسب بل فرضت على كبار السن تأمين يتجاوز 24 الف ريال سعودي في السنة وسنت قوانين تمنع تجديد الإقامات لمعظم المهن كالمحاسبة ومدراء التسويق والمبيعات والمندوبين وغيرها من المهن شبه المحترمة بقصد اهانة المغترب وطرده وإذلاله.

وللعلم إن هذه المهن يعمل فيها ابناء اليمن وبأكثر من 90% وتعد هذه القرارات وهذه السياسة موجه ضدهم وضد مشاريعهم لإجبارهم على تسليم مشاريعهم للسعوديين والعمل عندهم خدام وعبيد أو مغادرة السعودية وترك مشاريعهم لأنها في الأصل مسجل بأسماء ا شخاص سعوديين أو ما يسمى بالكفيل وليس لهم أي حقوف أو مطالب، لأن نظام الكفيل ومنع التملك والاستثمار بالاسم يعد نوع من الاضطهاد ومصادرة الحقوق والحريات وليس لهذا المغترب أو ذاك ما يثبت ملكيته وأحقيته لمشروعه، وليت القيادة السعودية اكتفت بهذه الخطوات الشيطانية والتي لم يفكر فيها ابليس نفسه، فقد أصدروا قرارات وقوانين تفرض رسوم على عوائل المغتربين تحت مسمى رسوم المرافقين والتي تتضاعف كل عام وبما يضمن مغادرة جل الأجانب من السعودية بحدود عام 2020م حيث يصبحون غير قادرين على الوفاء والالتزام بدفع الجزية أو رسوم المرافقين!!

ولمن لا يزالون يدافعون عن السعودية والشرعية الغير شرعية، نقول لهم إين أنتم مما تمارسه القيادة السعودية هذه الأيام بحق اليمنيين، ولماذا لا تقدر الوضع في اليمن التي هي سببه الأول وتستثني ابناء اليمن من هذه القرارات والاجراءات القاتلة والتي تستهدف قرابة 40% من سكان اليمن، لأن القرارات هذه تستهدف 2مليون مغترب يعولون 9 مليون شخص على أقل تقدير، ولماذا لا يدركون أن القيادة السعودية هي عدونا الأزلي وما تمارسه ضد ابناء اليمن في الداخل الأرض والإنسان وضد المغتربين اليمنين هناك غنيٌ عن الشرح ويكفي لفهم ومعرفة مغزى العدوان على اليمن وسعودة الأعمال التي تستهدف المغترب اليمني، بيد أن الغريب في الأمر أن نجد من أبناء اليمن أنفسهم من يدافع عن هذه السياسة ويبررها احيانا من جانب ديني واحيانا من جانب سياسي ليتقرب من حكام السعودية الطغاة ويمارس النفاق ويفتى بقطع ارزاق واقوات الملايين من ابناء جلدته، وهو يعلمُ علم اليقين أن سعودة الأعمال حربٌ جديدة ضد ابناء اليمن ومشاريعهم وطموحاتهم!!

مقالات ذات صلة